يبدو أن الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي أبى أن يفارق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز طويلًا. فإذا به يعود بعد موسم واحد من خسارته لصالح ليفربول العام الماضي ليسيطر من جديد على لقب الدوري الأقوى بالعالم.
المدرب الأصلع الشهير قدم واحدًا من أروع مواسمه رفقة الفريق السماوي وحسم اللقب قبل 3 جولات كاملة من انتهاء المسابقة. ليرفع السيتيزن بهذا التتويج عدد ألقابه إلى 7 منها 5 في حقبة البريميرليج التي انطلقت موسم 1992-1993.
نجح مان سيتي في حسم لقب البطولة عقب خسارة مانشستر يونايتد أقرب مطارديه أمام ليستر سيتي في الجولة الـ36. حيث خسر يونايتد أمام ليستر سيتي 1-2، ليتجمد رصيده عند 70 نقطة في المركز الثاني بجدول ترتيب الدوري. بفارق 10 نقاط عن السيتي المتصدر مع تبقي 3 مباريات لكل فريق على نهاية المسابقة، ليحسم السماوي اللقب رسميًا.
ورغم نجومية المدرب الشهير وتفوقه الفني والتكتيكي وفلسفته وأسلوبه في قيادة الفريق للبطولات. إلا أن هناك جنود مجهولة من اللاعبين بالسيتي ساهمت بشكل حاسم في تتويج النادي بالبريميرليج. نعرضهم مع أبرز أرقام الفريق القياسية في هذا الموسم الاستثنائي.
جنود مجهولة حسمت اللقب: إيدرسون
يمكن القول إن الموسم الحالي أفضل مواسم الحارس البرازيلي الدولي، رغم الانتكاسة التي عاشها ببدايته عندما تلقت شباكه 5 أهداف أمام ليستر. فحافظ على نظافة شباكه في 18 مباراة بالبريميرليج الموسم الحالي. بينما تلقت مرماه 25 هدفًا فقط، وارتكب خطأ واحدًا أدى لدخول هدف في مرماه.
وتصدى إيدرسون بـ60 محاولة ناجحة، لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لجوارديولا. هو تحسن تعامل الحارس البرازيلي مع الكرة خصوصًا عند تعرضه للضغط. وهو الذي يحمل في رصيده هذا الموسم تمريرة حاسمة واحدة.
ستونز ودياز:
لطالما كان جوارديولا معجبًا بطريقة لعب ستونز منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي قادما من إيفرتون. لكن المدافع الدولي الإنجليزي لم يتمكن حتى بداية الموسم الحالي من تثبيت قدميه في التشكيلة الأساسية. كذلك ارتكب ستونز مجموعة من الهفوات التي أضرت بمستقبله مع الفريق خلال المواسم الثلاثة الماضية. لكن كل شيء تغير فجأة مع قدوم البرتغالي روبن دياز الصيف الماضي.
جوارديولا وجد أن ستونز سيكون شريكًا أفضل لدياز من الفرنسي إيميريك لابورت، فأقحمه ضمن التشكيلة الأساسية. ليبلغ مجموعة المباريات التي خاضها بالدوري 20 مباراة. أحرز خلالها 4 أهداف، علما بأنه ساهم في نظافة شباك مانشستر سيتي في 13 مباراة. مع تألق لافت لدياز أفضل مدافعي البريميرليج هذا الموسم. كما ساهم كثيرًا في قلة أخطاء دفاع السيتي التي كلفته كثيرًا بالموسم المنقضي ونجح في زيادة صلابة الدفاع وتقويته بالشكل اللازم.
جواو كانسيلو:
إلى جانب جوندوجان والشاب فيل فودن، يعتبر الظهير البرتغالي أكثر اللاعبين تطورًا في المستوى هذا الموسم. إذ أصبح ورقة رابحة في يد جوارديولا خصوصًا عندما يريد من الظهير أداء دور هجومي أكبر. فلا يوجد على الطرفين من يمكنه تشكيل خطورة أكبر من كانسيلو الذي بدأ يتأقلم على طبيعة الكرة الإنجليزية.
رياض محرز:
نجم الجزائر والسيتي هذا العام استطاع تقديم مستوى كبير وأحرز عديد الأهداف الحاسمة ما جعله أحد النجوم اللامعة هذا الموسم.وكان أحد أهم العناصر الفاعلة في خط هجومه وعلى مستوى الأجنحة الهجومية.
تألق محرز هذا الموسم وأهدافه الحاسمة والمهمة في بعض المباريات حسمت نقاط عديدة للفريق، ساهمت فيما بعد بتتويج السماوي باللقب. بالإضافة لصعوده إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لمواجهة تشيلسي واقترابه من تحقيق الثنائية التاريخية للفريق.
أرقام قياسية تاريخية
شهدت النسخة الحالية من الدوري الإنجليزي تحقيق مانشستر سيتي عدة أرقام قياسية تاريخية. على رأسها أطول سلسلة انتصارات خارج الأرض في تاريخ الدوري الإنجليزي بواقع 11 مباراة. معادلًا إنجازه في عام 2017. كذلك أصبح السيتي هو أول فريق يحقق لقب الدوري الإنجليزي بعدما كان يحتل المرتبة الثامنة في فترة “الكريسماس”.
كما بات السماوي أول فريق في تاريخ البريميرليج يفوز في أول 13 مباراة متتالية من العام الميلادي. حيث بدأت تلك السلسلة بفوزه على تشيلسي (3-1) يوم 3 يناير الماضي. كذلك استمرت حتى انتصاره على ولفرهامبتون 4-1 في الثاني من مارس، وبالفوز في تلك المباراة وصل مانشستر سيتي إلى 19 لقاء متتالي دون خسارة في الدوري الإنجليزي. في أفضل سلسلة شهدتها البطولة خلال الموسم الحالي.
بفوزه على مضيفه أرسنال 1-0 في الجولة الـ25، بات مانشستر سيتي الفريق الوحيد في تاريخ الكرة الإنجليزية الذي فشل الفريق اللندني. في هز شباكه على ملعبه في 4 مباريات على التوالي في الدوري.
جدير بالذكر أن مانشستر سيتي هو الفريق الأكثر حصدًا للنقاط على ملعبه في الدوري الإنجليزي هذا الموسم برصيد 38 نقطة. وهو الأكثر فوزًا خارج أرضه هذا الموسم بواقع 13 مباراة.
ويملك السيتي أطول سلسلة انتصارات لفريق إنجليزي في القرن الحالي، بواقع 21 مباراة في كل المسابقات. إذ كانت كتيبة المدرب بيب جوارديولا فازت في 25 مباراة هذا الموسم في الدوري الإنجليزي. كما تعادلت في 5 مباريات وخسرت 5.
وسجل مانشستر سيتي 72 هدفًا في النسخة الحالية من الدوري الإنجليزي. ما يجعله صاحب أقوى خط هجوم وهو أيضًا صاحب أفضل دفاع باستقباله 26 هدفًا.