يلاحظ المتابع لأحداث الأردن خلال الأيام الماضية تلاشي ما عُرف بـ”محاولة انقلاب”، لكن الحديث عن أحد أطراف هذه المحاولة لا يزال حاضرًا في المشهد، بسبب شخصيته المثيرة لفضول الجميع. باسم عوض الله يستحوذ على اهتمام غربي واسع، دول وسياسيين ومراقبين، متسائلين لماذا الاهتمام السعودي المتزايد بالرجل؟

بينما وضعت الأردن بطلاً للرواية كلها وهو الأمير حمزة الأخ غير الشقيق للملك عبدالله، جاء اسم عوض الله بين أسطر سرد ما عرّفتها الأردن بـ”المؤامرة” وأحالتها لأطراف خارجية لم تسمها.

مفهوم لدى الأردنيين أن الأمير حمزة يمكن أن يكون صاحب مشروع تصحيحي، لمجابهة الفساد حتى ولو بالضغط على صانعي القرار، لكن ما دور واحد من أكثر الشخصيات المتهمة بالفساد فيما بات يعرف بالتيار المناهض للنظام؟ هذا حدا بأحد النشطاء على “تويتر” للتغريد مستعجبًا: باسم عوض الله صار محسوب على المعارضة؟ نعم أمر مدهش بالنسبة للأردنيين.

اهتمام دولي وتساؤلات

بينما كان الجميع محليًا وإقليميًا مهتم إلى حد بعيد بشخص الأمير حمزة، نظرًا لحساسية موضعه في الأسرة الحاكمة، كان اسم باسم عوض الله يجوب المواقع الدولية، ويتردد في الغرف السريّة، وسط حديث عن وصول وفد سعودي برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان إلى الأردن ويأبى المغادرة بدون باسم عوض الله، ليس فقط المطالبة بالإفراج عنه بل اصطحابه في الطائرة الملكية إلى الرياض.. فما قصة الرجل المثير في المشهد الغامض؟

وسائل إعلام غربية لم تجد إجابات واضحة حول فكرة إحالة مصطلح “الأطراف الخارجية” التي تحدثت عنها الأردن إلى السعودية والإمارات؟ لماذا يريدان اختراق المجتمع الأردني في هذا التوقيت، ولماذا الإصرار السعودي تحديدًا على إعادة باسم عوض الله سريعًا إلى الرياض، هذا السؤال تحديدًا أجاب عنه مصدر أمني أردني رفيع لصحيفة وفيغارو بأن “الرياض تخشى أن يتكلم باسم عوض الله”.

اقرأ أيضًا:

اعتقال شخصيات بارزة وحديث عن انقلاب.. ماذا يحدث في الأردن؟

باسم عوض الله أردني من أصول فلسطينية يحمل الجنسية السعودية ومرتبط بدول إقليمية وملفات حساسة وتدور حوله شبهات أمنية ومؤخرًا شراء أراضٍ في القدس للمستوطنين الإسرائيليين، حتى أطلق عليه نشطاء “دحلان السعودية”، في تشبيه بالقيادي السابق في حركة فتح الفلسطينية محمد دحلان المقيم حاليًا في الإمارات ومتهم بعلاقات أمنية المشبوهة.

ومحمد دحلان الذي تلقبه دوائر سياسية بـ”رجل الإمارات” يقف وراء العديد من الصفقات السياسية والأمنية في المنطقة، حتى إن صحيفة لوفيغارو الفرنسية قالت إن دحلان هو رجل الظل في اتفاق الإمارات وإسرائيل الأخير، ودوره في صياغة علاقات التطبيع العربية.

