“انتخبوا المحاميات” حملة أطلقناها ضمن برنامج المحاميات صانعات القرار، الذي يستهدف بشكل رئيسي تمكين النساء من الوصول للمواقع القيادية بنقابة المحامين.
فمنذ نشأة النقابة في ١٩١٢ لم يكن هناك نقيبًا عامًا من المحاميات على الإطلاق، ولم تُمثل بمجالسها العامة سوى محاميتين في مجلس ١٩٩٢. هما المحامية بشرى عصفور استئناف الإسماعيلة، والمحامية تهاني الجبالي ممثلة للقطاع العام.
هكذا ظلت النقابة لـ ٣٠ عامًا لاحقة بلا تمثيل نسائي، وهو ما استدعى الحملة للنهوض من أجل تغيير هذا الواقع. ليس ذلك فحسب ولكن تعددت أسباب ردة الفعل هذه. ومنها التمييز الواضح في الخدمات النقابية واللوائح الداخلية، وكذلك ترأس لجنة المحاميات أحد الزملاء لغياب التمثيل النسائي عن مقاعد المجلس العام للنقابة. بينما شهدت النقابات الفرعية مؤخرًا تمثيلاً ضعيفًا لا يذكر لثلاثة نساء بثلاث نقابات فرعية، هي شمال سيناء وبورسعيد والشرقية.
ما يثير الانتباه والجدل هنا، هو ما نشهده من سيطرة المناخ الأبوي على أوساط العاملين والعاملات بالقانون. وهم الذين يفترض فيهم أن يكونوا الأكثر وعيًا وتنوريًا بالمجتمع.
انطلقت هذه الحملة العام الماضي بمنهجيات جديدة تسعى إلى تغيير الخطاب العام، ليوجه إلى المحامين والمحاميات على السواء، ويشدد على أهمية إحداث واقع جديد غير هذا الحالي غير العادل. ذلك للنهوض بالمحاماة.
سعينا خلال الفترة الماضية إلى إنتاج فيديوهات تعريفية بالحملة، كما أننا شجعنا على التصويت والانتخابات وإدماج النساء بالأصوات المختارة،
وكذلك كشف هذا الواقع التمييزي، بينما أعلينا مطالب المحاميات بالنقابة.
وقد عملت الحملة أيضًا على التعريف بالمرشحات ونشر برامجهن الانتخابية وسيرهن الذاتية وعقد حوارات ولقاءات تعريفية داخل أوساط المحامين. وانتقلت الحملة لأغلب المحافظات ودربت المحاميات على العدالة الجندرية والموازنات المراعية للنوع الاجتماعي بالنقابات الفرعية والتخطيط الاستيراتيجى والتحليل الرباعي، وأيضًا الأهداف الذكية.
كما تبنت الحملة عقد لقاءات مفتوحة في المحاكم والقاعات وغرف المحاماة لفتح نقاشات والرد على المزاعم والمبررات لعدم مشاركة المحاميات بالمواقع القيادية، وعملنا على زيادة الثقة بالنفس لدى صاحبات المهنة. وكذلك تمكينهن من امتلاك الحجج العلنية والقانونية، والتعرف على التجارب بالمجتمعات المختلفة لامتلاك منهج واحد وحجج قوية لتغيير وجهات نظر المجتمع بأوساط المحامين حول قضية تمكين المرأة من المشاركة بفعالية في الحياة العامة. لاسيما التمثيل النقابي الفاعل للنساء.
لقد آن أوان أن تصل أصوات النساء وبالأخص المحاميات. أن يساهمن بصناعة القرارات للنهوض بمهنة عظيمة ورثناها عن أسلاف عظام ولن تنهض إلا بأيدينا معًا. هذا ما نؤمن به في مبادرة المحاميات المصريات، التي تأسست رسميًا في 2013. وهذه هي رسالتنا للوصول بالعدالة للنساء، وتمكين المحاميات من دعم النساء ومعالجة القوانين المجحفة، وتمكينهن من المشاركة بالحياة العامة في كافة جوانبها على نحو فعال. ذلك مع تمكين الشابات والشباب ليصبحوا مواطنون فاعلون بمجتماعتهم المحلية. وهو ما نراه يخدم أمتنا.