افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي أول مدينة دواء في مصر “جيبتو فارما” بمدينة الخانكة في القليوبية. وسط توقعات إيجابية من المتخصصين في هذا الملف بأن تضع هذه الخطوة مصر على الطريق الصحيح في توفير الدواء للكل بأسعار مناسبة. بالإضافة إلى المساهمة في إلغاء الاحتكار الذي يسيطر على السوق.
أكبر المدن الدوائية في المنطقة
تستهدف مدينة الدواء، والتي تعد واحدة من أكبر المدن الدوائية في المنطقة وتستخدم أحدث التقنيات والماكينات والوسائل التكنولوجية. منع أي ممارسات احتكارية وضبط أسعار الدواء.
من ناحيته، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، إن مدينة الدواء تعد إضافة لصناعة الدواء المصرية. كما أنها ضمان حق المواطن في الحصول على دواء آمن وفعال ومطابق للجودة العالمية. بجانب أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لصناعة الدواء.
الرئيس السيسي أكد ضرورة الجدارة الخاصة بالمنتج الدوائي الذي يخرج من مدينة الأدوية بداية من علبة الدواء. كما قال: “علبة الدواء الخارجة من المدينة الجديدة يجب أن تكون مميزة. ويمكن لمركز الوثائق المؤمنة المساعدة في هذا الأمر. بحيث يكون معروفًا بأن هذه العلامة الخاصة بالمدينة الجديدة لا يمكن العبث بها”.
موقع المدينة
وعلى مساحة 182 ألف متر تقع مدينة “جيبتو فارما” حيث تقام على مرحلتين. الأولى بمساحة 120 ألف متر، وهي عبارة عن جزئين، الأول يضم مصانع إنتاج الأدوية العقيمة على 33 ألف متر. بينما تتكون من 10 خطوط إنتاج.
الجزء الثاني من المرحلة الأولى لمدينة الدواء مخصص للمنطقة العقيمة، ويضم 5 خطوط إنتاج. فضلًا عن مخازن آمنة تشغل مساحة 7 آلاف متر بارتفاع 15 مترًا. أما المرحلة الثانية من المشروع، فتقع على مساحة 60 ألف متر. وهي مخصصة في مصانع إنتاج الأدوية المعقدة مثل الأورام والهرمونات.
وبحسب رئيس الوزراء، يضم قطاع الأدوية المصري حاليًا 152 مصنعًا، و700 خط إنتاج، و17 ألف مستحضر.
كما أن مصر تنتج 88% من احتياجاتها. بينما اعتبر رئيس الوزراء سد فجوة النسبة المتبقية البالغ 12% من الأدوية التي يحتاج إليها للسوق المصرية هدفًا استراتيجيًا. خاصة أنها أدوية يتم استيراد بالكامل من الخارج لأنها شديدة التعقيد، مثل أدوية مرض السرطان.
مطلب أساسي طال انتظاره
خطوة إنشاء المدينة حظيت بإشادة من الدكتور علاء غنام، مسؤول الحق في الصحة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وخبير إصلاح القطاع الصحي، الذي أكد انها مطلب أساسي منذ سنوات طويلة وهو إعادة إحياء انتاج الدواء المصري الذي اندثر منذ السبعينيات بعدما دخل قطار الخصخصة، وتم تدهورها بنسبة 90%.
وقال غنام، إنه لاتوجد دولة مستقلة لا يوجد بها صناعة الدواء خاصة وأن تلك الصناعة من أهم شرايين الإنتاج. والتي تجعل الدولة تحت سيطرة المنتج. وهو ما يتم حاليًا وسط احتياج مصر إلى التطعيم واللقاح الأمر الذي جعل الدولة تحت يد المنتج بشكل صريح.
“يشير خبير إصلاح القطاع الصحي إلى أحقية المصريين في إنتاج دواء وطني، مشيرا إلى ضرورة التعلم من تجربة الهند حيث إنها تكفي نفسها من الدواء وتصدر للعالم. فما حدث اليوم من افتتاح للمدينة هو بداية مبشرة لابد أن يبني عليها، ونحن يتوفر لدينا الامكانيات العلمية والتكنولوجيا.
وأكد غنام أهمية عدم الخضوع إلى الاحتكارات الدولية في الدواء، لأن صناعة الدواء تأتي بعد صناعة السلاح.
تشير بعض الدراسات الاقتصادية إلى أن مجمل إنفاق المصريين على الصحة. يوازي ميزانية وزارة الصحة في بلد تتراوح نسب الفقر فيه ما ين 29 إلى 34%.
وبحسب تقرير الجهاز المركزي للإحصاء، بلغت نسبة الإنفاق على الصحة من الناتج المحلي الإجمالي في مصر 1.4% عام 2011. وتعد تلك النسبة منخفضة لكثير من الدول العربية مثل البحرين والسعودية وتونس والأردن. بينما بلغت في إسرائيل 4.6%. كما أنها نسبة تتعارض مع مواد الدستور.
التحكم في أسعار الدواء
وتأتي أهمية المدينة في التحكم في أسعار الدواء يوضح غنام، أن إنتاج الدواء من خلال شركات وطنية يجعلنا متحكمين في الأسعار. تلك الأسعار ارتفعت مؤخرًا بجانب تشجيع الصناعة المصرية الدوائية. حتى إن تم استيراد المواد الخام من الخارج ولكن سيعقب ذلك إنتاج المواد الخام قريبًا.
أشار غنام إلى إنه بإمكان تلك المدينة أن تنتج لنا لقاحات الفترة المقبلة خاصة أننا نمتلك “فاكسيرا”. بجانب 60% من شركات أدوية وطنية، وأخرى مصرية، ولكننا الذين أهملنا الأصول.
أهمية المدينة للمصريين
وتأتي أهمية المدينة، لضبط السوق والعمل على مواجهة نقص الأدوية. كذلك السعي للتصدير، بالعمل وفق أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة.
تعتمد المدينة الجديدة على زيادة التعاون بين الدولة والقطاع الخاص، من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمى للصناعة في الشرق الأوسط. التي سيتم مراكبتها بالكاميرات للتعرف على الأدوية غير المطابقة للمواصفات للوصول لأعلى مستويات الجودة.
الارتقاء بمنظومة التصنيع الجيد، وتطبيق أعلى معايير الجودة العالمية، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي خلال افتتاح المدينة. والتي تضم مركزًا إقليميًا لتصنيع الدواء بالتعاون مع شركات أجنبية، تمهيدًا للتصدير إلى الدول الأفريقية.
تأتي من أولويات الصناعة داخل تلك المدينة، الأدوية المتعلقة بفيروس “كورونا” والأولوية للأمراض المزمنة والضغط والقلب والكلى والمخ. كما تأتي المرحلة الثانية من المدينة لتهتم بالدخول في مجال صناعة الأدوية المتخصصة مثل أدوية السرطان لطرحها بأسعار مناسبة للمواطن.