“الكوبري الكارثي” هو الوصف الذي أطلقه أهالي مصر الجديدة، على كوبري البازيليك، المقرر إنشاءه بطول 2 كيلو متر بداية من ميدان الإسماعيلية مرورًا بمنطقة صلاح الدين حتى كنيسة البازيليك، وشارع الأهرام لينتهي عند نادي هليوبليس.
مبادرة “تراث مصر الجديدة” نشرت عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” رسمًا تفصيليًا للكوبري، مع تقديم بدائل أخرى عقب إزالة المترو.
عبدالفتاح حسين، أحد أهالي المنطقة، يقول إن الأهالي علموا بقصة الكوبري قبل شهر: “اعترضنا على الأمر وتم إيفادتنا برسالة واضحة من مسؤلين أن صوتنا اتسمع وإنه لن يتم تنفيذ الكوبري”.
اقرأ أيضًا.. الحق في طرق آمنة.. عبور الشارع “لعبة موت” يمارسها المارة
“خراب تراث مصر الجديدة”
حسين تابع: “فوجئنا منذ يومين بمهندسين من المقاولين العرب يتواجدون بميدان الإسماعيلية للبدء في التنفيذ”. كما أكد أنه لن يتم القبول بذلك الأمر: “لن نسمح بخراب أهم ميدان تراثي في مصر الجديدة”.
المبادرة جددت مقترحاتها، التي قدمتها منذ 2013 إلى الحكومة، وتتمثل في منع وقوف السيارات وعمل جراجات تحت الأرض بشارع صلاح الدين. لتوقف الحفر بجوار المباني القديمة، حتى لا تتكرر تجربة “عقار الزمالك“.
أهالي المنطقة تساءلوا عن عدد الكباري المعدة للتنفيذ، وهل هناك مكاسب من ورائها؟ قائلين: “الوضع سيئ والعمل بدأ وبنحاول ننقذ ما يمكن إنقاذه. وهل الموضوع أصبح أمر واقع والمنطقة انتهت؟”.
كنيسة “البازيليك”
يمر الكوبري أمام أحد الكنائس التراثية، وهي كنيسة البازيليك أو كنيسة البارون أو كاتدرائية العذراء مريم المشتركة، وهي كنيسة كاثوليكية أنشأها البارون إمبان بالقرب من قصره في حي مصر الجديدة، الذي أسسه ويعتقد أنه ربط بينهما عبر نفق خاص.
ومنذ 110 أعوام وضع حجر الأساس للكنيسة، بحضور ملكة بلجيكا وبعض الأساقفة والأمراء والأميرات والسفراء الأجانب.
وداخل حجز الأساس وضعت الحجة وبعض العملات المصرية والأجنبية، وبحلول عام 1913 أكتمل البناء ودشنت الكنيسة وتم تكريسها على اسم مريم العذراء.
استنفار برلماني
النائب عمرو السنباطي عن دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر، تقدم بطلب رسمي إلى مسئولي المحافظة للاستفسار عن مخطط الكوبري الذي قال إنه يهدد المنطقة بالكامل. كما أن للمنطقة مكانتها الأثرية والتاريخية التي يجب حمايتها.
“السنباطي” يقول إنه توجه على الفور لزيارة موقع كوبري ميدان الإسماعيلية مع أحد أعضاء جمعية محبي مصر الجديدة والمهتمين بالتراث، بهدف تكوين فكرة واضحة عن تفاصيل المشروع.
“تحدثنا مع أحد المسؤولين عن المشروع والذي أكد أن الكوبري سيقام بالفعل، وتم إجراء تعديل لتجنب مرور فرعي الكوبري بجوار الكنيسة” يضيف النائب.
“الأمر أزعج الأهالي وأبناء المنطقة” يضيف السنباطي قائلًا: “مرور الكوبري بمنطقة أثرية بجوار كنيسة البازيليك يمثل ضررًا حضاريًا كبيرًا”.
كما أوضح مدى اهتمام الدولة بالتطوير الذي تم في المنطقة من إزالة المترو وتخفيض مساحة الجزيرة الوسطى، وتحقيق سيولة مرورية لم تكن متاحة من قبل.
