بعنوان الخليج في أسبوع، يقدم “مصر 360” خدمة أسبوعية لتسليط الضوء على أهم القضايا التي شغلت الرأي العام في هذه المنطقة، على رأسها: التقارب السعودي العراقي للحد من تغول النفوذ الإيراني، وكذا تداعيات الأزمة اليمنية بعد إطلاق الرياض “مبادرة السلام”، والأزمة بين رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودي عواد بن صالح العواد، والمقررة الخاصة للأمم المتحدة أغنيس كالامار.
بغداد والرياض.. من القطعية للانفتاح
التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، عبر تقنية الاتصال المرئي، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فيما صدر بيان مشترك أكد أهمية توسيع آفاق التعاون الثنائي بين البلدين.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، أشاد العاهل السعودي ورئيس الحكومة العراقية، خلال البيان، بدور مجلس التنسيق السعودي العراقي في خدمة مصالح البلدين.
وثمنت المملكة العربية السعودية جهود الحكومة العراقية في تحقيق الاستقرار والتنمية، فيما أثنى العراق على مبادرات المملكة المقدمة للعراق، في مجال مواجهة جائحة كورونا.
واتفق الجانبان على تكثيف التنسيق “بما يسهم في دعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وضرورة إبعادها عن التوترات وأسبابها والسعي المشترك لإرساء دعائم الأمن والاستقرار”.
وحسب وكالة الأنباء السعودية، أكد رئيس الوزراء العراقي دعم مبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن.
وقبل الكاظمي دعوة العاهل السعودي له لزيارة المملكة من أجل لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وبحث كافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
كانت العراق، بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، في العام ٢٠٠٣، شهدت قطيعة مع غالبية دول المنطقة العربية، وفي مقدمتها السعودية، وهذه القطيعة أو العزلة حدثت بسبب أن النظام الجديد في العراق، أخذ صبغة طائفية وقومية، حيث إن الوضع لم يبدأ في التراجع والتلاشي إلا مع مجيء حكومة حيدر العبادي، في الفترة بين عامي 2014 و 2018، والتي سعت نحو معالجة الخلافات وتحسين العلاقات الثنائية بين الرياض وبغداد.
وقد نجح العبادي بدرجة ما خصوصاً بعد تعيين الرياض سفيراً لها في بغداد. وهو السفير ثامر السبهان بيد أن الأخير تسبب في أزمة دبلوماسية.
ومنذ النصف الثاني من العام الماضي هناك محاولات حثيثة لاستعادة العراق إلى محيطه العربي، إذ انعقدت في العاصمة الأردنية عمّان قمة ثلاثية بين مصر والعراق والأردن، لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الطاقة. وإيجاد مسار سياسي لحل وتصفية الصراعات الموجودة في عدد من دول المنطقة، خاصة في ليبيا وسوريا واليمن. ومن ثم إنهاء التدخلات الخارجية التي تشكل تهديدات جمة على الأمن القومي العربي والخليجي.
اقرأ أيضا:
قطيعة وانفتاح.. علاقات السعودية والعراق بين عاصفة الصحراء وتداعيات سقوط بغداد
الحرب في اليمن.. تصعيد حوثي مستمر
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن إيران تدعم أي خطة سلام في اليمن بشروط، وذلك بعد إعلان المملكة العربية السعودية، الإثنين، عن مبادرة لوقف إطلاق النار وإعادة إطلاق المحادثات السياسية لحل الأزمة.
واعتبرت صحف سعودية المبادرة بمثابة فرصة أخيرة لميليشيا الحوثي لمراجعة حالة التبعية واختطاف القرار من قبل النظام الإيراني، وفض الارتباط المدمر مع مشروع الملالي لاختراق المنطقة، وزرع الفتن والقلاقل بين مكوناتها.
وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان بمناسبة الذكرى السادسة للحرب في اليمن، إن إيران “أكدت منذ بداية هذه الحرب أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية”، مضيفة أن إيران “تدعم أي خطة سلام تقوم على إنهاء العدوان، والوقف العام لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار الاقتصادي، وبدء المحادثات السياسية، وفي نهاية المطاف تسليم اليمنيين زمام الأمور لرسم مستقبلهم السياسي دون تدخل أجنبي”.
واستنكرت الخارجية الإيرانية ما وصفته بـ”العدوان العسكري” السعودي ودول التحالف و”استمرار هذه الجريمة الكبرى بحق شعب اليمن الأبرياء”. وقالت: “يمضي اليوم 6 أعوام على العدوان السعودي وتحالفها المستمر على اليمن. وخلال السنوات الست الماضية، استهدف الحصار والعدوان العسكري 24 مليون شخص في اليمن، كما يموت العشرات كل يوم بسبب القصف أو الجوع والمرض ونقص الأدوية ونقص الوقود في المراكز الطبية. والمؤسف أن هذا العدوان الوحشي والحصار الجبان لم يتوقف للحظة رغم تفشي فيروس كوفيد 19”.
