“دخول عصر جديد يفتح باب الديمقراطية، ويعلي قيمة الرأي الآخر، ويجنب السلاح بعيدًا”. هذا ما يأمله الليبيون بعد جلوسهم على طاولة النقاش لحل خلافاتهم التي بدأت قبل 10 سنوات.
حكومة الوحدة الوطنيّة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، حصلت على ثقة مجلس النواب، ليعلن بدء مرحلة جديدة في تاريخ الدولة الليبية والليبيون.
فور الإعلان عن فوز الدبيبة بأغلبية كاسحة، شرع الأخير في إعلان أسماء وزراء الحكومة. ليفاجأ الجميع بـ”نجلاء المنقوش” كأول امرأة تتولى حقيبة وزارة الخارجية منذ استقلال الليبيون عام 1951.
من هي نجلاء المنقوش؟
رغم ولادتها في مدينة مصراتة غرب ليبيا. إلا أنها قضت طفولتها وشبابها في مدينة بنغازي. لتبدأ رحلة من التميز في المجتمع القبلي الذي لم يكن يعطي للمرأة أولوية في الحياة العملية.
كذلك تخرجت المنقوش في كلية الحقوق، ومن ثم عملت محامية في القانون الجنائي واستطاعت أن تكسب شهرة ليست قليلة في مجالها.
كذلك يدرك المتتبع لمسيرة “المنقوش” أنها لم تستسلم للتابوهات المعدة مسبقًا من المجتمع عن دور المرأة. إذ حرصت على أن تزيد علمها وأدواتها للقتال في حق المرأة في التواجد. وأن يستمع إليها المجتمع برؤية مختلفة.
كما حصلت المنقوش على ماجستير القانون الجنائي من جامعة بنغازي. ولم يتوقف حماسها عند درجة الماجستير بل صممت على الحصول على شهادة الماجستير في إدارة الصراع والسلم من جامعة ايسترن ميني نايت الأمريكية. ومن ثم حصلت على الدكتوراه في إدارة الصراع والسلم من جامعة جورج مايسون الأمريكية.
خلال مراحل دراستها المختلفة، حرصت على التعرف أكثر على الأدوات اللازمة لتحقيق النجاح. إذ عمدت إلى التقدم لمنح الحكومات الأجنبية. وبالفعل حصلت على عدد من المنح الدراسية للتميز الدراسي منها منحة الحكومة الأمريكية للتميز الأكاديمي.
كما حصلت على منحة برنامج فولبرايت لتدرس الماجستير في مجال تحويل النزاعات من مركز العدالة وبناء السلام في أمريكا. كذلك عملت كممثلة محليّة لمعهد الولايات المتحدة للسلام في ليبيا. كما عملت في المجلس الانتقالي الوطني.
ثورة 17 فبراير
شكلّت ثورة 17 فبراير نقطة انطلاق المنقوش إلى العمل العام. إذ مثلت حلقة الوصل بين المدنيين والمواقع الغربية لإيصال أصوات الشعب الليبي الرافض لاستمرار القذافي في الحكم.
كذلك استطاعت المنقوش بفضل طلاقتها في الإنجليزية من شرح وتوضيح ماذا يحدث في الداخل الليبي. كما عملت مراقبة تابعة لمنظمة هيومن رايتس ووتش العالمية.
في ذلك الوقت كانت المنقوش واحدة من أهم الأصوات التي تصرخ ضد ما حدث في الداخل الليبية وبالتحديد في بنغازي. كذلك عمدت إلى الاتصال بالصحافة الأجنبية والمراكز الحقوقية الدولية لتوضيح ما يجري في الداخل الليبي.
https://www.youtube.com/watch?v=PP-rGc0zQVc
استشعار الخطر
وعقب الحرب الأهلية عمدت المنقوش إلى الخروج من ليبيا والاستقرار في ولاية فرجينيا الأمريكية منذ عام 2012. إلا أن دعمها ومساندتها حق الشعب الليبي في الحياة والديمقراطية لم ينقطع. كذلك ظلت على تواصل مع الحكومات المتتالية للواقع الليبي.
الدبيبة وتمكين المرأة
يتوسم المجتمع الدولي والداخل الليبي خيرًا في حكومة الدبيبة. إذ نجح في أن يضع أول أقدامه في مسيرة تغيير المجتمع الليبي. كذلك عمد إلى طرح أسماء 5 نساء في حكومته الجديدة التي ستبدأ عملها الاثنين المقبل بعد حلف اليمين.
كذلك وضع الدبيبة حليمة إبراهيم خريجة كلية القانون والتي سبق لها أن عملت في السلك القضائي لتولي وزارة العدل. بينما كلف مبروكة عثمان بتولي وزارة الثقافة وهي واحدة من النساء القليلات اللاتي نجحن في مسيرتهن العملية. حيث عرفت بنشاطها الكبير في مجال المجتمع المدني. فضلًا عن كونها خريجة كلية إدارة الأعمال.
توّج الدبيبة الحكومة الليبية الجديدة بـ5 سيدات. إذ وضع اللبنة الأولى لتمكين المرأة في العمل العام. كما كلّف وفاء أبو بكر الكيلاني بتولي حقيبة وزارة الشئون الاجتماعية. وحورية خليفة ميلود لتولي منصب وزيرة الدولة لشئون المرأة.