معركتان خاضتهما الأمريكية ويتني وولف هيرد في بلادها الولايات المتحدة؛ الأولى جعلت منها قائدة لثورة نسائية على المعايير الجندرية. بينما أدخلتها الثانية نادي المليارديرات. ذلك بعد أن حقق تطبيق شركتها للمواعدة “بامبل Bumble” قيمة سوقية وصلت إلى أكثر من 13 مليار دولار. فضلاً عن 40 مليون مشترك مؤمنين برسالتها أن “للمرأة حق المبادرة في إقامة العلاقة مع الشريك”.
“لقد عرفت بشكل مباشر كيف تؤثر العلاقات غير المتكافئة سلبًا على كافة مناحي الحياة، أريد أن أغير ذلك”؛ قالت هيرد، قبل إعلان طرح أسهم شركتها التي أسستها في العام 2014، بهدف قلب قواعد المواعدة التقليدية. وهو الأمر الذي يفسر غالبًا سبب إقبال المستثمرين على شراء أسهم الشركة وارتفاع قيمتها بما خلقته الفكرة من جدل وتحدي
كيف بدأت “بامبل”؟
انطلق تطبيق المواعدة “بامبل” في عام 2014 بدعم من الملياردير الروسي أندري أندريف مؤسس موقع المواعدة الأوروبي بادو. وقد استهدفت به مؤسسته أن تُمنح المرأة حرية المبادرة باختيار من تريد التحدث إليه. محاولة معالجة آثار التجارب السابقة غير المريحة للنساء على مواقع المواعدة التقليدية. بما في ذلك تعرضهن للتحرش الجنسي عبر الرسائل والتعليقات.
مؤسسة هذا التطبيق ويتني وولف هيرد أصغر سيدة تقود شركة إلى طرح أسهمها للتداول العام في الولايات المتحدة. شاركت كذلك في تأسيس “تيندر” للمواعدة، الشركة التي تركتها زاعمة تعرضها لتحرش جنسي. وقد نفت ماتش غروب (الشركة الأم لتطبيق تيندر) هذه المزاعم. وحاولت أيضًا الاستحواذ على “بامبل” دون جدوى فاضطرت لدفع مليون دولار لتسوية الخلاف. يبدو أن “بامبل” حقق ثورة حقيقية في مجاله.
تولت هيرد إدارة بامبل وبادو منذ عام 2019 حين باع أندريف أسهمه في الشركتين لعملاق الاستثمار بلاكستون. وقد وصل عدد مستخدمي التطبيقين إلى 40 مليون شخص، من بينهم أكثر من 2.4 مليون مشترك يدفعون رسوم اشتراك. وبعد ما يقرب من سبع سنوات، قررت هيرد طرح أسهم الشركة بواقع 43 دولارًا للسهم الواحد، بقيمة إجمالية تجاوزت 8 مليارات. لكن مع بدء التعاملات يوم الخميس قفز سعر السهم ليتجاوز 76 دولارًا لترتفع القيمة الإجمالية للشركة إلى 13 مليار دولار.
تتولى إدارة “بامبل” حاليًا قيادة نسائية بحتة برئيستها التنفيذية ويتني وولف هيرد، وصولاً إلى مجلس إدارة الشركة والمستثمرين، بما في ذلك عارضة الأزياء بريانكا تشوبرا جوناس، وسيرينا ويليامز بطلة أمريكا في رياضة التنس.
لماذا بامبل؟
في حديث لها قالت وولف هيرد إنها استلهمت فكرة التطبيق من شعورها بالإحباط بسبب المعايير الجندرية القديمة التي تحكم المواعدة. فكرت هيرد في إقامة منصة يمكن للنساء فيها فقط إجراء الاتصال الأول بالرجال المناسبين. وفي حالة المواعدة لشخصين من نفس الجنس، يمكن لأيهما إجراء الاتصال الأول.
التطبيق نقلة في التنوع على أساس النوع داخل الشركات الكبرى. خاصة أن الشركات الأمريكية وقطاع التكنولوجيا تعرضت لانتقادات شديدة بسبب الافتقار إلى التنوع في مجالس الإدارة والمناصب التي تتمتع بالسلطة.
وفق مركز بيو للأبحاث، فإن 6٪ فقط من الشركات الأمريكية لديها مديرة تنفيذية. بما في ذلك جنرال موتورز وأوراكل وألتا بيوتي. لكنها هي الأخرى لا تزال تعاني من نقص على الرغم من تضاعف العدد بين عامي 2007 و2017.
ولأنه في كثير من الأحيان لا تؤخذ النساء على محمل الجد، أثبتت هيرد أنه يمكن وضع النساء في المقام الأول، ويمكن بناء شركة ضخمة تقودها امرأة.
في مقابلة عام 2018 مع TechCrunch Disrupt، تحدثت هيرد عن كون شركتها تركز على الإناث وسط عصر #MeToo. تقصد الحملة التي كشفت ضخامة حوادث التحرش داخل الشركات. “إنه شيء كنا ننتظره منذ فترة طويلة ونقاتل من أجله، لذلك فهي موجة مد هائلة تحدث حيث تشعر النساء بالقدرة على استخدام أصواتهن ولا يشعرن بالخوف، ولا يخجلن”؛ تقول هيرد البالغة من العمر 31 عامًا.
من المعروف أن أغلب مستخدمي تطبيقات المواعدة هم من الرجال. وهذه الحقيقة وحدها تجعل منصة مثل بامبل Bumble، تركز بشدة على الإناث، على حد قول هيرد.
خلفيات كارهة للنساء
في ديسمبر 2018 وبدعم من الممثلة ونجمة بوليوود بريانكا تشوبرا جوناس، تم إطلاق منصة “بامبل” في الهند. وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر -وفق ما توضح هيرد- نظرًا لوجهة نظر البلاد السلبية تجاه المواعدة غير الرسمية. الهند مصنفة كأحد الأماكن ذات الخلفيات “الكارهة للنساء”.
رغم ذلك، فإن بامبل التي تتوفر تطبيقاتها في أكثر من 150 دولة أعلنت استعدادها للنمو. وأشارت مؤسستها إلى تزايد عدد العازبين حول العالم وتزايد الاعتماد على المواعدة عبر الإنترنت مع وجود مؤشرات على أن المستخدمين باتوا أكثر استعدادًا لدفع رسوم الاشتراك.