تستعد إثيوبيا لانتخابات برلمانية وطنية وإقليمية يوم الاثنين المقبل، يعتقد رئيس الوزراء آبي أحمد أنها ستكون أول انتخابات حرة ونزيهة في البلاد بعد عقود من الحكم القمعي.
لكن التصويت تأخر في 110 دوائر من أصل 547 بسبب صراعات عنيفة ومشكلات لوجستية. بالإضافة إلى مقاطعة بعض أحزاب المعارضة بسبب ما وصفوه بمضايقات لأعضائها. حيث يخوض أحد المرشحين الانتخابات من السجن.
بداية عصر آبي أحمد والانتخابات
آبي أحمد حضل على استحسان دولي وجائزة نوبل للسلام بسبب الإصلاحات الديمقراطية التي نفذها في بداية عهده. بالإضافة إلى إنهاء عقدين من القتال مع إريتريا المجاورة عندما تم تعيينه رئيسًا للتحالف الحاكم في إثيوبيا عام 2018. وفي غضون أشهر من توليه المنصب ألغى حظر أحزاب المعارضة. كذلك أطلق سراح عشرات الآلاف من السجناء السياسيين. كما اتخذ خطوات لفتح واحدة من آخر الأسواق غير المستغلة في أفريقيا.
لكن أحمد يواجه الآن ضغوطًا دولية متزايدة بسبب الحرب في منطقة تيجراي الشمالية واتهامات من جماعات حقوقية بأن حكومته تتراجع عن بعض الحرية التي وعدت بها.
وقال موقع “أول أفريكا” إن انتخابات الاثنين المقبل ستكون أول اختبار لحكومة آبي أحمد. الذي غرّد عبر تويتر قائلًا إنها ستكون “أول محاولة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة”.
وشابت اتهامات بتزوير الانتخابات السابقة في عام 2015، إذ فاز فيها الائتلاف الحاكم وحلفاؤه بكل مقعد برلماني.
وسجل نحو 37 مليونًا من أصل 109 ملايين شخص في إثيوبيا للإدلاء بأصواتهم. ورغم أن البعض سيتعين عليه الانتظار حتى جولة ثانية من التصويت في سبتمبر. لم يتم تحديد موعد للتصويت في تيجراي. حيث يقاتل الجيش الإثيوبي الحزب الحاكم السابق في المنطقة مع جبهة تحرير تيجراي الشعبية، منذ نوفمبر.
حزب الازدهار يخوض الانتخابات
لا يزال حزب الازدهار الذي يتزعمه آبي هو المرشح الأول في انتخابات يتنافس فيها 46 حزبًا على مقاعد برلمانية. بينما تنقسم المعارضة بين أحزاب أصغر، معظمها ذات قاعدة عرقية.
وكانت ميريرا جودينا، من عرقية الأورومو ورئيسة الكونجرس الفيدرالي لأورومو، داعمة في البداية لأجندة آبي الإصلاحية. لكنها قالت إن حزبها سيقاطع الانتخابات بعد أن أغلقت قوات الأمن الإقليمية 203 من مكاتبها في منطقة أوروميا خلال العام الماضي. بينما تركت 3 فقط مفتوحة.
بينما قالت ميريرا وهي سجينة سياسية سابقة، إن آلاف المعتقلين تبددت آمالهم في انتخابات حرة نزيهة ذات مصداقية.
بالإضافة إلى زعيم حزب “بالديراس من أجل ديمقراطية حقيقية”، الذي سُجن بتهم الإرهاب، وهو ما تنفيه الحكومة. بينما حُكم قضاة في مايو بأن إسكندر نيجا، وهو من عرقية الأمهرة، يمكنه الترشح للبرلمان أثناء سجنه.
قال بيرهانو نيجا، الذي يحاول حزبه “المواطنين الإثيوبيون من أجل العدالة الاجتماعية” (إزيما) تجاوز كتل السلطة العرقية. “لا أحد يتوقع أن يكون هذا مثاليًا بنسبة 100%. لكننا نعتقد أن هذا البلد يحتاج إلى بداية جديدة”. يقول نيجا.
أنشأ آبي أحمد حزب الازدهار عام 2019 من خلال توحيد 3 من أصل 4 أحزاب عرقية في الائتلاف الحاكم. بالإضافة إلى عدد من الأحزاب الإقليمية الأصغر ، في حزب وطني واحد.
شيطان معروف أفضل من ملاك مجهول
رفضت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي هيمنت على الائتلاف الحاكم لما يقرب من 3 عقود قبل تولي آبي السلطة. الانضمام لهذا الحزب. كما اتهمته بمركزية السلطة على حساب المناطق العرقية في إثيوبيا، وهو ما ينفيه.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات في أغسطس 2020. لكن آبي أرجأها بذريعة فيروس كورونا. بالإضافة إلى نزاعه مع مصر والسودان حول سد النهضة. كذلك أجرّت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي انتخابات في تيغراي. ما وضعها في مسار تصادمي مع الحكومة.
المدعي العام الإثيوبي قال الشهر الماضي إن أكثر من 50 جنديًا يحاكمون بتهمة اغتصاب أو قتل مدنيين في تيجراي. لكنه لم يذكر تفاصيل.
كما اندلع العنف في مناطق أخرى. حيث استغل سماسرة النفوذ العرقيون الانفتاح السياسي في عهد آبي لإظهار عضلاتهم. وقُتل المئات في اشتباكات على الحدود بين أوروميا وأمهرة، المنطقتان الأكثر اكتظاظًا بالسكان في إثيوبيا.
وقال أشبر أبونة، مهندس يبلغ من العمر 32 عامًا من أوروميا، إنه سيصوت لآبي على أي حال “لأن الشيطان المعروف أفضل من الملاك المجهول”.
ترجمة- وفاء عشري