ظل الملك.. مبعوثٌ إلى السعودية

بعد خبرة في العمل السياسي الأردني سواء من خلال الحقائب الوزارية التي تقلدها أو مدير الديوان الملكي قبل مغادرته إلى الخليج وتشعب علاقاته بشكل متسارع حتى بات نافذًا اقتصاديًا وفي مجتمع ريادة الأعمال وليس سياسيًا فقط، استعاد الملك عبدالله في العام 2016 باسم عوض الله وعيّنه مبعوثه الخاص إلى السعودية، وهو العام الذي شهد إنشاء “مجلس التنسيق السعودي الأردني“. لكن في نهاية 2018،  أًعفي عوض الله من مهامه، وذلك بعد يومين فقط من زيارة الملك عبدالله للعاصمة الأمريكية واشنطن، ما طرح تساؤلات هل سمع أو اطلع هناك على ما لا يسره تجاه مبعوثه؟

إلى جوار محمد بن سلمان

بعد هذا التاريخ صار اسم عوض الله ملازمًا لمحمد بن سلمان، وأشارت تقارير مؤخرًا إلى أن الأول عمل مستشارا لولي العهد السعودي في السنوات الأخيرة، وأنه كان العقل المدبر وراء خطط خصخصة شركة أرامكو مؤخراً، وغيرها من الأفكار الاقتصادية.

باسم عوض الله إلى جوار محمد بن سلمان
باسم عوض الله إلى جوار محمد بن سلمان

وظهر عوض الله في الكثير من المناسبات في المقعد المجاور لمحمد بن سلمان في عدة فاعليات، بل إنه ظهر في مناسبات واحتفالات في الصف الأول متقدما على أمراء من الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، تلك مكانة لا يصلها إلا ظِل الرجل الأول.

وفي عام 2018، ظهر عوض الله أمام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مؤتمر “دافوس الصحراء“، عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وقتها كان مطلوب من بن سلمان أن يقدم أمام العالم أول ردا على الجريمة وتلك مهمة لا تُسند إلى لصديق، حينها وجه عوض الله السؤال لولي العهد السعودي عندما كان محاوراً في الجلسات.

استمر الرجل بجانب بن سلمان، وفي يناير من العام الجاري 2021، ظهر عوض الله كرئيس لجلسات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية التي حضرتها شخصيات سياسية واستثمارية رفيعة.

موقفه من الربيع العربي

أظهرت مواقف الرجل عداء واضحا تجاه ثورات الربيع العربي، وهو ما بدا في مقالات كتبها  في هافينغتون بوست الأمريكية عن اقتصاد الشرق الأوسط جميعها انصبت على إظهار حجم الخسائر التي ألحقها الربيع العربي لدول المنطقة.

بالإضافة إلى مقالات عن تطورات الشرق الأوسط في صحف غربية بريطانية وأمريكية، جميعها تدور حول فكرة كيف أهدرت هذه الثورات المقدرات المالية لدولها، باعتباره رجل اقتصادي شرق أوسطي.

شراء أراضٍ للمستوطنين الإسرائيليين في القدس

واحدة من الأسباب الرئيسية التي جعلت البعض يصفه بـ”دحلان السعودية”، ما أثير عن ضلوعه في صفقات شراء أراض فلسطينية حول القدس بدعم من الإمارات للمستوطنين الإسرائليين.

ونقلت وكالة “عمون” الإخبارية الأردنية القريبة من الديوان الملكي أن اعتقاله عوض الله عشية يوم الاعتقالات جاء على “خلفية علاقات مشبوهة واستغلال مجلس القدس للتطوير والتنمية لشراء أراض لصالح اليهود”.

باسم عوض الله متهم في قضية شراء أراضٍ لليهود في القدس
باسم عوض الله متهم في قضية شراء أراضٍ لليهود في القدس

ويعرّف “مجلس القدس للتنمية والتطوير الاقتصادي” نفسه على صفحة تابعة له على موقع “فايسبوك” بأنه “مؤسسة أهلية غير ربحية تأسس عام 2019.

التقطت وسائل إعلام غربية هذا الخيط وفتّشت عن هذا المجلس الذي اتضح أنه حصل على منحة من صندوق أبو ظبي للتنمية للانطلاق بعمله. ويترأس المجلس سري نسيبة، المرشح للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 22 مايو المقبل، على قائمة “المستقبل” التابعة لمحمد دحلان.

