لم يكن رحيل كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد التاريخي ويوفنتوس الحالي، عن سانتياجو برنابيو خاص بالنادي الملكي فقط. بل امتدت تأثيره على الكرة الإسبانية بشكل كامل وعلى مباراة الكلاسيكو الشهيرة بين العملاقين برشلونة والريال بشكل خاص.
قبل ساعات قليلة من الكلاسيكو الذي قد يحدد هوية بطل الدوري الإسباني هذا الموسم بنسبة كبيرة. نجد تأثير رونالدو الكبير هو الحدث الأبرز والمخيم على هذه المباراة. خاصة أنه طالما كان العامل الحاسم لصالح اللوس بلانكوس. ومن ثم قيادتهم لعديد الألقاب المحلية والقارية كذلك. وبعد 3 أعوام عن رحيله خفت بريق لقاء الكلاسيكو هذا بشكل كبير.
لكن كيف أثر رحيل رونالدو بشكل كبير على هذه المباراة المرتقبة كل موسم مرتين من قبل كل عشاق الكرة حول العالم أجمع وليس إسبانيا. وما مدى تأثير غيابه على المنافسين خاصة الأرجنتيني ليونيل ميسي, وعلى فريقه الريال وعلى نتائج تلك المباراة الأشهر كرويًا في العالم؟
كلاسيكو فقير بدون كريستيانو
بات لقاء الكلاسيكو بدون رونالدو خلال 3 أعوام فقير فنيًا وتهديفيًا، باستثناء لقاء أو 2 فقط. ففي كلاسيكو 18 ديسمبر 2019، التقى برشلونة مع ريال مدريد على ملعب كامب نو معقل الفريق الكتالوني. جاءت المباراة دون المستوى وانتهت كما بدأت بالتعادل السلبي بدون أهداف ضمن منافسات الجولة العاشرة. كما تزامن مع هذا الكلاسيكو الصفري هدف أسطوري سجله رونالدو في شباك سامبدوريا ليمنح فريقه يوفنتوس فوزًا بشق الأنفس في الدوري الإيطالي. كذلك نجح في خطف الأنظار من المباراة التي لطالما صنع بها كل الحدث.
أما في لقاء الدور الثاني من الموسم الماضي تواجد الدون في مدرجات سانتياجو برنابيو. ليشهد احتفالات جماهير ناديه القديم بالفوز على برشلونة بثنائية دون رد. ساهمت بشكل كبير في تتويج الميرينجي بلقب الدوري. بينما نجح الريال في الفوز بثلاثية لهدف في كلاسيكو الدور الأول من هذا الموسم. وبقي مكان رونالدو شاغرًا كذلك وحمل فراغ كبير لكل المتابعين للقمة الكبيرة.
ومع اقتراب قمة الليجا هذا الموسم، هناك اهتمام إعلامي كبير بإمكانية عودة كريستيانو رونالدو مجددًا لصفوف ريال مدريد بعد إخفاقه مع يوفنتوس. وخروجه مبكرًا من دوري الأبطال لموسمين متتاليين، فهل يعود الدون ويعيد كل السحر للكلاسيكو مرة أخرى؟. هذا ما سنعرفه بالميركاتو المقبل.
ميسي ضائع دون منافسه الأبرز
تبارى كريستيانو مع غريمه الأزلي ليونيل ميسي نجم برشلونة، في تحطيم الأرقام القياسية والفوز بالجوائز الفردية لأكثر من 15 عامًا. وبرحيل النجم البرتغالي افتقد ليونيل نسبيًا للحافز وتراجع معدله التهديفي. بينما صام عن التهديف في الكلاسيكو على مدار موسمين ونصف.
ورغم أن قطبي الكرة الإسبانية التقيا 7 مرات، بواقع 5 مواجهات في الليجا ومباراتين في كأس الملك. اكتفى ميسي فقط بالاحتفال مع زملائه بـ11 هدفًا في شباك الميرينجي.
وكانت آخر بصمة للبرغوث الأرجنتيني في الكلاسيكو تسجيله هدف في مباراة الدور الثاني موسم 2018/2017. والتي انتهت بالتعادل 2-2 وشهدت أيضًا هدفا للنجم البرتغالي.
لعنة تصيب بديل رونالدو
حاولت إدارة ريال مدريد على مدار عام كامل ضم نجم من العيار الثقيل يعوض الفراغ الذي تركه كريستيانو بالفريق العريق. قبل أن تتعاقد مع البلجيكي الدولي إيدين هازارد من تشيلسي في صيف 2019. وكلّف خزينة الملكي مبلغًا ضخمًا، وأثقل مهمته أكثر بارتداء القميص 7 الذي لطالما حقق به رونالدو المعجزات.
إلا أن اللعنة أصابت اللاعب البلجيكي وضربته عدة إصابات ولم يستفد منه الفريق الملكي على مدار موسمين. حتى أنه لم يظهر على الإطلاق في مباريات الكلاسيكو حتى الآن.
فهل يصفح رونالدو عن الريال ومباراة الكلاسيكو؟ ويتركها تعود لرونقها الكبير في وجوده وقبل وصوله للريال. أم ستستمر الأمور السلبية تطوف حول ملعب الكلاسيكو الشهير مساء السبت المقبل في العاصمة مدريد على ملعب ألفريدو دي ستيفانو هذه المرة لوجود إصلاحات بسانتياجو برنابيو. ليبقى النجم التاريخي هو أيقونة الملكي وتلك المباراة العظيمة.