أولاً: الجذور الحداثية لمفهوم الصحوة
نصف قرن من الصحوة. إذا ما قبلنا بالفرضية التي تذهب إلى تأريخ انطلاق ما يسمى بالصحوة الإسلامية ببداية سبعينيات القرن الماضي، وهي فرضية لها ما يدعمها. المعنى الرمزي البارز لهذا التاريخ يتصل بانهيار الحلم/الوهم القومي في أعقاب هزيمة حرب 1967 القاسية، والذي على أنقاضه نشط حلم/وهم الصحوة الإسلامية.
بالنسبة للإسلاميين كان المشروع القومي، في تصورهم، هو الخصم الرئيسي والعقبة الأهم في طريق تفعيل مشروعهم. يمكننا التقاط هذا التصور في رواية محمد متولي الشعراوي التي قال فيها أنه حال ما تأكد من الهزيمة بادر إلى السجود لله شكرا. الشعراوي بالتأكيد أحد أبرز وجوه الصحوة في بداياتها، ويمكن التأريخ لازدهار مسيرته الشخصية بنفس المرحلة، وسواء كانت روايته صادقة أم لا تظل رمزيتها ذات دلالة هامة، فربما لا يتفق الإسلاميون وخصومهم عل شيء عدا تصورهم لكون التناقض الرئيسي الذي تشكل من حوله تاريخ المنطقة العربية بصفة خاصة والعالم الإسلامي في مجمله هو بين المشروع القومي الذي فشل في بناء الدولة العلمانية التي أرادها، وبين المشروع الإسلامي الذي بدوره قد فشل (حتى الآن) في بناء الدولة الإسلامية التي أرادها. هذا التصور في حد ذاته يحتاج إلى كثير من التدقيق في مدى صحة الفرضيات المختلفة التي يطرحها كمسلمات في سبيل طرح فرضيته الرئيسية، ولكن قبل أي شيء نحتاج إلى التدقيق في مفهوم الصحوة نفسه، ومن ثم إلى إجابة السؤال: كيف يمكننا تعريف الصحوة الإسلامية؟
تعريف الإسلاميين للصحوة الإسلامية
في حديث بأحد المؤتمرات يتحدث الشيخ يوسف القرضاوي عن الصحوة الإسلامية، وبعد أن يعدد المسميات المختلفة للظاهرة مثل اليقظة والبعث والإحياء والنهضة؛ يوضح أنها في النهاية تشير كلها إلى معنى واحد هو “عودة الوعي”، وفي عبارة ذات دلالة يشير إلى أن الصحوة تكون لمن كان “إما سكرانا فصحا، وإما نائمًا أو منوّمًا، فصحا، أي عاد إليه وعيه.”
يضيف القرضاوي أن “الأمة غابت أو غيبت عن وعيها بذاتها فترة من الفترات، ومشت وراء الغرب، ودعا داعون إلى أن تنسى الأمة ذاتها وأن تسير سيرة الغربيين وتأخذ بالحضارة الغربية، خيرها وشرها، حلوها ومرها، ما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب، ومن ظن غير ذلك فهو خادع أو مخدوع”.
يعكس كلام القرضاوي هنا إلى حد كبير تصور الإسلاميين عن الصحوة. فهي لا تخلق شيئًا جديدًا بل تمثل عودة إلى شيء انقطعت صلة الأمة به لبعض الوقت، ذلك الشيء هو “الذات” التي افتقدت الأمة الوعي به لبعض الوقت؛ أما سبب افتقاد هذا الوعي فهو تغييبه بسبب الانقياد للغرب. وهذا تحديدا يضع تاريخ غياب الوعي في بداية القرن التاسع عشر، وهو تاريخ بدء اتصال المنطقة بالغرب الحديث وبدء بناء الدولة الحديثة في مصر على النمط الغربي.
