انتهى موسم الكرة العالمي الذي شهد تغييرات عدة، على مستوى المتعة الكروية وحضور الجماهير والجانب الاقتصادي والتسويقي. لكن أبرز تلك المتغيرات جاءت في أبطال الدوريات الكبرى باستثناء الدوري الألماني الذي احتفظ بايرن ميونيخ بلقبه. تغير بطل دوريات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا.
بعد عودة مان سيتي للظفر بلقب البريميرليج ثانية بعد فوز ليفربول العام الماضي. نجح أتلتيكو مدريد في مفاجأة الجميع وانتزع لقب الدوري من جاره العملاق الريال في آخر جولة. كذلك فجر ليل بالدوري الفرنسي أكبر المفاجآت عندما توّج بطلاً للمنافسة على حساب المارد سان جيرمان. ولم يختلف الحال كثيرًا في إيطاليا حيث توّج إنتر ميلان بأول لقب له في الدوري الإيطالي منذ عام 2010. كذلك أوقف هيمنة 9 سنوات متتالية ليوفنتوس على اللقب.
كيف فاز الإنتر بلقب الدوري؟
تتويج إنتر ميلان بلقب الكاتشيو جاء بعد هيمنة طويلة الأمد من يوفنتوس وصلت لـ9 سنوات. كانت هي الأكبر لفريق في أحد دوريات أوروبا الأربعة الكبرى تاريخيًا. وكانت هناك العديد من العوامل التي أدت لتتويج الإنتر باللقب. سواء المتعلقة بالفريق نفسه أو بالفرق الأخرى. بداية من نجاح أنطونيو كونتي مدرب النيراتزوري منذ توليه تدريب الفريق قبل عامين في ضم مجموعة مميزة من أفضل لاعبي العالم.
إنتر ضم البلجيكي روميلو لوكاكو، والدنماركي كريستيان إريكسن، والتشيلي أرتورو فيدال، والمغربي أشرف حكيمي. والصربي ألكسندر كولاروف والإيطالي ماتيو دارميان، والإنجليزي أشلي يونج. بالإضافة لوجود مهاجم مميز مثل الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز رفضت الإدارة التفريط فيه بسهولة.
وعانى إنتر ميلان في بداية الموسم من تخبط في النتائج تسبب في الخسارة ضد ميلان والتعادل مع بارما وأتالانتا. لكن هذا حدث قبل الخروج من مجموعات دوري أبطال أوروبا. إذ كان الخروج الأوروبي نقطة التحول لإنتر الذي تحسنت نتائجه بشكل لافت، فحقق عقب الخروج مباشرة 5 انتصارات متتالية. وبعدها نجح في الفوز 2-0 على يوفنتوس و3-0 على ميلان.
من العوامل الأخرى أيضًا عقلية أنطونيو كونتي مدرب الفريق المحفزة التي قادته من قبل للنجاح في يوفنتوس وتشيلسي في ظروف مماثلة. وكذا المرونة التكتيكية، التي جعلته يعيد إيفان بريسيتش وإريكسن لقائمة فريقه. ويستفيد منهما بشكل كان غائبًا في بداية الموسم.
عوامل أدت لخفوت نجم اليوفي
في الجهة المقابلة، فإن هناك أسبابا بالطبع لخسارة يوفنتوس للقب. أبرزها وأهمها الفشل التكتيكي للمدرب أندريا بيرلو وعدم قدرته على إدارة المباريات الكبرى. فالمدرب المخضرم زدينيك زيمان فسر خسارة البيانكونيري للقب لصالح إنتر قائلاً “من الصعب أن أتخيل أن يوفنتوس وميلان يتصارعان في اليوم الأخير على التأهل لدوري أبطال أوروبا. يوفنتوس لديه قائمة أفضل من أي فريق في الدوري، بما في ذلك إنتر”.
المدرب أندريا بيرلو من جانبه ليست له أي خبرة تدريبية سواء على مستوى فرق الشباب أو الفريق الأول. وملابسات قيادته للفريق كانت مثيرة للجدل. فهو قاد فريق 23 سنة لمدة 9 أيام ثم عين مدربًا لنجوم بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه.
موقع “سبورتس كيدا” الإنجليزي يرى أن ابتعاد اليوفي عن الطريقة البراجماتية التي كان يعتمد عليها مدربه الأسبق ماسيميليانو أليجري. خلال فترتي ماوريسيو ساري وبيرلو هي التي تسببت في متاعب للفريق في آخر عامين.
من الأسباب الأخرى أن الدوري الإيطالي لم يكن هو أولوية رفاق رونالدو. حيث إن اللاعب البرتغالي جاء قبل 3 سنوات من ريال مدريد لإحراز ذات الأذنين التي خسر اليوفي مباراتها النهائية 5 مرات منذ 1997.
أرقام مميزة صاحبت تتويج الإنتر المثالي
شهد الموسم الحالي استعادة فريق إنتر ميلان لقب الدوري الإيطالي بعد غياب 11 عاما، وبالتحديد منذ موسم 2009-2010. وكان النيراتزوري حسم لقب الدوري الإيطالي رسميا في الجولة 34 قبل 4 جولات من النهاية. عقب تعادل أتالانتا أقرب مطارديه مع ساسولو 1-1، ليستعيد البطولة الغائبة عن خزائنه ويتوج باللقب الـ19 له في المسابقة.
كذلك شهدت النسخة الحالية من الدوري الإيطالي تحقيق إنتر ميلان عدة أرقام مميزة. حيث إن هذا هو ثاني أعلى معدل نقاط في تاريخه، بعدما جمع 97 نقطة في موسم 2006-2007.
كذلك فإن هذه هي ثاني نسخة من الدوري الإيطالي تشهد فوز إنتر ميلان على كل منافسيه مرة واحدة على الأقل في موسم واحد. وبتسجيل 89 هدفًا. كذلك حقق فريق المدرب أنطونيو كونتي ثالث أفضل معدل تهديفي بعد موسمي 1949-1950 حين سجل 99 هدفًا. و1950-1951 عندما أحرز 107 أهداف.
جدير بالذكر أن الإنتر هو صاحب ثاني أفضل هجوم بعد أتالانتا الذي سجل 90 هدفًا، فيما يملك “الأفاعي” أفضل خط دفاع باستقباله 35 هدفًا.