رصدت مبادرة 1000 كاتب الجدل الذي رافق البرامج الرمضانية في الموسم المنقضي، وانتقال بعضها لساحات المحاكم. بالإضافة إلى التنوع الدرامي في الأعمال السياسية رغم ضعف الكوميديا والدراما الاجتماعية التي جاءت مقبولة. فضلا عن التزام الحملات الإعلانية بالضابط المهنية التي اخترقتها خلال الأعوام السابقة.
تقرير المبادرة يحلل الموسم الرمضاني 2021 على مستوى البرامج والإعلانات والدراما، من حيث المستوى الفني والرسائل المتبادلة.
ويشارك في الرصد عدد من شباب كلية الإعلام والخريجين ومتخصصين، بهدف المساهمة فى رفع الوعي والنهوض بمنظومة الإعلام المصري.
على مستوى البرامج، أوضح التقريرأن الجدل دار حول برامج المقالب، ومنها برنامج “رامز عقله طار” للفنان رامز جلال. وبرنامج “خمس نجوم”، الذي يقدمه الفنانون: غادة عادل، ومصطفى قمر، وكريم فهمي، ومحمد الشرنوبي، ونور.
ومن البرامج الحوارية التى أثارت الجدل برنامج “شيخ الحارة والجريئة” للمذيعة إيناس الدغيدي. وكذلك برنامج “العرافة” للإعلامية بسمة وهبة الذي يتبع نفس التيمة تقريبًا.
أزمات البرامج في المحاكم
ألقى التقرير لمحة على أزمات البرامج التي وصلت إلى ساحات المحاكم. بداية من برنامج “رامز عقله طار“، حيث أعلنت المطربة فيروز أركان، ابنة الفنان أركان فؤاد، مقاضاة الفنان رامز جلال، بعدما سخر من والدها، في إحدى حلقات برنامجه.
و”خمس نجوم” حيث أبدى الفنان مصطفى قمر استياءً كبيرًا من مشاركته في البرنامج. ولفت إلى عدم رضاه عن الشكل النهائي لـ”البرومو” الدعائي للبرنامج. وقال قمر خلال مقطع فيديو عبر انستغرام: “الأخوة المنتجين كنت فاكر إنهم هيلتزموا معايا باسمي وتاريخي، ودلوقتي بلجأ للحل القانوني والمحامي بتاعي بيعمل اللازم، وانتظروا اللي هيحصل”.
ولفت التقرير إلى مقاضاة المطرب الشعبي حسن شاكوش للإعلامية ريهام سعيد، بعدما هاجمته في برنامج “شيخ الحارة“. وذلك على خلفية خلافات شخصية سابقة بينهما اتهم كل منهما الآخر بالكذب.
بالإضافة إلى قضية المذيع العراقي نزار الفارس ضد المطرب المصري سعد الصغير. وذلك على خلفية تصريحات الأخير ببرنامج “العرافة”، عندما قال إنه تعرض لاحتيال في برنامج “مع الفارس” عبر قناة الرشيد العراقية. بعدها رفع المذيع العراقي دعوى قضائية ضد الصغير بتهمة تشويه صورته.
ورغم ذلك أشار التقرير إلى أن تجاوزات هذا العام في برامج رمضان أقل من المواسم السابقة. واختارت المبادرة برنامج “هدية الرئيس” الذي يقدمه الإعلامي طارق علام كـ”أفضل برنامج” للموسم الرمضاني 2021، وذلك لمدى تأثيره الإيجابي والإنساني.
تكلفة الإعلانات مقابل الجمهور
أشار التقرير إلى انقسام المحتوى الإعلاني لثلاث شرائح. الشريحة الأولى إعلانات المدن الجديدة والعقارات، وتلك حصلت على المساحة الأكبر فى الموسم الرمضاني المنقضي. يأتي بعدها الشريحة الثانية وهي إعلانات شركات الاتصال والعلامات التجارية الأخرى. وفي الأخير إعلانات التبرعات.
أوضح التقرير أن العقارات خلقت حالة تنافس فى طرح الحملات الإعلانية ذات التكلفة المرتفعة، مثل حملات زيد، وماونتن فيو.
وأشاد التقرير بالمستوى الفني للحملات والمساحات الزمنية، وعدد مرات العرض بين الفواصل التي كانت متقاربة. ولفت إلى عدم وجود أخطاء سواء لفظية أو فى الصورة الإخراجية.
ومع ذلك طرح التقرير تساؤلا حول نوعية الجمهور المستهدف ونسبته المحدودة، في ظل المنافسة والتكلفة المرتفعة وأجور النجوم لهذه الحملات. وأشار إلى أن الأمر يتجاوز ذلك إلى مجرد الظهور في الموسم الرمضاني.
ولذلك يواجه هذا النوع من الحملات موجه سخرية وأحيانا الغضب عند عرض المحتوى الإعلاني بصورة مكثفة بين فواصل الإعمال الدرامية.
أما الشريحة الثانية، وهي إعلانات شركات الاتصال والعلامات التجارية، فقد كانت مفاجأة الفنانة شريهان هي الأبرز. كما واجه الإعلان انتقادات بسبب مساحته الزمنية الكبيرة، فضلا عن الصورة الإخراجية للإعلان التي كانت فى حاجة إلى مراجعة .