الصورة البلاغية للصحوة أو اليقظة أو النهضة، ليست جديدة بالطبع، والمثير للاهتمام أن الاستخدام الشائع لمصطلح النهضة في المنطقة العربية قد صكه التنويريون العرب، ولكنهم كما هو معروف قد أرخوا للنهضة ببداية القرن التاسع عشر، أو بدقة أكبر بالحملة الفرنسية على مصر. ولا يمكن للتضاد بين مفهومي الصحوة والنهضة بين الفريقين أن يكون أكثر وضوحا من اتفاقهما على تاريخ واحد يعطيه كل طرف منهما معنى نقيضا لذلك الذي يعطيه الآخر له، فما يراه فريق بداية اليقظة بعد سبات طويل، يراه الآخر بداية غياب الوعي الذي تحقق الصحوة استعادته. ولكن الصورة في الحالتين مجازية، وإذا ما تركنا جانبًا محاولة التوصل إلى تعريف موضوعي دقيق لمصطلح “الأمة” فهي بلا شك ليست شخصًا له ذات، مع العلم بأن مصطلح “الذات” في تعلقه بالأشخاص هو مصطلح إشكالي ومختلف عليه، وبالتالي ففكرة “الوعي بالذات”، هي أيضا إشكالية في حال الأشخاص، ومحاولة نسبته إلى الكيان الغامض المسمى بالأمة هي بناء على غير أساس.
الأمة في مقابل الدولة القومية
استخدام مصطلح الأمة في النصوص التراثية يشير فحسب إلى مجموع المسلمين. ومن ثم فإن الأمة هي ذلك الكيان الذي يتشكل من كل الأفراد الذين يدينون بالإسلام في أي مكان من العالم، في إندونيسيا، والصين، والهند، وروسيا، ووسط آسيا، والشرق الأوسط وغرب إفريقيا، وأوروبا والولايات المتحدة، إلخ.
الأمة في الواقع وعلى الأرض إذن لا تتطابق مع أي مجتمع من المجتمعات بالمعنى الحديث، وإنما يندرج تحتها عدد كبير من مجتمعات الدول ذات الأغلبية المسلمة، إضافة إلى مجتمعات أقليات، وجاليات مسلمة متفرقة في دولها، وأفراد منتشرون في كل مكان. هؤلاء جميعا لا يعيشون اليوم فقط في ظل ظروف سياسية واجتماعية/ثقافية مختلفة عن بعضها إلى حد كبير، وإنما كان ذلك هو حالهم دائمًا، بمعنى أنه كان حالهم حتى قبل فترة تغييب الوعي عن الذات التي يتحدث عنها الإسلاميون.
إن أقرب مقابل موضوعي للوعي بالذات عندما ننسبه إلى جماعة بشرية هو التصورات المشتركة بين أفرادها عن هويتهم الجماعية. بعبارة أخرى يمكن افتراض وجود ذات جماعية فقط عندما يتفق أفراد جماعة بشرية في تصوراتهم عن العالم وموقعهم فيه، عن التاريخ الذي تشكلوا من خلاله، وعن التطلعات الجماعية المستقبلية التي يسعون معا إلى تحقيقها. ولا يمكن لهذه التصورات أن تكون مشتركة بين الأفراد دون وحدة ثقافية تجمعهم، وهو أمر لم يتحقق في يوم من الأيام بالنسبة للجماعة البشرية التي يشير إليها مصطلح الأمة الإسلامية، فقد كانت لمجتمعاتهم ثقافات مختلفة لها تواريخ نشأة وتطور مختلفة قبل أن يكون أفرادها مسلمين، سواء كأغلبية أو أقلية، وبعد أن أصبحوا مسلمين. وإذا ما أشار أحدهم إلى مصطلح “الثقافة الإسلامية” فهو في الحقيقة يستخدم مصطلحا غربيا استشراقيًا يتعلق بنظرة خارجية لا يمكنها تمييز الاختلافات والتباينات الداخلية في كيان آخر غريب عنها.