اقرأ أيضًا:

بعد بيان الحكومة الأردنية.. ما مصير الأمير حمزة بن الحسين؟

وتقول صحيفة “واشنطن بوست” مستغربة “من الصعب الاقتناع بأن جارتي الأردن السعودية وإسرائيل ترغبان في زعزعة استقرار هذه المملكة الصغيرة والفقيرة نسبيا”، لكن هذا الاستغراب يزول إذا صحت توقعات تتعلق بصفقة القرن وتوطين فلسطينيين في الأردن. عوض الله يعتبر عودة الفلسطيين أو ما يعرف بحق العودة مجرد مزحة طريفة فهو غير مناصر لعودة الفلسطيين ومن ثم تبقى فكرة التوطين قريبة إلى قناعاته التي بالتأكيد بلورتها وهو رجل اقتصاد تحتاج مؤثرات خارجية.

محاولة إحياء صفقة القرن

بعدما بدا واضحًا في وسائل الإعلام الغربية والتقارير السريّة لدور الذي يؤدي باسم عوض الله بجوار ولي العهد السعودي وصلاته القوية بالحاكم الفعلي للإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، انتقل الحديث عن دور محتمل للرجل في أي خطة لاحقة يمكن أن تكون عابرة لمخيلة الخليجيين.

أدى دور عوض الله الحالي كمستشار لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعلاقاته الوثيقة بمجتمع الأعمال في الإمارات العربية المتحدة إلى زيادة الارتباك في هذا المزيج.

هل لباسم عوض الله دور في محاولة إحياء صفقة القرن
هل لباسم عوض الله دور في محاولة إحياء صفقة القرن

لكن عندما يجرى ربط هذه العلاقة بعلاقاته مع إسرائيليين، يمكن فهم أن ثمة محاولة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وفق مراقبين، يعتقدون أن الدول الثلاثة (السعودية والإمارات وإسرائيل) كانت تحاول إحياء فكرة الرئيس دونالد ترامب الفاشلة “صفقة القرن”، والتي تهدف إلى منح إسرائيل المزيد من السيطرة على الضفة الغربية والحد من السيادة الفلسطينية، من خلال إرباك الداخل الإردني، وفقما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”.

الإشراف على القدس والحرب السعودية الهاشمية

وبينما هناك توترات واضحة بين الأردن وإسرائيل والمملكة العربية السعودية حول القدس، تعتقد صحيفة “فاينانشال تايمز” أنّ “هناك شكًا في الأردن بأن آل سعود يريدون تولي الإشراف على المواقع الإسلامية في القدس من الهاشميين، الذين استولى منهم جد ولي العهد محمد بن سلمان على مدينتي مكة والمدينة المقدستين في عام 1925 – كثمن للانفراج السعودي مع إسرائيل”.

الحديث هنا يرجع إلى ما يعرف في التاريخ بالحرب النجدية الحجازية أو الحرب السعودية الهاشمية الثانية (سبتمبر 1924 – ديسمبر 1925)، التي اندلعت بين سلطنة نجد ومملكة الحجاز، سقطت فيها مكة والمدينة المنورة بيد آل سعود، وانتهت الحرب بتسليم الهاشميين آخر معاقلهم في جدة، حيث تنازل الملك حسين عن العرش ورحل عن الحجاز، وأعلن عبد العزيز بن سعود في مكة لقبه ملكا بدلا من سلطان ليصبح حاكمًا لمملكة الحجاز ونجد وملحقاتها.

فريقان وهدف واحد.. ومغامرة بن سلمان

بات الآن أن ثمة خيطين ربما تقاطعًا في لحظة معينة لدى هدف واحد، الطرف الأول يعبر عنه الأمير حمزة بن الحسين بخلفية عشائرية واحتقان شعبي من تردي الأوضاع الاقتصادية، والطرف الثاني باسم عوض الله الذي تربطه علاقات وثيقة بأطراف خارجية تحاول على ما يبدو التأثير في الداخل الأردني.

هذا الطرح مدعوم بمدى التباين الواضح بين الأمير حمزة الذي يتحرك أمام المعارضة ويتحدث عن إصلاحات وبين باسم عوض الله المتهم في كثير من المرات بفساد واسع ومصالح ومحاط بالشبهات والعلاقات الخارجية مع زعماء كبار.

https://twitter.com/oamaz7/status/1378410110490443781?s=20

اقرأ أيضًا:

الأردن.. 3 عوامل وراء تغيير الأمير حمزة بن الحسين موقفه؟

إذن القلق الذي عبر عنه الأردن يبدو مفتوحًا على اتجاهين، الأول قلق أحدثه الأمير حمزة من خلال اتصالاته الأخيرة مع شخصيات عشائرية تظهر تململاً من الوضع القائم، والثاني اتصالات أجراها عوض الله والتابعون له في الداخل مع دولة خارجية واحدة على الأقل، أو جهات.

