أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن حاجتها الماسة إلى 38 مليون دولار. وذلك لتغطية الاحتياجات الإنسانية للسكان المتضررين في غزة والضفة الغربية.
جاء ذلك في نداء عاجل، أطلقته الوكالة بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي في غزة، والذي بدأ قبل 10 أيام. واشتباكات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
“ضعوا أنفسكم مكان الشعب الفلسطيني”
من جانبه، قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن الفلسطينيين بحاجة فورية إلى “إرادة سياسية لوقف هذا الاعتداء على شعبنا”.
وقتل 227 فلسطينيًا في غزة بينهم 61 طفلاً و36 سيدة و16 مسنًا. وأكثر من 30 فلسطينيًا في القدس والضفة الغربية المحتلة، ونحو 4 آلاف إصابة بجراح. إضافة إلى تعرض 7 آلاف مبنى في غزة إما للأضرار أو التدمير بالكامل.
وتابع منصور، خلال اجتماع للمجموعة العربية في الأمم المتحدة: “ضعوا أنفسكم مكان الشعب الفلسطيني إذا كانت دولتكم محتلة، وصودرت أرضكم، وأقيمت مستوطنات غير شرعية، وكان أشخاص يعيشون في منازلهم مثل حي الشيخ جراح ويتعرضون للتهديد بالطرد من بيوتهم.. ماذا يجب أن يفعل الشعب الفلسطيني؟”.
ومن المقرر أن تعقد اليوم الجمعية العامة اجتماعًا طارئًا، لبحث الأوضاع في الأرض الفلسطينية المحتلة. في ضوء فشل مجلس الأمن في صياغة موقف توافقي، بحسب رئيس المجموعة العربية.
الاستجابة للاحتياجات الفورية
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الخميس، يهدف نداء الأونروا العاجل إلى الاستجابة للاحتياجات الفورية والتدخلات الطارئة في غزة.
وبحسب دوجاريك، تغطي الأنشطة استجابة طارئة أولية مدتها 30 يومًا من بدء التصعيد في 10 مايو. وستدعم ما يصل إلى50 ألف فرد يلتمسون الأمان في حوالي 50 ملجأ طوارئ محددًا.
وفيما يتعلق بالتمويل، نقل ستيفان دوجاريك عن منسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، قوله إن منسقة الأمم المتحدة الإنسانية في الميدان، لين هاستينغز، تأمل في إصدار 14 مليون دولار من الصندوق الإنساني للأرض الفلسطينية المحتلة. ودعا منسق الإغاثة في حالات الطوارئ الجهات المانحة إلى التعجيل بمساهمتها.
صدمة جراء الضحايا
وذكرت وكالة الأونروا أن الطلب على المساعدات الإنسانية في كل من غزة والضفة الغربية تفاقم؛ بسبب جائحة كوفيد-19.
وأعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، عن صدمته جرَّاء عدد المدنيين الذين قضوا والدمار الكبير الذي أصاب البنية التحتية. فضلاً عن الاستخدام المفرط للقوة خلال المواجهات التي دارت في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وقال: “الأونروا استجابت وبشكل فوري عبر تقديم الخدمات الإنسانية، ولكن نحتاج أيضًا إلى الدعم لرفع مستوى هذه الاستجابة لتتجاوب مع احتياجات السكان المتضررين.”
أولويات الاستجابة
ويحدد النداء العاجل أولويات الاستجابة الفورية للغذاء والدعم والصحي والنفسي والاجتماعي واحتياجات طارئة أخرى برزت بعد القصف الهائل على غزة.
كما سيتضمن النداء الدعم النفسي وإجراءات الحماية للفئات المتضررة خصوصًا الأطفال والنساء. وستقيّم الأونروا الاحتياجات التي ستبرز لاحقًا وستعيد تقييم استجابتها الطارئة ومتطلباتها المالية.
فتح ممرات إنسانية
وكانت الأونروا قد أصدرت بيانًا طالبت فيه إسرائيل بفتح ممرات إنسانية للوصول إلى المتضررين. وفي بيانها اليوم كررت الوكالة الأممية أيضًا دعوتها لتمكين الإمدادات الإنسانية وموظفيها من الوصول إلى غزة.
وقال المفوض العام لازاريني الذي ما زال ينتظر الموافقة الإسرائيلية العاجلة لدخول غزة: “لا يوجد أي سبب لمنع وصول هذه الإمدادات التي يؤدي غيابها إلى تدني مستوى الخدمات الملحة لأكثر الفئات تضررًا”.
وأكد المفوض العام أن “هناك حاجة ماسة لهدنة إنسانية لإدخال المساعدات لسكان غزة، ومن ضمنهم أولئك الذين اضطروا لترك بيوتهم.”
الاحتياجات الطارئة
ويشمل النداء أيضا مكونًا من الاحتياجات الطارئة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، في قطاعات الصحة والمأوى والتعليم والأمن والحماية، حيث ارتفعت الاحتياجات نتيجة تصاعد التوترات.
ووفق موجز مكتب الأوتشا في الأرض الفلسطينية المحتلة، “أغلقت السلطات الإسرائيلية معبر كرم أبو سالم بعد وقت قصير من فتحه بسبب إطلاق القذائف عليه من جانب الجماعات المسلحة الفلسطينية. ولم تدخل غزة سوى خمسة من 24 شاحنة محملة بالمواد الإنسانية، والتي كان مقررا دخولها يوم (الأربعاء)”.
توثيق الانتهاكات
وطالبت الأونروا، التي ترى أن التصعيد الحالي هو نتيجة فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى حل، الدعم للحفاظ على توفير الخدمات الصحية الأساسية والإسعافات الأولية الطارئة.
كما طالبت بتعزيز توفير الإسناد النفسي الاجتماعي بما في ذلك لأطفال المدارس. وتقديم معونات نقدية متعددة الأغراض للأسر اللاجئة المعرضة للمخاطر التي تعرضت ممتلكاتها لأضرار جراء المواجهات. وذلك لضمان قدرة موظفي الأونروا على الاستمرار في تقديم الخدمات بأمن وأمان للاجئين المعرضين للخطر والمحتاجين.
وأكدت وكالة الأونروا أنها – وبتفويض حماية واضح لما يزيد على 860 ألف لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية- “ستواصل توثيق الانتهاكات بحقهم والدعوة إلى حمايتهم وتعزيز حقوقهم.”
وفي هذا السياق، طالب المفوض العام لازاريني بأن “يتوقف القتال على الفور”. وأوضح أن “التصعيد في كافة أرجاء الأرض الفلسطينية المحتلة هو النتيجة المباشرة لفشل المجتمع الدولي في حل هذا الصراع، بما في ذلك إيجاد حل عادل ودائم للاجئي فلسطين”.