رغم احتفال الكنيسة الأرثوذكسية، بمئوية “مدارس الأحد” منذ 3 سنوات وإطلاق البابا تواضروس مشروع تطوير الخدمة فيها، إلا أن المشروع الذي يهدف لإحداث نقلة تكنولوجية في “المدارس” لم يدخل حيز التنفيذ إلا مؤخرًا، التطوير نقطة تحول في تاريخ المدارس خاصة في ظل أزمة كورونا التي فرضت التحول للتكنولوجيا.
اقرأ أيضًا.. البابا شنودة وجورج بباوي.. خلاف لا يستطيع الموت إخراس صوته
“منصة أبناء النور”
التطبيق الإلكتروني لمدارس الأحد أو “منصة أبناء النور” جاء لمواكبة التطور الذي يشهده العالم، وربط مخدومي المدارس بالخدام المسؤولين عنهم، بينما تتم العملية كلها تحت مراقبة المشرفين من أمناء الخدمة والأساقفة وكهنة الكنائس، لربط جميع المدارس بمنهج محدد للعرض بشكل جاذب.
كما يضم التطبيق مناهج تعليمية للأطفال، وعرض للألحان والمعلومات الخاصة بالكنيسة والوطن لزيادة الوعي عند الطلاب، كونه نظام داخلي خاص بالكنيسة.
“لكل شيء تحت السماوات وقت”
يمكن أن تصف الآية السابقة من الكتاب المقدس، تطوير “مدارس الأحد” أخيرًا رغم أن المشروع أطلق في النصف الثاني من 2018، لكن أزمة كورونا عجلت بالأمر.
عام واحد للتطبيق والتدقيق قد لا يكون كافيًا للوصول إلى مرحلة التعميم المرجوة، إلا أن أزمة كورونا أرغمت الجميع على البدء في الحلول التكنولوجية.
مدارس الأحد قبل 100 عام
في عام 1918، خرج الواعظ القبطي حبيب جرجس، بفكرة جديدة سُميت “مدارس الأحد”، لتعويض النقص الذي يعانيه الطلبة الأقباط في مادة الدين في المدارس الأميرية والأهلية.
وبحسب موقع “الأنبا تكلا” المتخصص في الشؤون القبطية، أن أحد الخدام الذين تتلمذوا على يد جرجس، حكى أن الأخير قال: “الإصلاح الكنسي يقوم بالعمل الجاد مع الأطفال والفتيان والشباب. إذ يصيرون أعضاء الكنيسة في المستقبل، ومنهم مَنْ يتسلم القيادة”.
القصة تؤكد قيمة وهدف مدارس الأحد، ذلك المشروع الخدمي الذي يبلغ عمره 103 سنوات، عملت خلالها اللجنة العُليا للمدارس على خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية بروح وطنية في النهاية.
تكنولوجية مدارس الأحد.. الحاضر والمستقبل
“منصة أبناء النور هي مستقبل مدارس الأحد” بتلك الكلمات وصف الأنبا بافلي، أسقف المنتزه وشباب الإسكندرية المنصة. كما أكد أنها تساهم في نشر المناهج عبر الكنيسة الأرثوذكسية كلها.
الأسقف عدد مزايا المنصة إذ قال إنها تتيح لخادم كنيسة في أسوان إضافة للمناهج، يستفيد منها خادم آخر في سيناء أو الإسكندرية رغم بعد المسافة. كما أضاف أن المنصة تؤكد وحدة الكنيسة كجسد واحد وبسرعة تناسب العصر.
الأنبا بافلي لفت إلى أن المنصة يستخدمها في الوقت الجاري كنائس في كافة ربوع مصر والدول العربية وأوروبا. بينما من المخطط أن تصل المنصة إلى أمريكا وأستراليا.
اقرأ أيضًا.. الكنيسة تتصدى لـ”القداسة الزائفة” في معركة أضرحة الكهنة
مدارس الأحد في عصر كورونا
في ظل الظروف الحالية التي سببتها جائحة كورونا، يضطر الخدام في كنائس كثيرة حول العالم إلى عمل اجتماعات مدارس الأحد من خلال الاجتماعات الافتراضية.
تلك الاجتماعات من المفترض أن تنظمها “منصة أبناءالنور” في ظل عدد من الصعوبات التكنولوجية التي تواجه الطلاب من الأطفال والشباب.
وبحسب اللجنة الفنية والتقنية للتطوير والتدريب، فإنه يمكن للخدام تسجيل تفاصيل البث المباشر على صفحة الأسرة في برنامج أبناء النور. كما يحدد الخادم اليوم والساعة ووصف البث ووضع الرابط.
بعدها يضغط المخدوم على زر واحد لبدء البث المباشر حسب الرابط دون الانشغال بالبحث عنه في جروبات الخدمة.
ولا يظهر الرابط سوى لمخدومي الأسرة الموجه لهم البث كنوع من التأمين. كما يقوم برنامج أبناء النور بتذكير المخدومين بموعد البث المباشر.
اقرأ أيضًا.. “قانون الأحوال الشخصية للطوائف المسيحية”.. إصلاح منتظر أم تغيير إرادة الرب؟
خدمة أقباط المهجر
القمص إبرام إميل، وكيل بطريركية الإسكندرية، يقول إن التطبيق اهتم بكافة جوانب الخدمة، والعمل على تسهيلها في حال كانت مدارس الأحد مستمرة بشكلها المعتاد.
إميل أضاف أنه يمكن اعتبار المنصة مدارس الأحد إلكترونيًا على غرار ما تقوم به وزارة التربية والتعليم في الوقت الراهن لعرض دروسها “آون لاين”، وإن كانت الكنيسة كانت سباقة بذلك التطبيق.
وكيل البطريركية أكد لـ”مصر 360″، أن المنصة لها مميزات عديدة في الخدمة لبلاد المهجر، حيث يعد مختلف تمامًا عن البرامج الأجنبية التي لا تناسب شكل الخدمات الأرثوذكسية.
كما أن المنصة تربط كافة الكنائس في مصر لخلق وحدة حقيقية. ولفت إلى أن المنصة اهتمت بكافة أمور التواصل من خلال التسلسل الهرمي للخدمة، فمن خلاله يتمكن الخادم من تسجيل الافتقاد وملاحظاته الخاصة.
اقرأ أيضًا.. الصلاة بالعربية بدلاً من القبطية.. حفاظ على الروحانية أم تخلي عن الهوية؟
تنبيهات الافتقاد
ويستطيع أن يعرف آخر مرة تم فيها الافتقاد لكل مخدوم في أسرته. كما تابع: “تحتوي المنصة على تنبيهات الافتقاد للخادم وأمين الخدمة للتذكرة عندما تمر دورة كاملة بدون افتقاد للمخدوم”.
كما توجد مجموعة من التقارير التي تساعد الخادم وأمين الخدمة والكاهن في متابعة نسب الحضور على مستوى الأسر وعلى مستوى الخدمة أو على مستوى مدارس الأحد كلها.
وهذه التقارير هى إحدى الأدوات من ضمن أدوات عديدة لمساعدة الجميع على النهوض بالخدمة داخل الكنيسة.
وعن دور أمين الخدمة في المنصة أوضح إميل أنه يمكن متابعة خدمته ببساطة شديدة دون الحاجة إلى البحث عن معلومات مختلفة في أماكن متفرقة.