بدأت اليوم حملة تقودها رموز المعارضة الأثيوبية والإريترية في الخارج بالتعاون مع التيجراي في الشتات لاستهداف صناعة تصدير الزهور الأثيوبية في موسم عيد الحب، حيث استخدم المعارضون وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي العام بالقضايا المعنية الخاصة بتبعات الحرب في إقليم التيجراي وما نتج عنه من مآس إنسانية.
ويعد الهدف من حملة مقاطعة الزهور الأثيوبية هو تقليص الموارد المالية المتاحة للحكومة الأثيوبية لخوض هذه الحرب. إذ تعد أثيوبيا ثاني أكبر منتج لأزهار الزينة في أفريقيا خلال الـ20 عاما الماضية. وتبلغ صادرات أثيوبيا ما قيمته 400 مليون دولار من منتجات البستنة خلال الأشهر التسعة الأولى 2020. وتهدف إلى كسب 500 مليون دولار في عام 2021.
صناعة الزهور
وحققت صناعة الزهور في أثيوبيا طفرة كبيرة وتنويعا ناجحا في مجالات التصدير غير التقليدية، وقد جعلت ظروف المناخ إثيوبيا موقعا مفضلا لزراعة أنواعا كثيرة من الزهور لأنها تقع في المناطق المدارية مع مجموعة متنوعة من الارتفاعات.
وتعتبر أكبر سوق للزهور الأثيوبية هي هولندا، حيث يتم تصدير حوالي 90 % من الزهور إلى هذا البلد الأوروبي بعدما ظهرت إثيوبيا كمنافس عالمي كبير في سوق تصدير الزهور، مما كان له أكبر الأثر على الاقتصاد الأثيوبي والمجتمع من حيث توفير فرص العمل كما أنها لها تأثير كبير على التنوع والمساواة بين الجنسين حيث إن أكثر من 75 % من العاملين في هذا المجال من الإناث، حسبما ذكر موقع “إيست أفريكان بيزنس ويك” الاخباري.
وبحسب الأرقام المعلنة، يوجد في أثيوبيا 250 شركة أجنبية مختصَّة في زراعة الورود، يمتلكها هولنديون وإسرائيليون يصدّرون منتجاتها مباشرة إلى مختلف مناطق العالم، حيث تباع بوصفها وروداً هولندية أو إسرائيلية أو يابانية، وتحمل أسماء فرنسية أو إنجليزية، ذات دلالة.
10000 تغريدة معارضة
ونشرت المعارضة أكثر من 10000 تغريدة عير وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؛ حصلت على ما يزيد عن 3 ملايين مرة ظهور. كان بعض هذه التغريدات بالإنجليزية، والبعض الآخر باللغة الهولندية والألمانية. بينما اتسم اغلبها بأنها عامة غير موجهة، لكن البعض الآخر خاطب محلات الزهور ودعاهم للتفكير في مصدر زهورهم.
كما حملت هذه التغريدات شهادات مؤلمة كان قد أدلى بها أصحابها بعد خفوت نيران الحرب في الإقليم ومرور 100 يوم للعديد من وسائل الإعلام الدولية منها رويترز على سبيل المثال، لكن هذه الشهادات مصاحبة بصور جميلة لزهور في الإشارة للزهور الأثيوبية المصدرة لأوروبا.
من هذه الشهادات لناجية تيجرانية تدعى ريتا كاهسي كانت قد أجرت حوار مع صحيفة سويدية بالاضافة لكونها إحدى قادة الحملة عبرت فيها عن مدى دموية الوضع في موطنها حيث واجهت صعوبة في الاتصال بأقاربها في المنطقة حيث ذكرت”كان الجلوس وانتظار المعلومات مسألة لا تطاق ..إذا تمكنا من الوصول لأحد الأقارب لتمكنا من معرفة من بقي على قيد الحياة ومن الذي قُتل”.
وتشمل هذه القصص جنود انتقلوا من قرية إلى أخرى بحثًا عن كل من عارضوا العملية العسكرية للحكومة الإثيوبية بهدف قتلهم دون تمييز.
تقول ريتا إنها تعرفت على بعض الذين ظهروا في الصور على وسائل التواصل الاجتماعي. أنا لست خبيرة في مسألة الحملات؛ لكننا اضطررنا إلى دعم هذه الحملة بدافع اليأس – مما نسمعه عما يحدث لأفراد عائلتنا الذين ما زالوا في تيجراي” وفقا لما ذكرته ريتا.
كان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية “أوشا“، قال إن الوضع الأمني في إقليم “تيجراي” الإثيوبي مازال مقلقًا ولا يمكن التنبؤ به، كما أكد استمرار القتال المتقطع وانتشار العنف ضد المدنيين.
النشرة الصادرة عن المكتب أكدت أن الوضع يصبح أكثر درامية في المناطق الريفية التي يعتقد أن عدد كبير من الإثيوبيين فروا إليها. بينما لا يزال وصول فرق المساعدات الإنسانية صعبًا.
خريطة الصراع في تيجراي
يأتي ذلك في ظل صعوبات تواجه الوكالات المشاركة في الأعمال الإنسانية خاصة بالوصول إلى الأجزاء الوسطى والشرقية والشمالية والجنوبية الشرقية في منطقة الصراع، وهذا ما كشفه اجتماع مشترك بين الوكالات عقد أول فبراير الجاري، حول مدى تدهور الأوضاع في شمال غرب ووريدا وكيبيليس بإقليم تيجراي.
وبالرغم من تضاعف عدد المستهدفين بالمساعدات الإنسانية في إثيوبيا من 7 ملايين إلى 15.1 مليون إنسان؛ إلا أن هذه الجهود مازالت غير كافية.
الجدير بالذكر أن اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث التابعة للحكومة الإثيوبية قدمت مساعدات غذائية إلى مليون ونصف إثيوبي. بينما وصل برنامج العمليات الطارئة المشتركة إلى 366 ألف شخص.