واقع الأمر أنه حتى بدايات ما يسمى بالعصر الحديث، كانت الجماعات البشرية تعيش حياتها الاجتماعية اليومية من خلال ممارسات تقليدية متوارثة بين أجيالها. هذه الممارسات كانت في كل مكان من العالم تتباين بين جماعة وأخرى عبر نطاقات جغرافية كبيرة وصغيرة ومنفصلة ومتداخلة، وفي حين وحدت الديانات الكبرى التي امتدت عبر نطاقات جغرافية واسعة مثل المسيحية والإسلام بعض الممارسات اليومية في خطوطها الرئيسية إلا أن أي من هذه الديانات لم يعد إنشاء الممارسات اليومية لأي جماعة بشرية من الصفر، بل أضاف إلى هذه الممارسات وعدل فيها بقدر أو بآخر. ليس ثمة كثير شبه يمكن أن نراه في الحياة اليومية في القرون الوسطى للمسلمين في قرية في وسط آسيا والحياة اليومية لمسلمين آخرين في قرية في إقليم القبائل الجزائري مثلا والتباين بين حياة هؤلاء وحياة المسلمين في مدن مثل بغداد أو القاهرة أو سمرقند أو قُم، وقدر نسبة بعض من الممارسات اليومية لهم إلى الإسلام بشكل واضح (سواء كان ذلك دقيقا أم لا) متباين بينهم بشدة. ويمكن قول الشيء نفسه على كل تلك الجماعات البشرية التي كانت ديانة أغلب أفرادها هي المسيحية، داخل أوروبا وخارجها، في ذلك الوقت.
المجتمعات التي نعرفها اليوم والتي تحتوي داخلها جماعات بشرية ذات ثقافات تاريخية وعادات وممارسات تقليدية مختلفة، ثم تصهرها معا من خلال توحيد لغاتها وممارساتها وتمنحها سردية موحدة حول أصول تاريخي واحد، لم يكن لها وجود قبل العصر الحديث، ولم ينشأ أي منها بشكل تلقائي، ولكن أنتجتها مشاريع إنشاء الدول القومية التي بدأت في أوروبا الغربية في القرن الثامن عشر، ثم في أنحاء أخرى من العالم في القرنين التاسع عشر والعشرين. عملية التوحيد الثقافي لسكان إقليم جغرافي له حدود سياسية محددة يتطابق مع السلطة السياسية لدولة ما، هي منتج جانبي وغير مباشر لتطور نشأة الدول القومية الحديثة. فهذه الدول تطورت بالتمييز بين وظائف مختلفة كانت سابقا مختلطة ومتداخلة، ولم يكن أي منها مركز في مؤسسات محددة، والأهم لم تكن السيطرة عليها مركزية وتحت تصرف سلطة موحدة. بدأ الأمر بتشكيل الجيوش النظامية، وانتزاع ممارسة الحرب من أيدي النبلاء الإقطاعيين وجماعات المرتزقة، وامتد إلى نشأة جهاز مركزي لجمع الضرائب، وإلى توحيد القوانين وسبل التقاضي، إلخ. وكان من أهم نتائج نشأة تلك المؤسسات المركزية وغيرها ظهور الحاجة إلى مؤسسات تعليمية تعد من يعلمون بها، هذه المؤسسات وحدت اللغة القياسية المستخدمة وقدمت للمتعلمين بها تصورات ثقافية وسردية تاريخية موحدة، وبالتالي تصورا مشتركا عن الذات مرتبط بهوية متخيلة للدولة القومية.
أمة إسلامية أم دولة إسلامية؟
تصورات الإسلاميين عن الأمة، التي غاب وعيها بذاتها، ثم بدأت تسترده مع الصحوة الإسلامية، لا علاقة لها بأي كيان كان له وجود في السابق، أو له وجود في الحاضر. وهو بالتأكيد مستقى بالكامل من مفهوم مجتمع الدولة القومية الحديثة الذي لم يكن له وجود قبل القرن الثامن عشر، ولم يعرفه المسلمون أنفسهم إلا مع بدايات القرن التاسع عشر عندما بدأت أولى عمليات إنشاء الدول الحديثة في النطاق الجغرافي الذي عاش فيه سكان غالبيتهم من المسلمين. وفي حين فرض الاستعمار الأوروبي المباشر مؤسسات الدولة الحديثة في أغلب مناطق ما يسمى حاليا بالعالم الإسلامي، فإن الطبقات المحلية الحاكمة في بعض بلدان هذا العالم الإسلامي هي من عمل بالتدريج على إنشاء هذه المؤسسات. حدث ذلك في مصر في ظل حكم محمد علي وأسرته، كما بدأ في وقت سابق في قلب دولة الخلافة العثمانية، وكان السبب الرئيسي في قومنة دولة الخلافة لتتحول إلى الدولة التركية الحديثة.
