منذ أن اعتزل النجم المصري أحمد حسام ميدو كرة القدم في عام 2013، وهو يستغل اسمه ونجاحاته وكاريزمته في تسويق نفسه، وتحقيق أمجاد أخرى والظهور في مجالات عدة تعوض فشله في محطاته الأخيرة بمسيرته الكروية، حيث تقلد العديد من المناصب في أوقات قصيرة بشكل يشبه مسيرته المتقلبة في الملاعب.
اعتزل ميدو اللعب بقرار مفاجئ وهو في الـ30 من عمره، وهي سن تسمح لأي لاعب باستكمال مشواره مع كرة القدم 5 سنوات على الأقل، لكن أزمة ميدو مع زيادة وزنه عجلت بالقرار. وبعد 10 سنوات من هذا القرار تحول ميدو من لاعب معتزل إلى مستشار فني لفريق استثماري ضخم مثل براميدز، ليعيد الأسئلة إلى الواجهة: ما هي مؤهلات ميدو لكي يصل إلى هذه المكانة سوى الكلام المنمق والحضور الكاريزماتي أمام الشاشة وعلى صفحات التواصل الاجتماعي؟
اختير ميدو الذي لم يتجاوز 40 عامًا لمهمة المستشار وهو البعيد عن عالم التدريب منذ رحيله عن مصر المقاصة الموسم الماضي في تجربة لم يكتب لها النجاح.
مشوار ضعيف لميدو في التدريب
بعد اعتزاله كرة القدم، حصل ميدو على فرص لم يحصل عليها غيره، فمن يمنحك الفرصة لتدريب فريق بحجم الزمالك وأنت لم يسبق أن تتولى الإدارة الفنية لأي فريق من قبل، لكن حدث ذلك بالفعل، ليس مع الزمالك فقط، بل درب العديد من الأندية الكبيرة ولكن النتائج حالت دون استمراره.
في مشوار ميدو 116 مباراة مع الزمالك في الولايتين الأولى والثانية، ومع الوحدة السعودي ووادي دجلة ومصر المقاصة والنادي الإسماعيلي حقق الفوز في 43 مباراة ونال الهزيمة في 41 مباراة وتعادل في 32 مباراة.
في ولايته الأولى مع الزمالك وهي الأولى له في عالم التدريب وكان أصغر مدرب في الدوري المصري -31 عاما-، قاد القلعة البيضاء في 31 مباراة فاز في 16 وتعادل في 8 ونال الهزيمة في 7، وهو عدد كبير من الهزائم بالنسبة لفريق في حجم الزمالك ولكنه حقق بطولة كأس مصر في تلك الولاية، أما في ولايته الثانية لم تستمر كثيرا حيث قاد الفريق في 7 مباريات حقق الفوز في أربع لقاءات وتعادل في واحدة وخسر مباراتين.
في مسيرته التدريبية 116 مباراة حصل مع الفرق التي دربها على 161 نقطة، من 43 فوزا وتعادل في 32 مباراة وخسر 181 نقطة.
محلل جيد مدرب متواضع
سار ميدو بالتوازي مع التدريب في مجال مرتبط بكرة القدم هو التحليل، لنجده يعمل في فضائيات مصرية وعربية، واستطاع كذلك أن يلفت الأنظار بطريقته المميزة والمختلفة في التحليل والكاريزما المعروف بها منذ أن كان يلعب. يعتمد ميدو في التحليل على إجادته للإنجليزية في حشر بعض المصطلحات التي لا يعرفها إلا عدد قليل من زملائه في الاستديوهات التحليلة، حيث من المعروف عدم إجادة اللاعبين المحليين في مصر للغات الأجنبية.
يجيد ميدو كذلك استخدام منصاته الإلكترونية، ومن خلالها يتشبك مع جماهير الأهلي ويكسب ود قطاعات من جماهير الزمالك، ومنها أيضا يدير معاركه كما شاهدنا مؤخرا في خناقته مع أمير مرتضى منصور، على خلفيه هجوم “العالمي” على رئيس الزمالك الموقوف مرتضى.