قراءة المشهد بهذا الشكل مدعومة بعدم تطرق الأمير حمزة في المرات النادرة التي ظهر فيها إلى باسم عوض الله وفريقه (إن صح التعبير)، بل كان الحديث عن أصدقائه ومقربين منه.

إزاء ما سبق فإن ما أحاط من تسريبات بشأن دور باسم عوض الله في الأحداث الأردنية الأخيرة، والزيارة السعودية السرية وما تسرب عنها يرجح أن الأردن كان عنوان مغامرة جديدة لولي العهد السعودي، لاسيما أن رجُله المفضل وهو أقرب مستشاريه منحه الجنسية السعودية، كما أن لديه اتصالاته مع إسرائيليين، وقريب جدًا من أبوظبي، فضلاً عن أن جميع استثماراته الشخصية في دولة الإمارات. كما أن العلاقة الواضحة لعوض الله مع السعودية تفسرها اعتقال الشريف حسن بن زيد وهو السفير الأردني سابقا في السعودية.

لمحة على بداية الصعود

باسم عوض الله (57 عامًا) المولود في مدينة القدس قبل الانتقال للأردن، التحق بجامعة جورج تاون في الولايات المتحدة، وتخرج فيها عام 1984 حاصلاً على بكالوريوس العلاقات الدولية الاقتصاد الدولي، ثم الماجستير والدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية.

عوض الله قدم نفسه كوجه إصلاحي مناهض للإسلاميين والنفوذ الإيراني
عوض الله قدم نفسه كوجه إصلاحي مناهض للإسلاميين والنفوذ الإيراني

عُرف عن عوض الله عقب تخرجه بالمصرفي الناجح بعدما عمل في مجال الاستثمار المصرفي في المملكة المتحدة، ثم الانتقال إلى الأردن عام 1992 ليدخل عالم السياسة، بتعيينه في منصب السكرتير الاقتصادي لرئيس الوزراء الأردني واستمر فيها حتى عام 1996. ثم عُين بعد ذلك مستشارا اقتصاديا لرئيس الوزراء بين عامي 1996 و1999.

إلى هرم السياسة

هنا بدأ عوض الله يفهم اللعبة، فتشعبت علاقاته وتخلل إلى عمق دولاب العمل الأردني، فانتقل إلى الديوان الملكي في منصب مدير الدائرة الاقتصادية بين عامي 1999 و2001.

كانت تجربة العامين في الديوان الملكي كفيلة بمنحه الثقة للخروج من القصر لمدة أربع سنوات تولى خلالها وزارات: التخطيط بين عامي 2001 و2003، ثم التخطيط والتعاون الدولي بين عامي 2003 و2005، والمالية في أبريل عام 2005.

باسم عوض الله
باسم عوض الله

عاد عوض الله إلى الديوان الملكي مرة أخرى وقد حاز على علامة الثقة الكاملة، ليعينه المللك عبدالله مديرا لمكتبه في أبريل 2006، ثم ينتقل إلى منصب رئيس الديوان الملكي في نوفمبر من العام اللاحق لكنه لم يستمر طويلا وغادر القصر في أكتوبر 2008، والمطبخ السياسي في الأردن بشكل عام في العام اللاحق 2009.

نفوذ متزايد وعبء ثقيل يغادر الديوان الملكي

خلال فترة عمله الحكومي خاصة الوزرارات الاقتصادية عُرف عن باسم عوض الله دوره في رسم السياسية الاقتصادية للأردن وهو ما كان سببًا في حشد غضب شعبي تجاه، باعتباره من يقف وراء سياسات الخصخصة وغيرها من الملفات المثيرة للجدل.

تزايد حضوره السياسي والاقتصادي في المشهد الأردني، وتحوّل من مشروع شاب يجرى إعداده لرئاسة الوزراء، إلى عبء ثقيل على كاهل الديوان الملكي والحكومة بسبب الجدل الذي أحاط بشخصه وتحركاته التي كانت في مهدها خارجيًا.