وأضافت: “لا شك في أن ما يحدث في اليمن بحسب الأرقام المعلنة من قبل المراجع الدولية وحتى باعتراف بعض الداعمين السياسيين والعسكريين لهذا العدوان اللاإنساني، يشمل جميع أنواع الجرائم التي تعتبر ملاحقتها القانونية دولياً من واجبات المؤسسات الدولية المعنية وجميع المدافعين عن الحرية وحقوق الانسان”.
واعتبرت “استمرار بيع الأسلحة لتحالف العدوان وحتى الدعم الفني اللازم لهذه الأسلحة مستمر رغم المزاعم العديدة بتوقف دعم العدوان، كما أن خبراء عسكريين لبعض الدول يساندون السعوديين ويشاركونهم في ارتكاب جرائم ومجازر بحق الشعب اليمني”.
استهداف حوثي جديدل لمطار أبها السعودي
أعلنت جماعة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون)، الثلاثاء الماضي، عن استهداف مطار أبها الدولي في المملكة العربية السعودية بطائرة بدون طيار، وذلك غداة إعلان السعودية عن مبادرة لوقف إطلاق النار وإعادة إطلاق المحادثات السياسية لحل الأزمة.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة التي يسيطر عليها الحوثيون، العميد يحيى سريع، إن “سلاح الجو المسير استهدف مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة نوع قاصف 2K محققًا إصابة دقيقة”، وفقا لما نقلته قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين.
وأضاف سريع أن “العملية على مطار أبها تأتي في إطار الرد المشروع والطبيعي على تصعيد العدوان والحصار الشامل”، وتابع بالقول: “نؤكد أن عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار”.
كما أعلن سريع عن إسقاط طائرة بدون طيار في مأرب، قائلا: “تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة نوع MQ9 الأمريكية أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء محافظة مأرب”، مضيفا أن “عملية إسقاط الطائرة نُفذت بصاروخ مناسب لم يكشف عنه بعد”، وفقا لما نقلته المسيرة.
السعودية تتجه شرقاً
استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في الرياض، قبل يومين من توجه الأخير إلى إيران.
واستعرض ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الصيني أوجه العلاقات بين البلدين، ومجالات التعاون الثنائي والفرص الواعدة لتطويره في مختلف القطاعات، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأفادت “واس” بأنه جرى خلال الاجتماع تناول تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وحضر الاجتماع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، وسفير الصين لدى المملكة تشن ويتشينغ ومساعد وزير الخارجية دنغ لي.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الصيني إلى المملكة العربية السعودية قبل يومين من زيارته إيران، الجمعة، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن مُتحدث الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، أمين الناصر، الثلاثاء، إن تأمين احتياجات الصين من الطاقة هي من “الأولويات القصوى” لعملاق النفط السعودي.
وجاءت تصريحات الناصر خلال مشاركته في منتدى الصين للتنمية لعام 2021 الذي عُقد عن بعد. وأشار إلى أن أرامكو كانت أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين في 2020.
هل هدد دبلوماسي سعودية المحققة الأممية في مقتل خاشقجي؟
نفى رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودي عواد بن صالح العواد، الخميس، توجيه تهديدات إلى المقررة الخاصة للأمم المتحدة أغنيس كالامار، بعد تحقيقها في قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.
وقال العواد، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر: “لقد نما إلى علمي أن السيدة أغنيس كالامار من منظمة العفو الدولية وبعض مسؤولي الأمم المتحدة يعتقدون أنني بطريقة ما وجهت إليها تهديداً مستتراً منذ أكثر من عام”.
وأضاف: “أنا أرفض هذا الطرح بأشد العبارات. رغم أنني لا أستطيع تذكر المحادثات بالضبط، فإنني لم أكن أبداً لأرغب أو أهدد بأي ضرر ضد أي فرد معين من قبل الأمم المتحدة، أو أي شخص آخر. أشعر بالإحباط لأن أي شيء قلته يمكن أن يفسر على أنه تهديد. أنا من المدافعين عن حقوق الإنسان وأقضي يومي أعمل لضمان التمسك بهذه القيم”.
وتابع العواد بالقول: “كدبلوماسي سابق، أفهم الأهمية الحاسمة للحوار حتى مع الأشخاص الذين قد نختلف معهم بشدة. وأرى التهديدات ضد النزاهة الشخصية لأي فرد غير أخلاقية، وهي انتهاك لأقدس مبادئ ديني”.
وأعرب العواد عن أمله في “ألا تكون هذه القصة قد تم اختلاقها لصرف الانتباه عن العمل المهم الذي نقوم به للنهوض بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية”. وقال: “لا يوجد بلد يتقدم في الإصلاحات أسرع منا الآن”. وأضاف: “ما زلت ملتزماً بالعمل الأساسي للنهوض بحقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع أجندة رؤية 2030، وهذا ما سأواصل تركيز كل طاقتي عليه”.
وكانت كالامار قد قالت لصحيفة الغارديان البريطانية في مقابلة نُشرت، الثلاثاء الماضي، إن زملاء في الأمم المتحدة أبلغوها في يناير/كانون ثاني من عام 2020 أن مسؤولا سعوديا هدد بـ”التعامل معها”، وهو ما قالت إنه تهديد مبطن، وفهمت وآخرون أنه تهديد لحياتها.
إعادة هيكلة حكومة دبي