يمثل طرح شركة غزل المحلة لكرة القدم قبل أكتوبر المقبل، بالون اختبار لتطبيق قانون الرياضة الجديد. ذلك القانون الذي ينص على تحويل الأندية الشعبية إلى شركات وطرحها في سوق المال.
كما يقضي قانون الرياضة في مادته رقم 71 على اتخاذ الشركات التي تنشأ لمزاولة أعمال الخدمات الرياضية بأنواعها شكل الشركات المساهمة. مع جواز طرح أسهمها في اكتتاب عام وفقًا لأحكام قانون سوق رأس المال. كما يجوز قيد أسهمها ببورصة الأوراق المالية.
وشركة غزل المحلة ستكون أول شركة يتم طرحها عقب فصل نشاط كرة القدم الأكبر حجمًا كبداية لتحويل كرة القدم إلى نشاط رياضي استثماري.
وكانت شركة “المقاصة سبورت”، التابعة لشركة مصر المقاصة، والتي تملك مصنعًا للنجيلة الصناعية برأسمال 30 مليون جنيه. خاضت المراحل النهائية للطرح بالبورصة برأسمال 54 مليون جنيه. لكنها تراجعت عن الخطوة نهاية 2020.
ومن المقرر، أن يبلغ رأسمال شركة غزل المحلة لكرة القدم 200 مليون جنيه مبدئيًا متضمنًا قيمة حقوق الانتفاع. كذلك تملك غزل المحلة استادًا متعدد الاستخدامات يقع في مدينة المحلة الكبرى. كذلك يستضيف مباريات الفريق فقط بسعة 29 ألف متفرج. ويطلق البعض عليه ملعب الضباب لكونه محاط بأربعة مداخن عملاقة خاصة بشركة الغزل.
شركة غزل المحلة لكرة القدم.. مجالات جديدة لكيان عتيد
يمنح القانون للوزير المختص (الرياضة) إضافة مجالات أخرى تتصل بأعمال الخدمات الرياضية. وللهيئات الرياضية الخاضعة لأحكام هذا القانون وبموافقة الجهة الإدارية المركزية إنشاء شركات مساهمة. تسهم فيها الهيئة وأعضاؤها والمستثمرون. بينما تطرح أسهم هذه الشركات للجمهور وفقًا للقانون. كما يجوز قيدها بالبورصة المصرية، شريطة ألا يؤثر ذلك على نشاطها في الخدمات الرياضية.
ونفذت وزارة قطاع الأعمال العام خطة لتطوير النادي لكي يكون أكثر جاذبية وقت طرحه. من خلال تطوير المباني ودعم الفريق بلاعبين جدد وإعادة تقييم حقوق الانتفاع للشركة. إذ تشمل الاستاد و3 ملاعب والاسم التجاري. بهدف تحديد قيمة مساهمة شركة غزل المحلة وحصتها بالشركة الجديدة.
كما يولي وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق غزل المحلة عناية خاصة. كما قال في تدوينه على مواقع التواصل الاجتماعي ووعد اللاعبين بمستقبل أفضل بعد طرح الشركة الجديدة. وآخرها بعد فوز الفريق على الأهلي أخيرًا. وتهكم حينها على آراء لاعبين كرة القدم الكبار الذين توقعوا هبوط الفريق. الذي يتقاسم المرتبة السابعة حاليًا مع ناديي سيراميكا والاتحاد.
ووقع اختيار الوزير على شريف حبيب، رئيس نادي المقاولين العرب سابقًا، لتولي منصب رئيس مجلس إدارة غير تنفيذي للشركة. عقب استقالة مصطفى عبده، نجم النادي الأهلي السابق. واعتذاره عن عدم الاستمرار في مهمته كرئيس لشركة كرة القدم بالنادي بسبب تعارضها مع عمله بقناة النادي الأهلي.
يتولى بنك الاستثمار “برايم” تجهيز الشركة للطرح ويتوقع ألا تقل نسبة الأسهم المطروحة من الشركة الجديدة عن الثلثين. وسط توقعات من الوزارة أن يؤتي ثماره في ظل الأخبار الإيجابية الصادرة باستمرار من النادي. وآخرها الاستعانة بأكاديمية هولندية لتدخل تتولي وضع برنامج لتطوير البراعم و فرق الناشئين بدءًا من الموسم المقبل.
توجد في البورصة المصرية حاليًا شركات تنتظر بقوة المزيد من طروحات الشركات. خاصة “ثمار” المالية التي أسست شركة تابعة في الاستثمار الرياضي برأسمال 5 ملايين جنيه. وتفاوض حاليًا عدة نوادي لتأهيلها للتوافق مع متطلبات قانون الرياضة الجديد خاصة أندية مدن القناة.
إعلان شركة غزل المحلة لكرة القدم.. توقيت جيد
تقول المحللة المالية حنان رمسيس إن توقيت الطرح مثالي في ظل وجود قاعدة كبيرة من الشباب. حاليًا لديهم تطلع نحو الاستثمار في البورصة بعد الحملة الإعلانية الأخيرة التي تم تدشينها لتعريف الشباب الصغيرة بالسوق. كما أن الرياضة بالذات تمثل عنصر جذب لتلك الفئة الملمة كثيًرا بتطورات كرة القدم عالميًا.
تضيف رمسيس أن الطرح سيكون باكورة برنامج الطروحات الحكومية التي تعتزم الحكومة ضخها في البورصة المصرية. لتوفير تمويل منخفض التكلفة لشركات الحكومية لمنحها السيولة اللازمة لتطوير نشاطها. كما تفتح المجال أمام توفير المزيد من فرص العمل في قطاعات مديري الاستثمار ومسئولي الاتصال.
ترى رمسيس أن العائد سيكون أكبر حال طرح أندية أكبر حجمًا مثل الزمالك والأهلي ذوي الشعبية الكبيرة. اللذين بمجرد طرحهما سينقلان السوق المحلية لآفاق أخرى وسيجذبان آلاف المستثمرين. خاصة إذا ما تم تقليل قيمة السهم في الطرح لمنح الفرصة لأكبر عدد من الجماهير المساهمة فيه.
الطرح يوفر الكثير للنادي والجمهور
يوفر الطرح في البورصة للأندية مصادر دخل جديدة بعيدًا عن عقد الرعاية والبث الفضائي وعائد التذاكر التي تأثرت جميعها بأزمة كورونا. على عكس الأندية الأوروبية التي لديها مصادر دخل متنوعة. ويبقى الأمر مرهونًا بتوفير إدارات للشركات محترفة في الاستثمار المالي دون أن يكون لها علاقة كرة القدم فالفرق كبير بين الطرفين.
بينما يرى المحلل المالي محمد كمال أن طرح شركة غزل المحلة لكرة القدم ستمثل عنصر جذب كبير للمستثمرين الأجانب خاصة العرب. الشركة الأم حكومية وتعمل في الغزل وهو قطاع محبب كثيرا للمستثمر الخليجي.
كذلك يقول كمال إن الطروحات الحكومية القوية مثل شركة غزل المحلة للكرة تنقل السوق لمستويات أعلى. فيما يتعلق بأحجام وقيم التداول. كما تمثل فرصة لدخول قطاع جديد البورصة ممثلًا في كرة القدم ذات الشعبية الكبيرة محليًا.
ويمكن اعتبار شركة غزل المحلة الطرح الأول في مجال الرياضة. فرغم وجود شركة “نيوكاسل للاستثمار الرياضي” في بورصة النيل لكن الأخيرة معروفة بحجم تداولاتها المحدودة.