ساهمت تدوينة لإحدى الفتيات في كشف عدد من الانتهاكات الجنسية بطلها هذه المرة مدرس من مدينة بنها، وكانت سببا في تعرضه للحبس بتهمة هتك عرض قاصرات.
بدأت الحكاية من سالي، التي كتبت في تدوينتها على “تويتر”: “لو تعرفوا مدرس متحرش مشهور جدا وذو سمعة طيبة جدا ومبطلش تحرش لحد دلوقتي ولسد بيدي أطفال بيتحرش بيهم، ضميري مأنبني إني أقول ده بس فكرة إن كل حد هو بيتحرش بيه معناها إني مشاركة فالذنب بصمتي”.
التدوينه التي نشرت في 22 يونيو الجاري، دفعت عدد من الفتيات للإفصاح عن ما جرى لهن في مراحلهن التعليمية المختلفة، وتحرك آخرين لتحرير محضر ضد المدرس الذي يدعى “م. ك” في قسم بنها.
سريعا، ألقت وزارة الداخلية القبض على المدرس، بعد تحرير محضر ضده حمل رقم 1044 لسنة 2021، بتهمة التحرش وهتك عرض قاصرات دخل إحدى المدارس في محافظة القليوبية أثناء شرح الحصص الدراسية.
وخلال استبيان طرحته سالي على مستخدمي “تويتر” عن فضح المدرس المتحرش أم التزامها الصمت، تفاجئت بأن نسبة 99% تؤيد كشف ممارساته
أعقب تلك التدوينة عدد كبير من الشهادات التي تلقتها “سالي” عبر حساباتها لتبدأ في نشرها واحدة تلو الأخرى.
من بين هذه الشهادات التي كشف عنها: “كنت صغيرة جدا في ابتدائي ومكنتش أعرف حاجه اسمها تحرش مكنتش فاهمه أي حاجه حرفيا، كان بيلمسني من كل حته وكنت كل ما أحاول أتهرب منه إني مقفش جمبه في الفصل كان هو بيقرب مني أو بيجبني جمبه”.
شهادات الفتيات.. “راجل بتاع ربنا”
وكشفت شهادات أخرى عن محاولة مواقعة المدرس لأحد الفتيات بتقبيلها. التي قامت بدورها بالشكوى لأهلها، إلا أنهم لم يصدقوا روايتها بزعم أنه “راجل بتاع ربنا” انطلاقا من تدويناته ورسائلة الدينية التي ينشرها على صفحته الشخصية على الفيس بوك.
تتذكر أخرى وقائع التحرش بها من المرحلة الابتدائية وتقول: “كنت باخد عنده درس في بيت صحبتي، على السفرة ومثلا ينادي على واحدة تيجي تقف جمبه ويصحح الواجب من كتابها أو يسبها تقرأ الواجب ويقوم حضنها بإيده أو يحسس عليها ويدخل أيده تحت التيشيرت”.
فتاة أخرى تعرضت للتحرش من نفس المدرس من خلال تقبيلها ومحاولته تحسس جسدها.
تشير دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال في مصر إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل. وهذه الدراسة أعدتها الدكتورة فاتن عبد الرحمن الطنباري. وهي أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس.
وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية، تشير الدراسة إلى أن نسبة 35% من الحوادث يكون الجاني فيها له صلة قرابة بالطفل الضحية. بينا في 65% من الحالات لا توجد بينهما صلة قرابة. وأن متوسط أعمار المتحرشين يتراوح بين 25 وإلى 30 عامًا.
المعتدون
وأظهرت دراسة أخرى أجرتها الدكتورة فضيلة محروس عام 2001 أن 90% من الاعتداءات الجسدية، و82% من الاعتداءات جنسية، حصلت في أماكن يفترض أن تكون آمنة للطفل. وبينت أن 77% من المعتدين أشخاصا يفترض أن يكونوا في موضع الثقة من الطفل.
وتنص عقوبة هتك العرض الذي يقع لمن هم أقل من 18 عامًا -وفق المادة (269) من قانون العقوبات- على: كل من هتك عرض صبى أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يعاقب بالسجن. وإذا كان سنه لم يجاوز اثنتي عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن نُص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات.
وتنص المادة 267 على أن من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد. ويُعاقب الفاعل بالإعدام إذا كانت المجنى عليها لم تبلغ سنها ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان الفاعل من أصول المجنى عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها أو ممن لهم سلطة عليها أو كان خادمًا بالأجر عندها أو عند من تقدم ذكرهم، أو تعدد الفاعلون للجريمة.
وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ثماني عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان مرتكبها أو أحد مرتكبيها ممن نُص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة (267) تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات. وإذا اجتمع هذان الظرفان معًا يُحكم بالسجن المؤبد.
.