عوض الله كان مرشحا لتولي رئاسة الوزراء بعد رئاسته للديوان الملكي
عوض الله كان مرشحا لتولي رئاسة الوزراء بعد رئاسته للديوان الملكي

كان نفوذ وعلاقات الشاب الذي بلغ وقتها 44 عامًا قد تخطى كونه واحدا من المسؤولين في الديوان الملكي إلى أحد أكثر النفاذين في المنطقة، بفضل علاقاته الغربية التي كشفت وثائق ويكيليكس عن جوانب منها وكيف كان رأس حربة للولايات المتحدة في المنطقة خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وهذه النقطة تحديدا كانت مثار انتقاد القوى السياسية المناهضة لنفوذ ذوي الأصول الفلسطينية بعدما أصبح له دور كبير في رسم السياسة الأردنية.

لم يكمل عوض الله عاماً واحدًا في رئاسة الديوان الملكي حتى قدم في سبتمبر 2008 استقالة، لم تعرف أسبابها حتى الآن. هل كان بحاجة إلى حرية حركة قيّدها منصبه الرسمي، أم أن خلافًا نشب مع الملك.

خروج غير سياسي لمتهم بالفساد

الخروج من البيت السياسي لم يكن سياسيًا، فنهاية المستقبل السياسي لعوض الله في الأردن كان بطلها زوجته التي اتهم في أغسطس 2009 بضربها ضربًا مبرحًا أدى إلى إيداعها المستشفى، وقتها انفصل الزوجان وانفصل الحلفيان (عوض الله والسياسية الأردنية).

الغريب أن عوض غادر الديوان الملكي بمحض إرادته عبر استقالة، وغادر العمل السياسي بسبب خلاف زوجي جلب إليه انتقادات، بينما لم يقترب منه أحد عندما كان صندوقًا مفخخًا من الشبهات المتعلقة بالفساد.

وكشفت وثيقة لويكيليكس صدرت في سبتمبر 2008 عن السفير الأمريكي في عمّان آنذاك ستفن بيكروفت، أن عوض الله متورط في قضية إتجار بالبشر. هذا الإتجار لم يكن من قبيل العمليات غير الشريفة التي تجرى على أطراف القارة الأفريقية، بل كانت من نوع آخر كشفت عن أول ارتباط لعوض الله بالأمريكان.

علاقته بالأمريكان

تفيد التفاصيل بأن عوض الله متورط في الوقوف وراء شركة يديرها أحد أقاربه كانت تستقدم العمالة النيبالية للعمل في الأردن، ثم يجرى تهريبها إلى العراق للعمل في قاعدة “عين الأسد” التابعة للقوات الأمريكية.

وعندما أثيرت شبهات فساد حول ثروته وقتها، تقول الوثيقة المسربة إن السفير الأمريكي في الأردن دافع عن عوض الله وقال إن استثماراته خارج الأردن.

عندما غادر العمل السياسي في الأردن ولى عوض الله وجهه صوب الخليج، وتحديدا المملكة العربية السعودية، وأظهرت عدة مواقف سياسية محاولته التقرب من الأنظمة الخليجية من خلال الحديث المتزايد عن معارضته للتيار الإسلامي، ومناهضة تدخلات إيران في المنطقة خاصة على دول الخليج.

من هي زوجة باسم عوض الله

وقتها كان عوض الله قد خرج من قصة زواج فاشلة ونهاية سياسية محبطة، فارتبط بامرأة تسمى ريما صيام وهي من أصول فلسطينية تعمل في شركة أرامكو السعودية، لكن المشروع الأسري فشل وانفصلا، غير أن المشروع الآخر يبدو قد نجح هذه المرة.

لدى تلك المرحلة كان عوض الله يزيد ارتباطه بدوائر خليجية عديدة، فانتقل للعيش في دبي وعيّن عضوا في مجلس إدارة “كلية دبي للإدارة الحكومية”، وهناك أسس شركته “طموح” التي يرأس إدارتها حتى الآن. ثم عُيّن عضوا في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية في البحرين عام 2010، وشارك مستشمرين سعوديين في البنك الوطني العربي، وحصل على مقعد الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود للزمالة الزائرة في مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد عام 2010.