ظل ميدو متأرجحا بين التحليل والتدريب، لكنه كان أفضل على مقعد المحلل، وخاض بعد الزمالك 3 تجارب تدريبية مع الوحدة السعودي ووادي دجلة ومصر المقاصة، لكنه لم يترك بصمة كبيرة حتى الآن في مجال التدريب الذي ابتعد عنه قبل نحو عامين.
عضو مجلس إدارة
في العام الماضي أعلن نادي “زد” المصري، استحواذه على نادي إف سي مصر الذي كان ينشط في الدوري الممتاز المصري، قبل أن يهبط للدرجة الأدنى الموسم الماضي.
وكان ميدو ضمن أعضاء مجلس إدارة النادي، الذي ضم كوكبة من نجوم ارتدوا قميص منتخب مصر مثل أحمد حسن وحازم إمام وعماد متعب ومحمد زيدان، تحت شعار خلق تجربة استثمار رياضي جديدة، بعد تجربة نادي بيراميدز الذي ظهر قبل 3 مواسم.
لكن بعد فترة قرر ميدو استقالته من مجلس إدارة النادي، دون إعلان أي تفاصيل حول هذه الاستقالة.
مقدم برنامج رياضي
لم يكتف ميدو بتجاربه في التحليل والتدريب، ليقرر استثمار كاريزمته وعلاقاته في تجربة أخرى، وشغل مقعد جديد مع كرة القدم، بتقديم برنامج رياضي مسائي على طريقة “التوك شو” لمناقشة القضايا الرياضية، والأخبار على الساحة العربية والعالمية.
البرنامج الذي يحمل اسم “أوضة اللبس” ولا يزال ميدو مستمرا في تقديمه، أثار جدلا الفترة الماضية، بسبب القضايا الشائكة التي يطرحها ميدو في البرنامج بشكل غريب وغير مألوف في الإعلام المصري.
ويلفت ميدو الأنظار إليه من خلال الأزياء الغريبة التي يرتديها أمام الشاشة، ليظل هو حديث السوشيال ميديا، دون النظر إلى ما يقدمه.
يزعم ميدو حياديته ووقوفه على مسافة واحدة من قطبي الكرة المصرية في تناول القضايا، لكنه سقط في فخ “الزملكة” مع مرور الوقت، فتحول من إعلامي يثير القضايا إلى مشجع في مقعد الإعلامي.
لا يمكن الحكم على “أوضة اللبس” بالفشل خصوصا بعد زيادة عدد أيام ظهوره في العام الجديد، لكن ميدو الزمالكاوي عليه أن يحدد هويته خصوصا بعد اختياره مستشارا فنيا لبراميدز.
اقرأ أيضا:
ميدو في تجربته الإعلامية الجديدة بين مطرقة الفشل وسندان النجومية
مستشار فني ومتحدث رسمي
فسر براميدز اختياره لميدو في هذا المنصب الذي شغله من قبل مدرب الأهلي الأسبق عبد العزيز عبد الشافي “زيزو”، بسبب خبراته الكبيرة في عالم كرة القدم، تفسير لا يبدو منطقيا حيث لا يمتلك ميدو هذه الخبرات، إنما التفسير الأقرب لهذه الخطوة هو بحث براميدز عن ظهير إعلامي له على الشاشة، من أجل دعم مشروعه الرياضي، في ظل انتماء جميع الإعلاميين والصحفيين الرياضيين في مصر إلى الأهلي والزمالك.
بتوليه منصب المستشار يكون قد تولى ميدو حتى الآن 6 مناصب بعد اعتزاله كرة القدم، فهل هذا بفضل تسويقه لاسمه ونجوميته فقط أم أن الكفاءة أهلته ولم تؤهل غيره لهذه المناصب؟