بعد هدوء درامي في الموسم الرمضاني استمر لمدة عامين، عاد الأمر إلى طبيعته من أجواء مشحونة وخلافات فنية تطفو على السطح، تجعل الأعمال الدرامية مسار حديث الجمهور، ليس بسبب إبداع العمل أو جودة ما يقدم على الشاشة ولكن بسبب ما يدور في كواليس الأعمال من خلافات.
خلافات البطل الأوحد
طفت الخلافات على السطح قبل بدء الحلقات الأولى من المسلسلات، وكانت البداية مع مسلسل “كله بالحب“، الذي يقوم ببطولته كل من زينة وصابرين وريم البارودي وسامر المصري وأحمد السعدني ومصطفى درويش، ومن تأليف أحمد الشخيبي وإخراج عصام عبد الحميد.
وقبل أسبوع من عرض الحلقة الأولى من المسلسل خرج الفنان أحمد السعدني على الجمهور مهددا بالانسحاب من العمل، معلنًا عن وجود إخلال بالعقد المتفق عليه في المسلسل، ولم يوضح أي تفاصيل.
https://www.youtube.com/watch?v=x2xAv9plU0M
ومع عرض الحلقة الأولى من المسلسل، عاد أحمد السعدني للظهور مرة أخرى من خلال حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، معلنًا انسحابه من المسلسل وأنه سيحتكم لنقابة المهن التمثيلية، كي يحصل على حقوقه المادية والأدبية.
ولحق به مصطفى درويش، الذي أعلن انسحابه من العمل أيضًا بسبب تحكم الفنانة زينة على المسلسل قائلًا: “كان يجب أن يكون اسم العمل كله بالزينة بدلًا من كله بالحب”.
جاء هذا الخلاف بعد أن تصدرت الفنانة زينة تتر العمل بشكل مستفز أثار غضب الجمهور، حيث ظهر اسمها 4 مرات بشكل مختلف على التتر، ما بين منفردة ومشتركة مع اسم الأبطال، مما جعل الأمر يتحول من الغضب إلى السخرية.
الفلوس لا تشتري الموهبة
وفي جانب آخر من الخلافات المتعلقة بالأعمال الدرامية الرمضانية، جاءت ريهام حجاج على طبق من ذهب إلى سوق البطولة، بأموال زوجها رجل الأعمال والمنتج محمد حلاوة، والذي قدمها العام الماضي من خلال مسلسل “لما كنا صغيرين”، لتقدم هذا العام مسلسل “وكل ما نفترق”، الذي تشارك فيه البطولة مع أحمد فهمي وآيتن عامر ورانيا يوسف وسلوى خطاب وعمرو عبد الجليل وطارق عبد العزيز ومن تأليف محمد أمين راضي وإخراج كريم العدل.
كانت بداية خلافات هذا العمل مع المخرج الذي قررت هي أن تتدخل في صميم عمله، بحذف مشاهد وإضافة أخرى والتدخل في شكل البرومو الرسمي للعمل، مما دفعه للانسحاب من العمل.
ثم جاء الخلاف الأشرس في دراما هذا العام وهو ما دار بين آيتن عامر وريهام حجاج، والذي انقسم على أثره الوسط الفني إلى نصفين، الأول مؤيدًا لآيتن عامر ويرى أنها المُعتدى على حقوقها بعد أن أعلنت عن حذف نصف مشاهدها من العمل، وإعادة مونتاج الحلقات، حتى لا تكون نجمة على حساب ريهام حجاج، التي يرى الكثير من الجمهور أنها عديمة الموهبة ولا تستحق دور البطولة.
والبعض الآخر أعلن تعاطفه مع ريهام حجاج، خاصة بعد المنشورات التي قامت بنشرها على حسابها واتهمت من خلالها آيتن عامر بافتعال المشكلات بأماكن التصوير ورغبتها في الحصول على أكبر من حقها بمساحة الدور وعدم التزامها بمواعيد العمل وغيرها من المشكلات، وهو ما نفاه المشاركون في العمل والفنانين عن آيتن عامر بالأساس. ورغم تصدر خلافات المسلسل مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الجمهور لم يهتم بمشاهدة المسلسل، كما فعلت العام الماضي.
