لاحقت اتهامات التطبيع الثقافي كاتب تونسي معروف بعدما أعلن ترجمة إحدى رواياته له إلى العبرية. ما أصاب الوسط الثقافي العربي بهزة بين مؤيد ومعارض في ظل حالة مشروع التطبيع الذي تعيشه المنطقة.
الكاتب التونسي كمال الرياحي فتح الباب على مصراعيه أمام الأدباء والكتاب الراغبين في التطبيع. بعد موافقته على ترجمة رواية “المشرط” إلى اللغة العبرية.
“المشرط” رواية تونسية ترجمت من العربية إلى العبرية، رغم كونها ليست السابقة الأولى في الترجمة إلى العبرية. لكنها كانت النقطة التي أسالت الكأس.
سبق كمال الرياحي، العديد من كبار الأدباء والكتاب على شاكلة الأديب المصري طه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم. بالإضافة إلى الشاعر الفلطسيني محمود درويش وآخرون من كبار الكتاب والأدباء.
من هو التونسي كمال الرياحي؟
الرياحي، كاتب وأديب تونسي، له العديد من المؤلفات، وصاحب دار نشر الرؤية. كما يعد أحد الكتاب أصحاب الحضور في الشارع الثقافي. كذلك له العديد من المؤلفات التي حازت على إشادة كبيرة من النقاد والقراء في آن واحد.
كما لم يكن أول من قص شريط التطبيع الأدبي، إلا أنه سيتحمل تبعات الخطوة التي حركت الماء الراكد في ملف التطبيع.
اتحاد الكتاب الفلسطيني يستنكر “التطبيع التونسي”
فور إعلان ترجمة “المشرط” إلى العبرية، آبدى اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، استياءه من الخطوة التي اتخذها الرياحي. كذلك استنكر أي محاولات للتطبيع الكيان الصهيوني بدرت من الكاتب التونسي ومدير بيت الرواية التابعة لوزارة الشؤون الثقافية.
وأكد الاتحاد الفلسطيني للكتاب، رفضه سعي عدد من الكتاب الفلسطينيين والعرب على حد السواء ترجمة أعمالهم إلى العبرية. تحت ذرائع “إنسانية” أو الاستناد إلى أسباب مختلفة من شأنها أن تضيّع القضية في مثار التساؤلات.
كذلك دعا الاتحاد في بيانٍ له، الكاتب التونسي لضرورة مراجعة موقفه من السعي لترجمة روايته إلى العبرية. كذلك مراجعة كافة الكتاب والآدباء في مواقفهم الرامية إلى التطبيع مع الاحتلال دون النظر إلى معاناة الشعب الفلسطيني.
الرياحي يحصل على دعم الأدباء
في محاولة لتهدئة الأجواء، سعى الكاتب التونسي إلى جمع توقيعات من عدد من الأدباء والكتاب في مختلف أرجاء الوطن العربي. كما سعى للبحث عن سلامة موقفه. خاصة أنه ليس أول من ترجمت أعماله للعبرية وسبقه العديد من الكتاب والأدباء الفلطسينين أصحاب القضية الأصليين.
الرياحي كتب عبر صفحته الرسمية: “افتحوا ملف التخوين والصهينة ستجدون أفضل نخبتكم من رموهم بها. أنها خطتهم للقضاء على كل نقطة ضوء تعلقتم بها. ابحثوا جيدًا عن الأسماء. كل سنة هناك ضحية. كل سنة تخسرون من تحالف الأغبياء و المرتزقة والدواعش. تعلمون أني أعرفكم كما أعرف حذائي على حد عبارة سليم دولة. لكني سأحاربكم ولو بقيت وحيدًا كدون كيشوت. وحياتي ليست أعز علي من هذا البلد وحلمه في الحرية. وأول الحرية هو التحرر من هذا الجهل ومن أفران الحقد التي تخبزون فيها الكراهية والإرهاب الثقافي”.
حملة دعم كبيرة حظي بها الرياحي من الأدباء العرب من مختلف البلدان. كذلك نشر توقيع نحو 60 كاتبًا وأديبًا عربيًا. على رأسهم الجزائري واسيني الأعرج، والفلسطينية ليانة بدر.
أديب مصري يدعم الرياحي
الكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد قال إنه لم يكن يتصور أن الحملة ضد الرياحي ستكبر هكذا. فهو ليس أول من يترجم إلى العبرية من العالم العربي.
كذلك أضاف في تدوينه له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي: “بدا لي الأمر أن الرياحي انتقل من الترجمة والتطبيع إلى صراعات تونس. اليوم وجدت فيديو له يقول إنه لم يتعامل مع العدو الصهيوني. وأن المسالة هي أن الأستاذة ريم غنايم الفلسطينية التي تقيم في الأرض المحتلة بصدد إنشاء دار نشر. ستعني فيما تعني بترجمة الأدب العربي إلى العبرية. وأنه تنازل عن حقوقه في الترجمة، ووجدت بيان تضامن معه وقعت عليه منذ دقائق. وتذكرت الآتي: في عام 2001 أو 2002 لا أذكر بالضبط كانت هناك محاولة لترجمة روايتي لا أحد ينام في الإسكندرية إلى العبرية. في دار ترجمت من قبل رواية لإلياس خوري والخبز الحافي لمحمد شكري وغيرها. لا أذكر من يديرها لكن كانت الجامعة الأمريكية وكيلي في الترجمة فأخبرتهم بموافقتي على أن لا أتعامل مع أي أحد مباشرة”.
ماذا نعرف عن الدور الخفي لصاحب الدار في التهويد؟
الكاتب التونسي نشر روايته في دار “آفيك” للأدب الإسرائيلي التي أسست على يد رجل الأعمال الإسرائيلي الجنسية يفتاح آلوني. آلوني بدأ مسيرته العملية في آواخر السبعينيات عندما وضع المخطط الهندسي لمستوطنة “متسبيه أفيف”.
آلوني نجح في وضع الرسومات الهندسية لما يسمى بـ”البلدات الجماهيرية” والتي يشار إلى أنها اللبنة الأولى للفصل العنصري. إذ ساهم ضمن آخرون في تدشين 450 تجمعًا سكنيًا في دولة الاحتلال بمناطق مختلفة على رأسها الجليل.
الدار ليست مملوكة لـ”ألوني” وحده. إذ يعمل معه بشكل لصيق في منصب المحرر الرئيسي دان ميرون. كما أنها واحد من أبرز الشخصيّات الأدبيّة الصهيونيّة، وسبق أن حصل على “جائزة إسرائيل”. كذلك فهو عضو “الأكاديميّة الإسرائيليّة القوميّة للعلوم”.
لم يغب دوري “دان ميرون” عن العمل السياسي إذ كان أحد أكثر المؤيدين والداعين لحرب إسرائيليّة على العراق مطلع التسعينيّات.