يبدو أن كل الأمور تعاند نادي مانشستر سيتي ومدربه الإسباني الأشهر بيب جوارديولا في محاولاتهم المستمرة للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخ النادي الإنجليزي، وكذلك للمدرب الأصلع منذ خروجه منذ آخر تتويج له رفقة برشلونة عام 2011، حيث توج تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه مساء أمس السبت على حساب مان سيتي بفوز بهدف نظيف في المباراة النهائية في ملعب دراجاو بمدينة بورتو البرتغالية.
وربما يكون النادي اللندني قد احتل المركز الرابع في الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق 19 نقطة عن السيتي البطل، لكن هذا لم يفرق كثيرًا في نهائي دوري الأبطال دون من خلاله تفوقه الملحوظ بفوزه الثالث على فريق جوارديولا في ستة أسابيع ماضية، فلقد حطموا آمال مان سيتي في تحقيق ثلاثية محلية عندما فازوا عليهم في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في أبريل، ثم أخروا احتفالاتهم باللقب بالفوز عليهم بالدوري في ملعب الاتحاد وأخيرًا بنهائي بورتو للكأس ذات الأذنين.
لعنة توخيل لجوارديولا
واصل الألماني توماس توخيل مدرب البلوز تفوقه على نظيره الفيلسوف جوارديولا مدرب مانشستر سيتي، حيث حقق ثالث فوز على التوالي أمام نظيره الكتالوني خلال فترة قصيرة لم تتجاوز 42 يومًا.
وأصبح توخيل أول مدرب منافس يتغلب على جوارديولا ثلاث مرات في أقل من شهرين (منذ 17 إبريل حتى 29 مايو)، وكان يورجن كلوب مدرب ليفربول تفوق على جوارديولا 3 مرات في 3 أشهر عام 2018، وفعل أولي جونار سولسكاير مدرب مانشستر يونايتد الأمر نفسه في 4 أشهر بين ديسمبر 2019 ومارس 2020.
وأصبح الألماني أول مدرب يخوض نهائي دوري الأبطال في موسمين متتاليين مع فريقين مختلفين، حيث كان قد قاد فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي إلى نهائي الموسم الماضي ولكنه سقط في النهائي أمام بايرن ميونيخ الألماني.
وكان توخيل تولى تدريب تشيلسي في يناير الماضي، وترك أثرًا سريعًا في أداء ونتائج الفريق، ولعب دورًا بارزًا في قيادته إلى لقب دوري الأبطال هذا الموسم.
الفيلسوف يتحول لمنبوذ
سيتذكر الجميع نهائي دوري أبطال أوروبا في بورتو باعتباره فشلا لبيب جوارديولا بشكل أكبر عن نادي مان سيتي، بسبب عجزه عن الفوز بأهم بطولة قارية لـ10 أعوام متتالية وعدم قدرته على جلب اللقب للسيتي بعد خمسة مواسم في ملعب الاتحاد.
سيتذكر الجميع الملايين التي أنفقت من أجل استقدام نجوم من الطراز الثقيل، وستعقد المقارنات بين جوارديولا ومدربين آخرين، دون الالتفات إلى ما قاله في المؤتمر الصحفي ألا وهو التذكير بأن هذا الموسم كان استثنائيًا بالنسبة للسيتي.
صحافة إنجلترا تجلد السيتي وتحتفي بتشيلسي
سلطت الصحافة الإنجليزية الضوء على المباراة النهائية من دوري أبطال أوروبا، والتي جمعت بين فريقي مانشستر سيتي وتشيلسي الإنجليزيين، حيث انهالت الأقلام على جلد مان سيتي كثيرًا وانتقاده هو ومدربه بشدة بينا احتفت بتوخيل ولاعبي تشيلسي بشكل كبير، فبعد المباراة عنونت شبكة “سكاي سبورتس” البريطانية تقريرها عن اللقاء قائلة: “هل فكر جوارديولا بشكل زائد عن الحد مجدداً؟”.
وشدد التقرير على أن جوارديولا أخطأ في اختياراته لتشكيلة اللقاء، حيث لم يعتمد على لاعب الوسط البرازيلي فرناندينيو أو الإسباني رودريجو في تشكيلة لقاء تشيلسي، رغم أن أحدهما أو كليهما تواجد في التشكيلة في آخر 60 لقاء للسيتي.
وشدد التقرير على أن مواجهة تشيلسي في نهائي الأبطال انضمت لقائمة المواجهات التي فشل فيها بيب تكتيكيًا بدوري أبطال أوروبا، بعد مواجهات ليفربول الإنجليزي في 2018 وموناكو الفرنسي عام 2017، وتوتنهام هوتسبير الإنجليزي في 2019، ثم أولمبيك ليون في 2020.
أما هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، فكتبت في عنوانها: “هل عبث بيب جوارديولا كثيراً ضد تشيلسي؟”، وشدد التقرير على أن جوارديولا فاجأ الجميع بالتشكيلة التي خاض بها اللقاء، عبر استبعاد الثنائي رودريجو وفرناندينيو، والاعتماد على ثلاثي أكثر فاعلية هجومياً يتكون من كيفن دي بروين وإلكاي جوندوجان وبرناردو سيلفا، وتسبب ذلك في فشل سيتي في الهيمنة على منطقة وسط الملعب، بينما كانت الدفاعات مكشوفة للخصم وهو ما أدى لهدف تشيلسي الوحيد.
صحيفة “الصن” البريطانية، أكدت أن بيب وعبر أفكاره العبقرية أخطأ من خلال ترك الثنائي الأساسي في وسط الملعب رودريجو وفرناندينيو على مقاعد البدلاء، وقالت الصحيفة الشهيرة: “بيب تجاوز الخط المحفوف بالمخاطر بين العبقرية والجنون، وقرر أن نهائي دوري أبطال أوروبا هو الوقت المناسب لإجراء إحدى تجاربه المجنونة”، واختتمت تقريرها قائلة: “انتهى الأمر بالعالم الكيميائي لمانشستر سيتي باختراع قنبلة كريهة الرائحة، سيتي لعب بدون خط وسط دفاعي أو مهاجم”.