رغم اختيار الأمم المتحدة 13 فبراير يومًا عالميًا للإذاعة، إلا أن البث الرسمي للإذاعة المصرية سبق ذلك التاريخ بعدة سنوات حيث انطلقت أول إشارة بث يوم 31 مايو 1934، مصر كانت لها الريادة في المجال الإذاعي، وسبقت العديد من الدول العربية والعالم في بث أول إشارة إذاعية. كما لعبت الإذاعة أدوارًا تاريخية كبيرة من خلال عدد من الأسماء الإذاعية العصية على النسيان.
اقرأ أيضًا.. للحماية من الملاحقة.. ما المباح تناوله في الإعلام المصري؟
في التقرير التالي نستعرض أهم الأصوات الإذاعية المصرية التي كان لها الأثر الكبير على المستمعين المصريين والعرب..
أحمد سالم (1910 – 1949):
صاحب العبارة الشهيرة “هنا القاهرة”، كان أول مذيع في الإذاعة المصرية، ثم أول مديرًا للقسم العربي في الإذاعة. هو ابن محافظة الشرقية وواحد من المقربين للملك فاروق حينها.
عمل ممثلاً ومنتجًا ومخرجًا، وأسس مع الاقتصادي المصري طلعت حرب، “استوديو مصر”، تزوج المطربة أسمهان والممثلة مديحة يسري والراقصة تحية كاريوكا.
آمال فهمي (1926-2018):
واحدة من أبرز الأصوات الإذاعية التي أحبها المصريون والعرب وتابعوها لأكثر من نصف قرن عبر برنامجها الشهير “على الناصية” الذي خَلَفت فيه زميلها أحمد طاهر.
فهمي لقبت بـ”ملكة الكلام” إلى أن اعتزلت تمامًا عام 2014، وكانت بدايتها عام 1951 لتكون أول امرأة ترأس إذاعة “الشرق الأوسط”، عام 1964. كما شغلت منصب وكيلة لوزارة الإعلام، ومستشارة لوزير الإعلام. كما أنها كانت صاحبة فكرة برنامج “الشعب يسأل والرئيس يجيب” مع الرئيس المعزول محمد مرسي.
محمد فتحي (1910-1986):
لُقب بـ”كروان الإذاعة” إلى أن صار المراقب العام للإذاعة المصرية عام 1947، وهو أول من ابتكر التمثيلية الإذاعية، فقدم لأول مرة “روميو وجولييت” التي ترجمها بنفسه عن نص الأديب الإنجليزي.
“فتحي” قدّم مسلسلًا اجتماعيًا من تأليفه بعنوان “دنيا الناس”، وله العديد من المؤلفات والترجمات مثل كتاب “عالم بلا حواجز” و”14 عامًا على الهواء”.
أحمد سعيد (1925-2018):
خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر برز دور عدد من الإذاعيين كان أبرزهم الإعلامي أحمد سعيد الذي ترأس إذاعة “صوت العرب” منذ تأسيسها 1935.
“سعيد” لعب دورًا جوهريًا في مساندة حركات التحرر العربي، لدرجة أن الحكومة البريطانية طلبت من عبدالناصر عام 1965، رفع اسم “سعيد” من قائمة الوفد المصري المسافر إلى لندن بحجة التحريض على قتل الجنود البريطانيين.
اقرأ أيضًا.. الإعلام وهيئاته ..نقلات مضطربة على “رقعة الشطرنج”
البعض ينسب لـ”سعيد” إذاعته بيانات كاذبة عن انتصارات للجيش المصري في حرب 1967، ورغم أن كان ينقل عن مصادر عسكرية إلا أن تلك البيانات التصقت باسمه حتى اليوم.
ألف كتابًا بعنوان “القومية العربية” في عام 1959، وظل طيلة حياته متمسكًا بموقفه من إذاعة تلك البيانات باعتباره مذيعًا كان يتلقاها من القيادة العسكرية. كما أنه لا يحق له حسب الدستور والقانون أن يُعدل أو يُناقش المعلومات الواردة فيها.
فهمي عمر (1926):
عُرف بـ”المذيع الصعيدي” كونه مولود في محافظة قنا، عيّن في وظيفة مذيع خارج الميكروفون عام 1950، بسبب لهجته الصعيدية. لكن في عام 1952 فتح الميكروفون لأحد ضباط الثورة وهو الرئيس الراحل أنور السادات، ليلقي أول بيان للضباط الأحرار.
قدم عددًا من حفلات لكوكب الشرق أم كلثوم، وقدم برنامج “ساعة لقلبك”، و”مجلة الهواء”، والمؤسس الحقيقي لـ”إذاعة الشباب والرياضة”. كما عُيّن رئيسًا لـ”الإذاعة المصرية” عام 1982.
ليلي دوس 1921- 2016):
تعد أول امرأة عملت كمذيعة في الشرق الأوسط، بدأت حياتها المهنية كمنتج في الراديو عام 1944 ثم مذيعة في نفس العام عندما أعلنت خبر انتهاء الحرب العالمية الثانية.
دوس قالت عن خبر الحرب إنها وجدت نفسها عالقة أمام هذا الموقف حيث لم تجد أحدًا لإعلان الخبر، ما اضطرها للإعلان عنه بنفسها ومن بعدها انطلقت في رحلتها الطويلة.
التحقت بشعبة إذاعة الأمم المتحدة عام 1947، وعملت في مراكز المعلومات المختلفة حتى تم تعيينها مساعد الأمين العام لشؤون الموظفين، حتى التقاعد عام 1982.
كما كانت واحدة من أطول الأعضاء خدمة في الرابطة الدولية للمرأة في الإذاعة والتلفزيون “IAWRT“، واستمرت في المشاركة بنشاط كبير في مشروعات الأمم المتحدة و”IAWRT” حتى عمر الـ95، قبل أن ترحل في 2016.