أفاد تقرير صدر عن برنامج أوروبا الخارجي مع إفريقيا EEPA بمناسبة مرور 100 يوم على نشوب الصراع المسلح في إقليم التيجراي، أن نظام أبي أحمد في إثيوبيا دفع مليار دولار للحكومة الإريترية لإرسال جيشها لغزو ولاية التيجراي الإقليمية في شمال إثيوبيا.
وشمل هذا الاتفاق إرسال المعدات العسكرية والوجود الكامل للجنود الإريتريين للقتال إلى جانب الجيش الأثيوبي. ومن ثم أرسلت الحكومة الإريترية 42 فرقة تضم أربع فرق ميكانيكية وفرقة كوماندوز، حيث يبلغ العدد الإجمالي للجيش الإريتري الذي غزا إقليم التجراي حوالي 336 ألفًا.
كما ذكر التقرير أن هذا المبلغ سدد على دفعتين بقيمة 500 مليون دولار؛ حيث ذكر أن الدفعة الثانية تمت المطالبة بها عندما زار مدير الأمن القومي لإريتريا أديس أبابا، فقد كانت الزيارة بهدف طلب الجزء الثاني من الدفع مقابل بدء “للهجوم الأخير” في إقليم تيجراي على يد القوات الإريترية.
في نفس التقرير ورد تصريح من الصليب الأحمر الأثيوبي أن 80٪ من منطقة تيجراي لا يمكن الوصول إليها لتقديم المساعدات اللازمة. ومع دخول أجزاء كبيرة من تيجراي مرحلة الطوارئ الرابعة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، وهي المرحلة قبل المجاعة بمرحلة واحدة؛ قُتل ما يقدر بـ 52.000 مدني وفقد 20.000 لاجئ إريتري تحت الحماية الدولية، بعد أن تم تدمير مخيمين للاجئين هما هيتساتس وشيميلبا، بشكل منهجي واختفى 20 الف لاجئ كما ورد في التقرير أن 10.000 لاجئ أُعيدوا قسراً إلى إريتريا، وهو ما يعد جريمة ضد الانسانية.
كما ورد في التقرير أنه بالرغم من اعتزام السلطات الاثيوبية إرسال وفد من رجال الدين المسيحي والاسلامي رؤساء الكنائس والشيوخ بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين الإقليميين وقوات الأمن لاقليم التيجراي للتفاوض ومناقشة التحديات التي تمت مواجهتها خلال عملية إنفاذ القانون المسلحة في الاقليم؛ إلا أنه أشيع أن بعض أعضاء هذا الوفد قد ذكر عن لسانه خطاب أقل ما يوصف بأنه خطاب ينشر الكراهية. حيث انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي اقتراحًا ورد على لسان أحد أعضاء الوفد؛ بإلقاء عشر قنابل ثقيلة على كل بلدة في تيجراي وقتل مليون من اثنية التيجراي “لتقصير الحرب” كحل مستدام. الامر الذي أدى الى رفض رجال الدين والقادة في اقليم التجراي مقابلة هذا الوفد، بل وأثار حفيظة الشباب مما أدى الى خروج مظاهرات تسببت في اعادة القوات الاثيوبية اطلاق النار مرة أخرى.
وفي السياق نفسه، صرحت الأمم المتحدة بأن 60 شخصا من عمال الإغاثة في أديس أبابا ينتظرون الموافقة على دخول إقليم التيجراي لكن لم يحصلوا على تصريح بالدخول حتى اليوم. حيث تندرج الصفقة في إطار الاتفاقية السابقة مع الحكومة، والتي تقدم المساعدة فقط للمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وحثت العديد من الجهات الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، القوات الإريترية على الانسحاب من تيجراي، لكن ذلك لم يحدث. كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات فيديو لجثة تركت في شارع في ميكيلي حيث فرضت القوات الاثيوبية حظر التجول مما منع دفنها.