“الجميع سيحمي المنطقة بقدر المستطاع”
عضو النواب أكد رفضه لإقامة الكوبري، مشيرًا إلى إنه ليس من المنطقي تدمير المنطقة إلا إذا كان هناك ضرورة قصوى لهذا المشروع. كما أكد أن الجميع سيحمي المنطقة قدر المستطاع”.
النائب طارق شكري عن دائرة مصر الجديدة، قال إن المحاور المرورية والكباري تسهل المرور، لكن لابد من التوازن بين مدى الاحتياج الحقيقي لهذا الكوبري وبين الاختناق المروري الذي ينتج عنه. كما أعلن تأييد مطالب الأهالي حيث التراث الذي يحتضنه منطقة مصر الجديدة خاصة كنيسة البازيليك.
البرلماني عن دائرة مصر الجديدة أضاف أن الازدحام المروري موجود فقط بميدان الإسماعلية وصلاح الدين، أما المنطقة بعد كنيسة البازيليك لنادي هليوبلس تم تطويرها قبل أشهر قريبة.
اقرأ أيضًا.. ازي الحال؟.. مساكن بديلة لأهالي أرض المطار وإنشاء كوبري لأهالي إسنا
كما أوضح: “بالتالي من قام بالتطوير كان لديه من الفحص والتدقيق ما يجعله حين ينهي أعمال الإنارة والزراعة بشكل لائق سيعود مرة أخرى لتكسيره لإقامة الكوبري”.
وبين الاختيار بين المميزات والعيوب لإنشاء الكوبري، لفت شكري إلى ضرورة المحافظة على المنطقة والكنيسة بعد تطويرهما، ومراعاة رغبات الأهالي الذين قبلوا الكثير من التعديلات المرورية.
النائب قال إنه لا يميل إلى إنشاء الكوبري حفاظًا على المنطقة الأثرية: “كان من المقرر عقد بجلسة حوار مع المسؤولين لمناقشة الأمر، بعد أن عاينت المنطقة والمشروع واستمعت للأهالي”.
أهالي مصر الجديدة يجمعون توقيعات لرفض المشروع
عدد من أهالي مصر الجديدة أصدروا بيانًا، حصل “مصر 360″ على نسخه منه، أعلنوا فيه رفضهم وانزعاجهم بشأن إقامة الكوبري في قلب المنطقة التاريخية والتراثية بمصر الجديدة.
كما وصفوا المشروع بـ”المدمر” للمنطقة بالإضافة إلى التأثير السلبي على البيئة والأمن وجودة الحياة.
اقرأ أيضًا.. “العجلة الدوارة”.. مشروع يثير اعتراضات البرلمان ورجال الأعمال وسكان الزمالك
الأهالي قالوا إنه خلال الـ15 شهرًا الماضية احتملوا بأسى شديد التفريط في مترو مصر الجديدة التراثي و96 فدانًا من المناطق الخضراء والأشجار في الحي: “تحملنا ضياع كثير من ذكرياتنا المشتركة من أجل مشاريع الطرق القومية”.
كما أعلن السكان صدمتهم من سرعة الشروع في إقامة كوبري بهذا الحجم في قلب المنطقة التراثية بدون حوار مجتمعي مسبق. بينما لا يوجد احتياج حقيقي للمشروع بحسب ما قالوا.
منطقة تراثية مسجلة فئة “أ”
السكان قدموا في بيانهم الذي يقومون بتجميع التوقيعات عليه، مقترحًا بديلًا بتوجيه ميزانية هذا المشروع لتطوير المدارس والمستشفيات بشرق القاهرة.
كما أكدوا أن المنطقة التراثية مسجلة كفئة “أ” لذا هذا المشروع مخالف تمامًا لاشتراطات منطقة مصر الجديدة التراثية التي نشرت بقرار رئيس الوزراء في يناير 2014 بحسب ما قالوا. كما أنه مخالف لقانون حماية المناطق التراثية، إلى جانب كل أعراف حماية التراث والتخطيط العمراني والارتقاء بالمدينة.