نشأ الإسلاميون المعاصرون في ظل دول قومية بدأ تطورها بالفعل في القرن التاسع عشر، واستكملت هوياتها القومية بقدر أو بآخر بعد طرد الاستعمار المباشر خلال القرن العشرين. والنتيجة أن تصور الإسلاميين للأمة الإسلامية لم يجد نموذجًا له إلا مجتمع الدولة القومية التي لم يعرفوا غيرها، وقد اسقط أغلب مفكروهم (كما فعل التنويريين بالضبط) مفهوم الدولة القومية الحديث على الدولة الإسلامية التي نشأت في المدينة المنورة وتوسعت مع الوقت لتشكل الخلافة الإسلامية في عهود الأمويين والعباسيين. ولكن دولة امبراطوريات العصور الوسطى هذه لم تشبه في أي شيء الدولة الحديثة، وهي قبل أي شيء آخر لم يكن لها مؤسسات بيروقراطية مركزية تشبه تلك التي قامت عمليًا بتوحيد المجتمعات الحديثة وإنشاء الثقافة الموحدة لكل منها.
ثمة أيضًا جانب بالغ الأهمية في الجذور الحديثة للصحوة الإسلامية وهو علاقتها بالفرد وتصوراتها للمسؤولية الفردية ومن ثم تصورات الإسلاميين أيضًا لمركزية الشريعة الإسلامية وتطبيقها. ففي حين أن الشريعة الإسلامية كغيرها من الشرائع تتجه في كثير من أحكامها إلى مسؤولية الفرد عن أفعاله، فإن الدولة الإسلامية بتجلياتها المختلفة منذ عهد النبوة وفي العصور التالية لم تكن لها علاقة مباشرة بالأفراد مثلها في ذلك مثل كل التشكيلات السياسية التي فرضت سلطتها السياسية على نطاقات جغرافية مختلفة في العصور الوسطى.
هذه التشكيلات السياسية أو الدول بالمصطلح الحديث كانت تتعامل مع جماعات بشرية مختلفة دون التدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل. فلم يكن يعنيها أن تعرف شيئا عن س أو ص من الأفراد، ولكنها تعرف ما يكفي عن القبيلة أو القرية أو النقابة الحرفية أو غير ذلك من صور الجماعات البشرية في الريف والبدو والمدن. وحتى فيما يتعلق بالجماعات البشرية التي كانت الدولة تتعامل معها فإن نطاق هذه التعاملات كان محدودا بجمع المستحقات/الإتاوات المادية حصرا في معظم الأوقات، وفي أحيان بعينها وفي حدود تتعلق بطبيعة هذه الجماعات البشرية كانت الدولة تقوم بترتيبات للاستعانة بها في جهودها العسكرية الدفاعية أو التوسعية. وينبغي هنا ملاحظة أن أقرب ما احتفظت به الدول الإسلامية من القوات العسكرية الدائمة إلى الجيوش النظامية كانت تتشكل دائما من نخبة عسكرية من العبيد المحررين مثل المماليك في مصر.