ضوابط في المحتوى الإعلاني
وأوضح التقريرأن هذا العام يتميز عن الأعوام السابقة بوجود ضوابط في المحتوى الإعلاني. خاصة فى الحملات الإعلانية لشركة قطونيل، التي تم وقف حملاتها الإعلانية أكثر من مرة.
أما الشريحة الثالثة التي طالما وجهت بالانتقادات خلال المواسم السابقة، أوضح التقرير أن هذا العام اختلف كثيراً والتزم الجميع بالمهنية في طرح المحتوى الإعلاني. وذلك بعد الانتقادات حول اقتحام خصوصية بعض الحالات الإنسانية، والتصوير في أوضاع مخالفة للمعايير الخاصة بحقوق الإنسان. إضافة إلى ظهور بعض المرضى، أو المصابين بالحروق، وكان ذلك سبب غضب الجمهور والمطالبة بوقف الإعلانات.
تنوع درامي وضعف الكوميديا
وحول الأعمال الدرامية التي قسمها إلى سياسية واجتماعية وكوميدية، أشار التقرير إلى أن الموسم المنقضي يعد أفضل من المواسم السابقة. وذلك من حيث التنوع والإنتاج، فيما يخص الأعمال السياسية. أما الأعمال الدرامية الاجتماعية، أوضح أنها تنوعت ما بين المقبول والجيد والضعيف والسيئ.
واعتبر التحليل أن مسلسل “لعبة نيوتن”، يأتي في المقدمة من حيث توافر عناصر العمل الجيد، من تمثيل وإخراج. في حين اتهم البعض المسلسل بأنه يبث رسائل يمكن أن “تهدم القيم الاجتماعية”. والبعض الآخر اعتبر الأمر معالجة لبعض قضايا المجتمع الحرجة وطرحها للمناقشة، خاصة فكرة الطلاق الشفهي.
يأتي بعد ذلك مسلسل “الطاووس” ذات التكلفة الإنتاجية الأقل، مقارنة بـ”لعبة نيوتن”. ولفت التقرير إلى احتوائه على رسائل مباشرة وواضحة ذات بناء درامي مؤثر في قضية اجتماعية واضحة. وأشار إلى أن العمل وظفها بشكل جيد سواء فى الكتابة أو العناصر الفنية الأخرى، ولذلك تضاعف تفاعل الجمهور مع تصاعد الأحداث.
مسلسل “نجيب زاهي زركش”، المأخوذ عن مسرحية “جوازة طلياني”، وهو عمل ذو طابع خاص، محمل برؤى فلسفية عديدة، وفق التقرير. وناقش العمل مسألة الأجيال والطبقات الاجتماعية، وكيف يتعامل نجيب الغني العجوز الذي لم يغادر أسوار قصره مع الشباب، ومع العالم خارج القصر.
ورأى التقرير أن مسلسل “خلي بالك من زيزي” يندرج ضمن أفضل الأعمال الدرامية أيضًا. وقدم قضايا اجتماعية ونفسية مهمة بشكل فني جيد، ويحمل رسائل اجتماعية هامة. وجرى طرحها بشكل يفهمه الجميع دون تعقيد على المشاهد، أهمها الاهتمام بالأطفال.
صناعة الجدل من أجل “التريند”
ولفت التقرير إلى أعمال درامية أو نجوم بشكل خاص تعمدوا إثارة الجدل والسيطرة على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق التريند. وضرب مثالا بمسلسل “موسي” الذي يعتبر من أكثر الأعمال الدرامية هذا الموسم من حيث حجم الإنتاج.
أما مشهد تجسيد الفنان إسماعيل يس، فقد اعتبره التحليل أن ” جريمة فنية”. إضافة لمشهد الترويج لفكرة تجارة المخدرات ووضع اسم قطاع غزة وتشويه صورتها هو تجاوز آخر غير مبرر.
ولفت التحليل إلى أن مسلسل “نسل الأغراب” وهو الأسوء على الإطلاق على كل المستويات، رغم مزانية إنتاجه المرتفعة. وبعده مسلسل كوفيد 25، وموجه الانتقادات حول اقتباس مضمون الفكرة من أعمال أخرى. وكذلك “حرب أهلية” الذي جاءت درامته متداعية ودوافع الشخصيات غير مبررة، ويعاني من نفاد ذخيرته الدرامية وهبوط حاد في الخيال.
وفي مرتبة الأعمال المقبولة يأتي مسلسل “ضل راجل” و”بين السما والأرض” و”قصر النيل”، و”النمر”. وفي مرتبة الأعمال الضعيفة يأتي “وكل ما نفترق”، و”لحم غزال”، و”بنت السلطان”، و”اللى ملوش كبير”، و”ملوك الجدعنة”.
وأشار التقرير إلى أن الأعمال الكوميدية هذا العام تراجعت عن الأعوام السابقة، نظراً لتخوفات البعض من النقد والهجوم لضعف المحتوى المعروض والتركيز على فكرة الارتجال وضعف مستوى الكتابة.
وأضاف التحليل أن مسلسل “أحسن أب” هو عمل كوميدي مقبول وأفضل من أعمال الأعوام السابقة. أما مسلسل “فارس بلا جواز” فهو فكرة مكررة ومستهلكة فنيًا ولم يقدم أي جديد.