أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، اعتقالها منتصر شلبي، منفذ عملية زعترة بعد مرور نحو 4 أيام على العملية للنوعية التي جرت أحداثها، عندما استقل “منتصر” سيارة خاصة وعمد إلى إطلاق النار تجاه جنود إسرائيليين بالقرب من حاجز زعترة في نابلس، ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجراح، فيما استطاع شلبي الفرار دون إلقاء القبض عليه من قبل قوات جيش الاحتلال.
من هو منفذ منتصر شلبي عملية حاجز الزعترة؟
حسب جهاز استخبارات قوات الاحتلال، فإن منفذ العملية هو منتصر شلبى صاحب الـ 44 عاما، رجل أعمال معروف من بلدة ترمسعيا بمحافظة رام الله والبيرة، يعيش منذ عدة سنوات فى الولايات المتحدة الأمريكية وفيها تحول حسب ادعاءات قوات الاحتلال إلى “التطرف”، فهو أب لسبعة أطفال، وعدد من Hبنائه ما زالوا يعيشون في الولايات المتحدة، ولا ينتمي بشكل تنظيمي إلى أي فصيل سياسي.
زعم جهاز الشاباك أنه خلال عمله في الولايات المتحدة الأمريكية تقرب من عناصر لحركة حماسK وهناك بدأ يتحول إلى الفكر المتطرف دون أن يخرط في أي عمل تنظيمي، في الوقت ذاته أكد جهاز الشاباك أن العملية تم تنفيذها دون الرجوع إلى قواعد حركة حماس ولكن تمت بشكل فردي بحت.
وأصيب منتصر شلبي بجروح نتيجة إطلاق النار عليه من جنود وحدة جڤعاتى أثناء محاولته الإنسحاب، وتم اعتقاله بواسطة وحدة “يمام” من مبنى مهجور فى بلدة سلواد شمال رام الله.
الاحتلال يهدد عائلة منتصر
لم تتوان قوات الاحتلال عن ترويع الفلسطينيين الآمنين في منازلهم، إذ عمدت في رحلة البحث عن منفذ عملية زعترة إلى اعتقال أفراد من عائلة شلبي، نجله أحمد، وكذا هددوا زوجته، أثناء مداهمة منزل العائلة في ترمسعيا، زاعمين أنهم سيقتلون رب البيت في حال لم يسلم نفسه.
وحسب زوجة منتصر في بيان مقتضب لوسائل إعلام فلسطينية، إن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل وهددوا بهدم المنزل وقتل زوجها وعدم رؤيتها لنجلها مرة آخرى قائلة: “عناصر الجيش الذين اعتقلو نجلي أحمد، هددوني بهدم المنزل، واحتجزونا في غرفة واحدة مع كلب، وأخضعونا للتحقيق لساعات طويلة في أجواء صعبة، وطرحوا علينا العديد من الأسئلة التي لم نكن نعرف عنها أية إجابات، وحاولوا الضغط علينا لانتزاع اعترافات ولو كانت كذبا فقط من أجل أن يلصقوا التهمة بزوجي”.
اقرأ أيضأ:
كيف تسبب “التيك توك” في شرارة انتفاضة جديدة في القدس؟
حماس تدخل على الخط
من جانبها خرجت حركة حماس في بيان رسمي تعلن دعمها لـ”منتصر شلبي” وأسرته وما يتعرضون له من انتهاكات ضد حقوق الإنسان ومرفوضة من قبل العالم أجمع.
وقالت حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم: “إن شلبي أحيا الأمل في نفوس وقلوب أبناء شعبنا الفلسطيني من جديد بعد كل هذا الاستهداف المزدوج لأهلنا في الضفة الغربية ورجالات المقاومة الباسلة من قبل العدو الصهيوني وفريق التنسيق الأمني”.
وأضاف برهوم أن التاريخ سيسجل المشهد البطولي والشجاع للبطل منتصر شلبي، ومشاهد جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا وأهلنا في القدس والشيخ جراح، ومشهد جريمة وعار فريق التنسيق الأمني الذي ساهم بالدرجة الأولى وبامتياز في كشف منفذ عملية زعترة ومكان تواجده واعتقاله.
وتابع أن عملية زعترة تأكيد أن كل محاولات الاستهداف المزدوج للمقاومة في الضفة الغربية وكي وعي الأجيال وتشويه المقاومين وملاحقتهم، لن يكتب لها النجاح، وإن ثورة الضفة العارمة وانفجارها في وجه الاحتلال الصهيوني ما هي إلا مسألة وقت”.
تخوفات إسرائيلية من التصعيد
في الوقت ذاته، يبدو أن العملية تتعدى كونها عملية فردية قام بها أحد أبناء فلسطين دون أن يملك خلفية تنظيمية، لكن في تعاظم شكل المقاومة واختلافها وتطورها.
وتوقع “أمير بوخبوط” المحلل العسكري لموقع “والا” العبري، أن يزداد التحدي خلال الأسابيع المقبلة، لافتا إلى أن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أن حركة حماس تخطط لزيادة التوتر والعمليات في الضفة المحتلة، بدءاً من يوم الجمعة القادم وهو الجمعة الأخيرة في شهر رمضان، محذرا من تصاعد الأحداث يوم الإثنين المقبل الذي يتزامن مع ذكرى احتلال القسم الشرقي من القدس وفي ظل الأحداث المتصاعدة التي تشهدها فلسطين سواء في غزة أو باب العامود في القدس أو قضية حي الشيخ جراح قد يكون الأمر أكثر توتراً من الأعوام الماضية.
ولفت بوخبوط إلى أن قائد لواء المركز في جيش الاحتلال حذر من تزامن عدة أحداث مع بعضها البعض، وأن ذلك قد يؤدي لتصعيد أمني وزيادة وتيرة أعمال المقاومة من الجانب الفلسطيني.
وتابع: “التوتر في المسجد الأقصى وباب العامود يؤثر بشكل مباشر على الضفة المحتلة، وكذلك شهر رمضان الذي عادة ما يشهد توتراً في الأوضاع الأمنية بالإضافة إلى الانتخابات الفلسطينية، كلها أحداث ستشهد حالة من التحرك والتوتر المتزايد على كافة الأطراف، مطالبا بضرورة التركيز والانتباه لكل يوم حتى تنتهي الأزمة”.