من المثير للاهتمام هنا العودة إلى حروب الردة في عهد الخليفة الأول أبي بكر. فهذه الحروب كان بعضها ضد قبائل امتنعت عن أداء الزكاة إلى مركز الدولة في المدينة. ونشأ عن إصرار أبي بكر على محاربتهم خلافه الشهير مع عمر بن الخطاب الذي رأى أنه ما دامت الزكاة تجمع وتنفق في مكانها فليس ثمة ما يدعو إلى محاربة من لا يرغب في تأديتها إلى المدينة. ما يهمنا في هذه الواقعة التاريخية هو أن الزكاة برغم أنها عبادة فردية بالأساس فإن علاقة الدولة بأدائها كان بين المركز والجماعات البشرية ككل وليس بينه وبين الأفراد بشكل مباشر. فليس ثمة أي إشارة إلى امتناع أو امتثال الأفراد، كما أنه ليس في الشريعة نفسها حد أو عقوبة للفرد حال امتناعه عن أداء الزكاة، تمامًا كما أنه ليس ثمة عقوبة لتارك الصلاة أو الممتنع عن الصوم أو الحج. ويمكن أيضًا ملاحظة أن الردة عن الإسلام أو الالتزام به نظر إليها كعلاقة بين المركز والجماعات البشرية (القبائل)، وأحد الروايات الدالة تحكي عن وصايا أبي بكر لأحد قادة جيوش المسلمين التي خرجت لمحاربة القبائل المرتدة فهو يوضح له أنه حال مقاربته لأحد القرى عليه أن ينتظر حلول موعد الصلاة فإن وجدهم يرفعون الآذان للدعوة إليها تركهم وإلا ناجزهم بالقتال.
تصورات الإسلاميين المعاصرين عن الشريعة هي أقرب لنموذج القوانين الوضعية الحديثة منها إلى أي تطبيق عملي للشريعة في ظل الدول الإسلامية في عصور ما قبل الحداثة.
وفي حين أن المعرفة التفصيلية المحدودة بالتطبيق العملي للشريعة وممارسات القضاء الشرعي تأتينا كلها من المدن المركزية الكبرى في العصور الوسطى، فإن ذلك لا يخبرنا بأي شيء عما كان عليه الحال في قرى الريف ونجوع الصحاري وغيرها من المستقرات المنتثرة في الفضاء الجغرافي الذي امتدت إليه السلطة السياسية للدولة الإسلامية دون أن يمتد معها إلى أي من هذه المستقرات أي أجهزة منظمة لأداء وظائف العدالة وإنفاذ القانون وفرض العقوبات. وواقع الأمر أن الجماعات البشرية استمرت في ممارسة عاداتها المتوارثة في محاسبة وعقاب أفرادها عند الحاجة مع تضمين الشريعة في هذه الممارسات بدرجات متفاوتة معظمها بشكل صوري فقط. أما الأجهزة البيروقراطية للعدالة (القضاء)، ولقوى إنفاذ القانون (الشرطة)، ولفرض العقوبات (السجون وغيرها)، فجميعها منتج للدولة الحديثة لم يكن ثمة ما يقابله في دول العصور الوسطى. وهذه الأجهزة هي تحديدًا ما ينشئ العلاقة المباشرة بين الدولة والفرد دون توسط جماعة بشرية مثل القبيلة أو القرية أو غيرها بينهما. ومن ثم فإن مفهوم المسؤولية الفردية وتحديدا في مواجهة الدولة وأمام قوانينها وتشريعاتها هو مفهوم حديث لا وجود له في الشريعة الإسلامية وإنما يقحمه الإسلاميون عليها، نتيجة أنه المفهوم الذي نشأوا في ظل الدولة الحديثة على تصور أنه الشكل الوحيد للمسؤولية القانونية.
الإشارات السابقة توضح إلى أي حد كان مفهوم الأمة المركزي في تعريف الإسلاميين للصحوة الإسلامية معتمدًا على المفهوم الحديث للدولة القومية، وما ينتج عن ذلك من أن تصور الإسلاميين لمفهوم الشريعة نفسه يعتمد على مفهوم القانون الوضعي الذي تشكل في ظل أجهزة الدولة الحديثة. مفهوم المسؤولية الفردية وبالتالي مفهوم الذات أيضًا لهما جذورهما الحديثة والتي سنتتبعها مع غيرها في المقال التالي.
للاطلاع على مزيد من مقالات الكاتب.. اضغط هنا