شهدت الأسابيع الماضية تدشين مبادرة دبلوماسية شعبية تحت اسم “مصر والسودان ايد واحدة “، لتطوير واستثمار العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلديم، على رأسها ملف سد النهضة التي تصطف فيه دولتا المنبع الآن في مواجهة دولة المصب إثيوبيا من أجل وضع اتفاق ملزم بآلية تشغيل السد.

وكشفت الإعلامية السودانية شادية الحصرى، منسقة المبادرة، أن المبادرة ليس لها طابع سياسي إذ تعتمد في المقام الأولى على تطوير طبيعة العلاقة بين البلدين على المستويات الثقافية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والرياضية.

الثقافة ركيزة أساسية

تتمثل الركائز الأساسية للمبادرة في بناء جسر ثقافي كمحور رئيسي من خلال تنظيم المهرجانات الثقافية المتنوعة، فضلا عن العمل على تقديم عروض مسرحية بهدف نشر الفنون المصرية والسودانية والدمج بينهما، وكذا تنظيم رحلات سياحية ثقافية للوجود المصري والسودانى.

التبادل الثقافي والأدبي هو العنصر الأساسي في المبادرة، إذ تعتمد على الإرث الثقافي وتشبع البلدين بالتوافق الشعبي بينهما، حيث تضم المبادرة بندا ينص على تنظيم معارض للكتاب المصري والسودانى والمنتج الأدبى، هذا إلى جانب العمل على تعزيز التعاون بين جهات النشر سواء في مصر أو السودان من أجل إصدار دوريات تعكس الثقافة المصرية و السودانية بأشكالها المختلفة من أدب ومسرح وموسيقى.

بنود المبادرة

وشملت المبادرة نحو 15 بندا، منها الارتقاء بصحة المواطن المصري والسودانى بكل جوانبها البدنية والنفسية والعقليه والاجتماعية، والعمل على زيادة التعاون بين البلدين في ملف الصحة. ولم تغب تبادل الخبرات في مجال حقوق الإنسان والعمل المدني والتطوعي عن بنود المبادرة التي اعتبرتها نقطة انطلاق لزيادة التعاون وتكليل العلاقة الجيدة والمتينة بحكم التاريخ بين الشعبين.

كما شملت المبادرة ضرورة العمل على زيادة الإسهام في ملف البيئة وكيفية حمايته، وكذا تشجيع المناسبات والمؤتمرات واللقاءات التي من شانها أن تؤدى إلى التلاحم وتقارب الشعبين ثقافيا ورياضيا وفنيا واقتصاديا، بجانب العمل على رفع القدرات للشعبين من خلال برامج التنمية البشرية باعتبارها دراسات ومجالات حديثة في الوطن العربي والأفريقى ولها رؤاها في مصر والسودان والعمل على توفير فرص التدريب وتبادل الخبرات تشكل واحدة من هموم “مبادرة مصر والسودان ايد واحدة”.

وكذلك لم يغب ملف التعليم عن بنود المبادرة، إذ أكدت على ضرورة أن يكون التعليم في كافة مراحله املختلفة بداية من مرحلة الروضة مرورا بمراحل التعليم الأساسي ومن ثم الثانوية انتهاء بالتعليم الجامعي.

ايد واحدة مبادرة سودانية للتقارب الشعبي مع مصر

فعاليات مستمرة

مع بداية العام، بدأت الإعلامية شادية الحصري، في تفعيل بنود المبادرة شيئا فشيئا، إذ أعدت عددا من الفعاليات داخل مصر منها (حملة بالتوب افتخر، صحتك تهمنا ، ليله سودانية في حب مصر، صالون مبدعين مصر والسودان فى دار الادباء، يوم الطفل العالمى، سينما الطفل، فاشون مصر والسودان، دورة الصحفى المميز).

وتقول الحصري عن تلك الفعاليات: هي بداية لتعاون مثمر بين مصر والسودان على المستوى الاجتماعي والثقافي ليتطور الامر ليصل إلى ملف التعليم والصحة وغيره من الملفات الهامة ذات الأهمية القصوى، لافتة إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد العديد من الفعاليات التي كان مخطط لها أن تزيد خلال العام الجاري إلا أن جائحة كورونا وقفت حائلا أمام تعظيم دور المبادرة إلا أنها في الوقت ذاته لم تعطل كافة الفعاليات.

وأضافت الحصري: “أقمنا احتفالية قلب واحد بمشاركة 3 دول أفريقية، كما شاركت المبادرة فى ملتقى الصداقة الشعبيه بالسودان بمشاركه 67 دولة حول العالم، فضلا عن تدشين المبادرة لدورة الأمن السيبرانى.

وتابعت: “هناك العديد من الخدمات التي تقدمها مبادرة “مصر والسودان ايد واحدة” سواء بدعم أبناء الشعب السوداني في مصر من خلال توفير فرص عمل أو المشاركة في إقامة حفلات زفاف جماعية وغيرها من الفعاليات التي يتم زيادتها يوما بعد آخر”.

واستطردت: “أتوقع أن يزيد التعاون ضمن إطار المبادرة خاصة أن هناك ترحاب شديد من كافة الجهات لإنجاح المبادرة وتعظيم دورها أكثر فأكثر”.

مبادرات أخرى على الطريق

“مصر والسودان ايد واحدة” ليست المبادرة الشعبية الوحيدة في الفترة الأخيرة، إذ شهد مطلع 2021 تدشين عدد من الكوادر والنخبة المصرية الذين يشغلون مناصب ومواقع مختلفة المبادرة الشعبية المصرية لدعم العلاقات بين مصر والسودان، وذلك في استجابة لتكوين لجنة مماثلة في “الخرطوم”، وجرى اختيار الدكتورة أماني الطويل منسقاً عاماً للمبادرة المصرية.

وقالت الطويل، في تصريحات صحفية، آنذاك، إن العلاقات الشعبية المصرية مع دولة السودان قد تضررت على مدار السنوات الماضية خلال فترة حكم النظام البائد، مضيفة أنه حان الوقت لتصحيح المفاهيم المغلوطة، والممارسات الخاطئة على المستويات غير الرسمية، مشيرة إلى ضرورة التفاعل الإيجابي الذي يؤسس شراكات جديدة تتواكب مع الوجدان الإيجابي والواقعي لشعوب وادي النيل.