“إن حركتنا التاريخية والوطنية الجميلة لجعل الولايات المتحدة عظيمة مجددًا قد بدأت لتوها، لدينا الكثير من العمل، وقريبًا سوف ننهض مع رؤية من أجل مستقبل أمريكي مشرق وساطع ولا حدود له”، بهذه الكلمات علق دونالد ترامب على قرار تبرئته، أمس، في مجلس الشيوخ الأمريكي، بعد محاكمة استمرت أياما بخصوص اتهامه بالتحريض على التمرد في مبنى الكونجرس 6 يناير الماضي.
الأمر لم يلق توافق بين أعضاء المجلس، إذ مزَق زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، قرار تبرئة الرئيس السابق ترامب، ووصف التصويت بأنه “غير أمريكي” وإهانة للوطنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل جمهوريتنا على مر القرون.
في المقابل، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن عدم إدانة مجلس الشيوخ الرئيس السابق دونالد ترامب بأنه “فصل محزن من تاريخ الولايات يذكّر بأن الديمقراطية هشة، وأنه يجب دائما الدفاع عنها”.
إدانة ترامب في هذا الأمر كانت ستتسبب في حرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية مرة أخرى، وبالتالي لا يزال الرئيس السابق مؤهلاً للترشح في عام 2024، في حال اختار ذلك، خاصة أن لم يفقد قاعدته الجماهيرية التي اكتسبها على مدار 4 سنوات في حكم الولايات المتحدة.
أين ذهب ترامب؟
منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير، وبحسب واشنطن بوست، فإن ترامب كان مختبئًا في منتجع Mar-a-Lago الخاص به، وحُرم من حساب Twitter الذي استخدمه للتواصل مع الملايين من أتباعه، واعتبرت الصحيفة إن التبرئة قد تكون صرخة حشد” لترامب وداعميه.
ورغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب يواجه تهديدات قانونية جديدة مهمة حيث انضم المدعون العامون في جورجيا إلى أولئك الموجودين في نيويورك لإجراء تحقيقات جنائية في أفعاله، كما يواجه ترامب عدة تحقيقات جنائية وتحقيقات حكومية مدنية و قضايا تشهير من قبل سيدتين تتهمانه بالاعتداء الجنسي.
احتمالية ترشح ترامب مرة أخرى
حاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هالي، قالت في مقابلة مع مجلة بوليتيكو: “لقد سار في طريق لا ينبغي أن يسلكه، وما كان ينبغي لنا أن نتبعه، كما رفضت هايلي التكهنات بأن ترامب سيسعى للرئاسة في عام 2024. وقالت “لا أعتقد أنه يستطيع ذلك”. “لقد سقط حتى الآن”.
كما اعتبرت أن تصويت الجمهوريين مع ترامب كان فقط حتى لا يقال إنهم وقفوا ضد رئيس منهم، وأن جوهر ما حصل ينبئ بنزع للشرعية السياسية عن ترامب، خاصة أن بعد التصويت، ألقى زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي كان من المتوقع أن يكون من بين 43 صوتًا غير مذنب، خطابًا بدا فيه أنه يدين ترامب ومع ذلك، عندما أتيحت له فرصة لإدانة ترامب بنفسه ، اختار ماكونيل التبرئة.
وتنبأت الصحف الأمريكية بأنه ربما تشهد البلاد المزيد من الاحتجاجات والمظاهرات ونشاط اليمين المتطرف، واصفين ترامب يظل قوة لا يستهان بها، وأنه ربما أخذ هذا القرار في محاولة لتجنب تأجيج الحرب الأهلية الأوسع في الحزب الجمهوري التي ربما كانت ستحدثها إدانة.
اقرأ أيضا:
بعد طرده للأبد.. تحليل لـ 11 عامًا من تغريدات ترامب على منصته المحببة “تويتر”
هل يمكن أن يواجه ترامب اتهامات جنائية أو محاكمة لوم؟
محاكمة ترامب كانت تهدف بالأساس إلى إبعاد من الحياة السياسية الأمريكية، وبحسب ما أصدره زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، من توبيخً لاذعً لأفعال ترامب فور صدور الحكم، معتقدًا أن ترامب قد يواجه محاكمة جنائية بسبب أفعاله، ومن الناحية الفنية فهو لا يزال من الممكن توجيه اللوم إليه، ولكنه سيكون لفتة رمزية بحتة ولن يمنع ترامب من تولي المنصب مرة أخرى.
في حين ذكرت هيئة الإذاعة الأمريكية في وقت سابق أن بعض الديمقراطيين ينظرون إلى اللوم على أنه خيار “أفضل من لا شيء” ، فإن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي استبعدت الخيار بشكل قاطع.
مخارج قانونية لإبعاد ترامب من الساحة السياسية
ويستند خبراء دستوريون إلى نص القسم 3 من التعديل الرابع عشر في الدستور الذي يقول إنه لا يمكن لأي شخص أن يتولى منصبًا إذا شارك في تمرد أو احتجاج ضد الولايات المتحدة، وهو ما يمكن الرجوع له إذا لم يدين مجلس الشيوخ مرة أخرى.
في حين تعمل ولاية نيويورك على توسيع نطاق التحقيق الجاري بشأن ترامب، وتهتم بمزاعم ارتكاب جرائم مالية في العديد من مشاريع ترامب التجارية، خاصة أن هناك بالفعل عشرات الدعاوى القضائية قيد التنفيذ.
وبالتالي في حالة إدانة ترامب جنائيًا فهناك أنواع معينة من الجنايات تجعله غير قادر على تولي أي منصب في الولايات المتحدة، خاصة أنه لا يوجد قانون فيدرالي شامل يحظر المجرمين من الترشح لمنصب، ولكن هناك بعض قوانين الولاية التي قد تمنع المرشح الرئاسي المُدان من الظهور في بطاقة الاقتراع، أو الحصول على فرصة حقيقية للفوز.