بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها على أهل فلسطين، برزت مواقف شعبية حول العالم داعمة للموقف الفلسطيني. وتنوعت تلك المواقف بين الحشد الجماهيري أو التعبير الفردي في مواقع ذات تأثير جماهيري، على غرار كرة القدم.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يقصف لليوم السابع على التوالي قطاع غزة. فيما ترد الفصائل بإطلاق عشرات الصواريخ تجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وكانت شرارة المواجهات قد اندلعت في القدس عقب قرار المحكمة المركزية طرد عائلات بلدة الشيخ جراح من منازلهم. وهو القرار الذي فجّر موجة احتجاجات فلسطينية في مدينة القدس قابلتها قوات الاحتلال بالقمع وسط اشتباكات مع متطرفين يهود.
بعدها أطلقت فصائل من قطاع غزة صواريخ على مواقع إسرائيلية، بعدما أمهلت قوات الاحتلال ساعات لوقف الانتهاكات لباحات المسجد الأقصى. ردًا على ذلك يواصل الاحتلال قصف مواقع في قطاع غزة.
تظاهرات حول العالم
ومع التفاعل الدولي للمشهد، برزت مواقف فردية وأخرى جماعية شعبية داعمة للحق الفلسطيني ومنددة بالجرائم الإسرائيلية. تمثلت المواقف الجماعية في احتجاجات بمناطق متفرقة حول العالم شملت ألمانيا فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا.
في ألمانيا، خرجت تظاهرات بآلاف وسط برلين وعدد من المدن الأخرى؛ دعمًا للشعب الفلسطيني وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي. وانضم آلاف المواطنين إلى الاحتجاجات استجابة لجمعية “صامدون”، رافعين علم فلسطين ولافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل.
كذلك تظاهر ما يزيد على 2500 شخص دعمًا للفلسطينيين في مسيرة وسط مدريد، مرددين هتافات “ليست حربًا.. إنها إبادة”. فيما حظرت الشرطة مظاهرة أخرى في فرانكفورت.
ونظم محتجون وقفة أمام السفارة الإسرائيلية في بولندا، رافعين علم فلسطين ولافتات كتب عليها “أوقفوا محرقة الفلسطينيين” و”القدس عاصمة فلسطين”. واحتشد الآلاف في العاصمة بروكسل بدعوة من فعاليات بلجيكية وعربية، وهتفوا لفلسطين ونددوا بالهجوم الإسرائيلي.
احتجاجات فرنسا ترفض الحظر
لكن فرنسا التي أظهرت موقفا داعما لإسرائيل، حظرت السلطات هناك أيّ تظاهرة داعمة لفلسطين. وأطلقت قوات الأمن الفرنسية خراطيم المياه؛ لتفريق احتجاج مؤيدة لفلسطين في العاصمة باريس.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد تعازيه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ضحايا سقطوا نتيجة قذائف أطلقت من غزة.
وخرجت مسيرات في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا مؤيدة للفلسطينيين، شارك فيها الآلاف، رافعين لافتات تُطالب بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة. وردد المتظاهرون هتافات تناشد إدارة الرئيس جو بايدن التوقف عن دعم الاحتلال الإسرائيلي.
في السياق نفسه، شهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد مظاهرات دعا لها رجل الدين مقتدى الصدر، نصرة للشعب الفلسطيني؛ وتنديدًا بالاعتداءات الإسرائيلية. كما جدّد مئات الأردنيين تظاهراتهم قرب حدود بلادهم مع فلسطين.
عمال ميناء ليفورنو في إيطاليا
الموقف اللافت عندما رفض عمال ميناء ليفورنو في إيطاليا تحميل أسلحة على متن سفينة متجهة إلى إسرائيل. وكانت السفينة تحمل حاويات أسلحة ومتفجرات في طريقها إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، بحسب وسائل إعلام إيطالية.
لاعبو كرة القدم
وبخلاف المواقف الجماعية السابقة، ظهرت مواقف فردية لعدد من الشخصيات الرياضية المؤثرة، منهم نجوم كرة القدم المصريين محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي ومحمد النني لاعب أرسنال، وبول بوجبا لاعب مانشستر يونايتد، ورياض محرز لاعب مانشستر سيتي.
موقف النني كان الأكثر جدلاً، وواجه حملة تطالب بإنهاء مسيرته الكروية مع النادي الإنجليزي. وبهذا الصدد، أفادت صحيفة “ميرور” البريطانية، بأن شركة “The lavazza group” للقهوة، والتي تُعد أحد رعاة أرسنال، خاطبت النادي اللندني بسبب دعم النني لقضية فلسطين.
واعتبرت الشركة أن “محتوى منشور اللاعب لا يتوافق مع قيم مجموعة لافاتزا ملتزمة تمامًا ضد العنصرية ومعاداة السامية”. جاء موقف الشركة بعدما شن تل عوفر، نائب مجلس بريطانيا للنواب اليهود، وهو من كبار مشجعي أرسنال، هجومًا حادًا على النني.
أما القطة الأكثر بروزًا، فجاءت أمس، عندما حمزة تشودري، لاعب ليستر سيتي، بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي عبر رفع علم فلسطين. واختار متوسط ميدان ليستر ذو الجنسية الإنجليزية، ينحدر من أصول هندية وجرينادية، أن يحتفل بلقب فريقه برفع العلم الفلسطيني.