جدد اغتيال الناشط السياسي المعروف بعدائه لحزب الله، لقمان سليم، مخاوف الشعب اللبناني من عودة عصر الاغتيالات السياسية من جديد، وسط اتهامات لحزب الله بضلوعه في الحادث، بحكم سيطرته على الجنوب مكان العثور على الجثمان.
في بيان مقتضب، أعلنت قوات الأمن اللبناني عثورها على جثة الناشط المعارض لحزب الله “لقمان سليم” مقتولا في سيارته بمنطقة النبطية بإطلاق 4 رصاصات على الرأس.
وندد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي بالجريمة الشنعاء قائلا: «إن ما حصل اليوم جريمة مروعة ومدانة».
وأكد الوزير، في تصريحات صحفية له، أنه أجرى العديد من الاتصالات مع قادة أجهزة الأمن لمتابعة تداعيات اغتيال الناشط الشيعي لقمان سليم.
من هو لقمان سليم؟
ولد لقمان سليم الناشط الشيعي في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 1962، وحصل على شهادة الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا، ومن ثم عاد مرة أخرى إلى لبنان ليشرع في تأسيس دار الجديد للنشر 1990.
وعرف عن لقمان نزعته السياسية وشغفه بالعمل في الشأن العام، فكان أحد المؤسسين لـ« أمم للأبحاث والتوثيق»، المعنية بإنشاء أرشيف مفتوح للمواد المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي في لبنان.
وعمد مركز أمم للأبحاث والتوثيق إلى جمع ما تيسر من شتات ذاكرة الحرب اللبنانيّة، واستخدم لقمان كافة أدواته للإشارة إلى ما يحدث في الداخل اللبناني وكافة ألت إليه الأمور في ظل حالة الصراعات التي ضربت أوصال الشارع اللبناني وانقساماته التي تزداد يوما تلو الأخر.
معارض عتيد لحزب الله
ويستحق لقمان سليم عن جدارة لقب أكثر المعارضين لسياسة حزب الله في الداخل اللبناني، وخلال سنوات طوال وقف لقمان كالشوكة في حلق التنين، إذ زينت مسيرته بالعديد من المواقف المعارضة لتحركات حزب الله سواء في الداخل اللبناني أو في المنطقة العربية.
ولطالما واجه المعارض الشيعي لقمان حزب الله وسلاحه، كاشفا سوءات الحزب وقياداته وعمله بأجندات خارجية تقدم مصلحة إيران على مصلحة لبنان.
تعرض لقمان على إثر معارضته لحزب الله للعديد من الانتقادات وحملات التخوين التي طالته هو أسرته، وراح عدد ليس بالقليل من المقربين لحزب الله بسن أسلحتهم في وجهه ومحاولة تشويهه بكافة الطرق.
الاعتداء ليس الأول
على مدار حياته ومع ازدياد نبرة الانتقادات اللاذعة التي يواجهها يوما تلو الأخر إلى حزب الله وقياداته تعرض لقمان فضلا عن محاولات التشويه إلى محاولات اعتداء وصلت إلى عقر داره بالضاحية الجنوبية في بيروت.
أسرة الراحل تتهم الحزب ولا تثق في القضاء
قالت رشا الأمير، شقيقة الناشط والكاتب اللبناني لقمان سليم، إن المسؤولين عن الجريمة معروفين، وهم من قاموا بتوجيه أصابع الاتهام لأنفسهم، من المعروف من هو المتحكم في هذه المنطقة، في إشارة إلى حزب الله.
وأوضحت الأمير، في بيان لها، أن شقيقها سبق وأن تعرض لتهديدات متنوعة وصلت إلى تهديده داخل منزله، مؤكدة أن الذين سبقوا أن هددوه في بيته هم الضالعين في قتله دون أدنى شك والجميع يعرف من هم وكيف هي أفعالهم لمن يعارضهم.
تيار المستقبل يندد
من جانبه، استنكر تيار المستقبل اللبناني اغتيال الباحث سليم، معربا عن تخوفه من العودة إلى مسلسل الاغتيالات التي تستهدف الناشطين.
وقال تيار المستقبل في بيان له: “اغتيال الباحث والناشط السياسي لقمان سليم في إحدى قرى الجنوب جريمة مدانة برسم الدولة والقوى المحلية المعنية بأمن القرى الجنوبية”.
وأضاف: “إننا في تيار المستقبل إذ نستنكر بأشد عبارات الاستنكار هذه الجريمة النكراء ونحذّر من مخاطر العودة إلى مسلسل الاغتيالات واستهداف الناشطين، نطالب الجهات المختصة الأمنية والقضائية الشرعية بجلاء الحقيقة بأسرع وقت”.
لماذا يتهم اللبنانيون حزب الله؟
يرتبط اسم حزب الله بمعظم الاغتيالات التي جرت في لبنان، بداية من اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، مرورا بالصحفي سمير قصير، والسياسي الشيوعي جروج حاوي، وصولا إلى الناشط لقمان سليم، لذا ذهب التحليلات مبكرا إلى تورط حزب الله.
وأدين أعضاء بحزبه الله بشكل واضح في اغتيال الحريري عام 2005، لكن الحزب يرفض اعترافه بالمحاكمة ولا يرغب في تسليم سليم عياش المتهم الرئيس في القضية حتى الآن,
اقرأ أيضا:
وزير العدل اللبناني السابق يتحدث لـ”مصر 360″ عن ضلوع حزب الله في اغتيال الحريري
وكشف مسؤولون أمنيون من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، في وقت سابق، عن تفاصيل عن “فرقة اغتيالات” تابعة لحزب الله، ومنوط بها تنفيذ تصفيات طالت سياسيين وأمنيين وصحافيين.
وبحسب كلام المسؤولين، فإن كافة المعطيات التي جمعت خلال التحقيق في قضية اغتيال رفيق الحريري أكدت وجود “وحدة تصفيات” أو خلية اغتيالات تابعة للحزب وتأتمر بأوامر زعيمه حسن نصرالله، وقد نفذت تلك الخلية التي تعرف بالوحدة 121 خلال السنوات الماضية سلسلة استهدافات عبر سيارات مفخخة.
ويقول محلل مكافحة الإرهاب السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي ومؤلف كتاب عن العمليات الإرهابية لحزب الله ماثيو ليفيت، إن حزب الله يتمتع بخبرة عالية في مجال التصفيات وصنع القنابل، إلا أنه أرسى في الوقت عينه هيكلية تحميه من انكشاف قادته المتورطين، مضيفا أن الحزب يخصص مجموعات أو خلايا لتنفيذ مهام فريدة، ولعل وحدة الاغتيالات السياسية أبرز دليل على تلك المهام.