سجال “لحم غزال”
ومن الأعمال الأخرى التي واجهت مشاكل مسلسل “لحم غزال“، الذي أعلنت بطلته غادة عبد الرازق أن النجمة شيرين عبدالوهاب هي من ستقوم بغناء التتر، لتخرج الأخيرة مُعلنة أنها رفضت الأمر، وبعد مفاوضات وسجالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الطرفين، قامت شيرين عبد الوهاب بغناء التتر ليمر الأمر بسلام ولم يستغرق أكثر من يومين.
https://www.youtube.com/watch?v=zDHFjfC21w8
أخطاء تحت ميكروسكوب الجمهور
مع اشتعال خلافات زملاء العمل الواحد، بدت بعض الأخطاء لم يتقبلها الجمهور، وكان منها موقف غادة عبد الرازق في مسلسل “لحم غزال”، والتي انتقد الجمهور عمليات التجميل التي ظهرت بها، والشعر المستعار غير اللائق على ما تقدمه. وكذلك الفنانة روجينا في مسلسل “بنت السلطان”، والتي وقعت في الأخطاء نفسها من شعر مستعار في مشاهد الحلقتين، مما أثار حنق الجمهور وقد يؤدي إلى العزوف بشكل تام عن العمل.
ورصد الجمهور أخطاءً بمسلسل “نسل الأغراب” الذي يشارك في بطولته كل من أمير كرارة وأحمد السقا، جاء بعضها في ملابس البطلات بالعمل والتي لم يتواجد حاليًا في أي من مدن الصعيد، بالإضافة إلى بعض الأداء المبتذل الذي ظهر على الشاشة وانتقده الجمهور بشكل لاذع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
وكذلك مسلسل “ملوك الجدعنة” الذي احتل التريند ليومين متتالين، والذي يقوم ببطولته مصطفى شعبان وعمرو سعد ومن إخراج أحمد خالد موسى، حيث انتقد الجمهور لغة الحوار التي وصفت بالمبتذلة بين الفنانين.
كما رصد البعض أخطاء، منها خطأ في بدلة أمين الشرطة، بالإضافة إلى الحلقة الأولى التي ظهر بها حسن الرداد كضيف شرف، والتي كان بها مشهد لعربية فيراري، ومن المفترض وجود مطاردة لنجد أن عداد العربية على حرف الp، مما يدل أن العربية متوقفة، بالرغم من أنهم في مطارد، فالفيراري لا تعمل.
الإنتاج هو السبب في سوء الحالة الفنية
ومع ازدياد الأخطاء في الأعمال الدرامية، قال الناقد الفني مصطفى الكيلاني، إن القائمين على العمل وشركات الإنتاج لم تراجع وتدقق الأعمال، وهو ما أدى إلى هذه الأخطاء في الأعمال الدرامية الحالية.
وأضاف الكيلاني في تصريح خاص لـ”مصر 360″، أن منظومة الإنتاج في مصر أصبحت “خربة”، بالإضافة إلى أن الفنانين اعتادوا معاملة أنهم “نجوم وأمرهم يُطاع مهما كانت التكلفة”، وكانت شركة جود نيوز هي أول من بدأت هذه البدعة.
وتابع: “طالما سيستمر الوضع هكذا سنجد مزيدًا من الأخطاء والكوارث في الأعمال الدرامية، فأغلب الصناع أصبحوا يعتمدون على حشو المسلسل وليس خروج منتج جيد للجمهور”.
وعن عدم اهتمام صناع الأعمال بانتقادات الجمهور، أشار إلى أنهم ينظرون للجمهور على أنهم”أغبياء”، وأنهم سيستطيعون جذبهم إلى ما يريدون من تريند.
أما عن تصدر المشكلات بين أبطال العمل الواحد، قال”الكيلاني”: “بعض من هذه المشكلات مقصودة لجذب الانتباه بالمسلسل، وأخرى هي مشكلات حقيقية، ولا يكمن الحديث عن هذه الخلافات لأنها أقرب إلى الردح”.
واختتم بأن “النجومية لا تصنع بالتريند أو بمحاولة النجم تلميع نفسه بكتابة لقب النجم أو الفنان على التتر، فكان هناك الكثير من النجوم أمثال نور الشريف و محمود عبد العزيز ولم يضعوا ألقابًا لأنفسهم”.