يبدو أن شيئا ما يحدث داخل أروقة حزب حماة الوطن، الذي يحتل المركز الرابع من حيث عدد الأعضاء في مجلس النواب، إذ يشهد تغييرات طارئة واستقالات بالجملة، وسط محاولات حثيثة من قيادات الحزب للعبور من الأزمة الحالية بأقل الخسائر.
قبل نحو أسبوعين، عقد حزب حماة الوطن برئاسة الفريق جلال الهريدي، اجتماعا موسعا مع قيادات الحزب وكوادره للوقوف على خطط تطوير الحزب ووضع رؤية مستقبلية لما يمكن تحقيقه خلال الفترة المقبلة، خاصة مع ازدياد الحديث عن قرب عقد انتخابات المحليات.
أجرى الفريق جلال الهريدي عددا من التغييرات على الهيكل التنظيمي للحزب، ويبدو أن تلك التغييرات لم تكن على هوى عدد من الكوادر التي منت نفسها بحصولها على مكاسب أكثر قيمة.
تغيير هيكلي
أصدر حزب حماة وطن برئاسة الفريق جلال الهريدي، رئيس الحزب وعضو مجلس الشيوخ، عددا من القرارات بعد الإطلاع على لائحة النظام الأساسية.
وجاء القرار بتعيين عمر حسين أمينا للصحة، وسماء سليمان أمين الشئون السياسية، وراندا مصطفى أمينة المرأة، ومحسن الفحام مساعد رئيس الحزب وأمين التنظيم، ومحمد عطية أمين التدريب والتثقيف، وأحمد يوسف أمين محافظة القليوبية).
بدا واضحا أن التغييرات لم ترض الكثير من القيادات والكوادر لذا عمد البعض منهم إلى الاستقالة دون إحداث ضجيج إعلامي.
البداية كان لدى اللواء محمد علي بلال، نائب رئيس الحزب الذي فضل الخروج من الحزب دون أن يثير ضجة من حوله، أعقبه أمين التنظيم ومساعد رئيس الحزب اللواء محسن الفحام.
ظن البعض أن العاصفة مرت بهدوء وأن شيئا ما لم يحدث إلا أن جديدا وقع زاد من سخونة الأوضاع داخل حزب حماة الوطن.
استقالات بالجملة
في خطوة مفاجئة، أعلن ٣٠ عضوا بإمانة محافظة سوهاج تقدمهم بالاستقالة تضامنا مع طارق سليمان الأمين العام لحزب حماة الوطن بالمحافظة.
وزعم طارق سليمان أمين محافظة سوهاج المستقيل، أن الاستقالة جاءت لأسباب مختلفة يأتي على رأسها اتخاذ القرارات الهامة دون الرجوع إلى أمانة المحافظة وهو ما يعد مخالفآ لنص اللائحة، فضلا عن إصرار بعض القيادات بالحزب على تكليف بعض الشخصيات غير السياسية بالأمانات الفرعية غير مؤهلة تماما بالمهام الحزبية.
وأضاف سليمان في بيان له، أن هناك ما وصفه بـ”إصرار” من قبل مسئولى الحزب على وجود بعض الشخصيات الغير مقيدة بالحزب، وإسناد مهام داخلية خاصة إليهم بالحزب، زاعما مجاملة بعض الشخصيات المحددة بسوهاج تمثل الحزب تحت قبة البرلمان.
وتابع: “الموافقة على اختيار بعض الشخصيات تمثل الحزب، بغض النظر عن مؤهلاتهم السياسية من عدمه وإبعاد قيادات وكوادر سياسية محترمة لا تأتى على هوى تلك الشخصيه”. على حد قوله.
وجاءت أسماء الأعضاء المستقيلين كالتالي:« الدكتورة سحر وهبي، استاذ الإعلام السياسي بكلية الآداب قسم الإعلام بسوهاج، امين مساعد الحزب، سلطان السمان امين لجنة الصناعة. محمد محمود فياض امين الصندوق، عاطف القلاوي امين التنظيم، ممدوح عبدالفتاح أمين مساعد، رشا حميد أمين الشكاوي والمقترحات، ريهام فاروق أمين العلاقات العامة والمراسم، ابراهيم سليمان أمين المصريين بالخارج. عماد الجيلاني أمين حقوق الانسان، اسامة علي امين المهنين، عبدالناصر الميري امين لجنة السياسات بالحزب، مروة عيسى أمين ذوي الاعاقة، رشا علام أمين المرأة، احمد عتمان أمين مركز طهطا، فتحي نظير امين الشؤن الدينية. السيد جابر أمين الاتصالات، هاني الجيلاني أمين مركز طما، محمد قمر امين مركز جهينه».
اقرأ أيضا:
“حماة وطن” و”الشعب الجمهوري”.. لاعبون جُدد في الخريطة السياسية
“لم يقدموا ما يضيف إلى مسيرة الحزب”
لم يكن الأمر مفاجئا، إذ إن عددا من كوادر وقيادات الحزب أدركت أن القرارات الأخيرة سوف تشهد حالة من عدم الرضا داخل الحزب.
وقال مصدر داخل الحزب فضل عدم ذكر اسمه، إن الحزب قبل عشرة أيام اتخذ عدة قرارات بتغيير عدد من كوادر وقيادات الحزب وتعيين عدد من الوجوه الجديدة في مناصب هامة داخل الحزب لذا كان من الطبيعي أن يبدي البعض امتعاضه من تلك القرارات.
وأضاف المصدر في تصريح لـ”مصر 360″، أن الفترة المقبلة سوف تشهد وضع لائحة جديدة للحزب يجري العمل على إتمامها ومن ثم عرضها على الهيئة العامة والجمعية العمومية لإقراراها.
وأوضح أنه من الطبيعي أن يشعر البعض بالضيق والاستياء لعدم تواجدهم داخل الهيكل الجديد للحزب، لكن عليهم أولا التساؤل حول الأسباب لعدم تواجدهم حيث لم يسع أي منهم إلى تقديم ما يضيف إلى مسيرة الحزب.
وتابع: “الفترة المقبلة سوف تشهد إعادة هيكلة كاملة في الحزب، وسيكون هناك متحدث إعلامي جديد فضلا عن وجود أمين تنظيم جديد وتغييرات كبيرة داخل أمانات الحزب في المحافظات ضمن خطة الحزب لعمل تغيير كبير في القواعد”.