لا يتصور أحد أن يكون فوز الأهلي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بملعب رادس في العاصمة التونسية أمام الترجي بهدف نظيف. يضمن له الصعود بشكل كبير إلى نهائي البطولة الأكبر للأندية داخل القارة السمراء. صحيح أن هذا الانتصار يضمن له أفضلية وأريحية كبيرة في لقاء العودة باستاد السلام بالقاهرة. لكنه قد يكون بمثابة اللغم أو الفخ للنادي الأحمر العريض. قد يؤدي في النهاية إذا لم يتفادى بعض الأمور إلى كابوس مؤلم للفريق وكل جماهيره.
فنادي الترجي يأتي إلى القاهرة بغاية واحدة فقط وهي التعويض والفوز ولا شيئ غير ذلك. إذ يريد تعويض جماهيره عن خسارة الذهاب. كذلك يصعد لنهائي البطولة بعد غياب النسخة الماضية التي شهدت تتويج المارد الأحمر باللقب التاسع في تاريخه على حساب غريمه التقليدي الزمالك.
وربما هناك ألغام كروية قد تخيف الأهلي وجماهيره في مواجهة الإياب. وبكل تأكيد عمل المدرب الجنوب أفريقي مع لاعبيه على ذلك. وحذرهم منها جميعًا حتى يضمنوا التأهل لنهائي الدار البيضاء بسلام. في التقرير التالي نعرض أهم تلك الألغام الكروية..
ريمونتادا تونسية وهيبة الترجي
بلا شك، أدرك معين الشعباني مدرب الترجي كل أخطائه في مباراة الذهاب والتي أدت إلى خسارة الفريق بهدف محمد شريف. كما سيعمل جاهدًا على إحراج الأهلي في أرضه ورد الصفعة له من خلال تكتيك وطريقة لعب تضرب أسلوب موسيماني في مقتل وتربك حساباته. كذلك يلعب أكثر على نقاط ضعف الفريق الأحمر وفقًا لما شاهده وعاينه على أرض الواقع في مباراة رادس التي استطاع المدرب الجنوب أفريقي مباغتته بها خططيًا ونجح في الخروج فائزًا خارج الديار.
كما أن لاعبي الترجي يبحثون عن ترضية جماهيرهم ورد الاعتبار عما حدث في لقاء الذهاب على ملعبهم. فسيكونون على أتم الجاهزية وأهبة الاستعداد الفني والبدني والمعنوي للتعويض بالقاهرة والثأر من هزيمة الفريق الأحمر. وبالتالي فالمدرب واللاعبين جاهزون تمامًا على كافة الأصعدة للانتقام الكروي ولديهم دوافع عديدة لذلك. وليس لديهم ما يخشوه ومن ثَم تكون كرة اللهب ملقاة في ملعب لاعبي الأهلي لأنهم سيواجهون خصمًا مختلفًا تمامًا عن منافس لقاء الذهاب.
وبدوره، تمكن الشعباني وجهاز الترجي من تحضير الفريق معنويًا وشحنه بشكل كبير لمثل هذه التحديات. وهنا تكمن الصعوبة الأخرى بخلاف الجاهزية الفنية والبدنية وهي الروح القتالية والتي يعرف بها فرق ولاعبي شمال أفريقيا جيدًا. إذ تشكل خطرًا حقيقيًا على الأهلي خاصة وأن نتيجة الذهاب ليست كبيرة وممكن تعويضها بهدف واحد فقط. وهو ما يصعب مأمورية الأهلي ونجومه أكثر وليس العكس.
غياب الجماهير الحمراء
بعد قرار الأمن المصري منع دخول جماهير لهذه القمة المرتقبة على عكس ما حدث في ملعب رادس. إذ دخل أكثر من 10 آلاف مشجع دعموا وساندوا فريقهم من المدرجات. كذلك شكلوا عبئًا على لاعبي الفريق الأحمر، الذي تعامل مع هذا الضغط بخبرة كبيرة أحبطت كل محاولات الجماهير لاستفزازهم وإخراجهم عن أجواء المباراة.
لكن غياب جماهير الأهلي خاصة وأن لها مفعول السحر وتأثير كبير على فريقها ولاعبيها في مثل هذه التحديات. يجعل اللقاء مخيفًا بعض الشيء لأن الترجي سيلعب بدون ضغوط جماهيرية وبأريحية كبيرة عكس وجود جماهير تملأ المدرجات من عشاق ومحبي الشياطين الحمر. الأمر الذي قد ينقلب عكسًا على لاعبي الأهلي ويكون في صالح الخصم الباحث عن التعويض بكل شراسة.
وهنا يجب أن يحذر الجهاز الفني للأهلي اللاعبين جيدًا ويطالبهم بالتركيز الشديد طوال الـ90 دقيقة حتى لا يعطي للخصم فرصة إحراز أي هدف. مستغلاً خطأ ساذج أو لحظة غفوة و”سرحان” من لاعبي الأهلي. في ظل غياب الجماهير واللعب في ملعب خاوي من المشجعين والداعمين.
تجارب سابقة مؤلمة
يجب على الأهلي ولاعبيه التعلم من تجارب سابقة تشبه هذه المباراة والأحداث بالضبط. عندما حقق نتيجة إيجابية خارج الديار ثم تلقى صدمة كبيرة ومؤلمة بمباراة العودة كلفته الخروج من بطولة أفريقيا الأهم. وتكون عبرة لهم حتى لا تتكرر في مباراة الترجي الحاسمة والفاصلة في رحلة الفوز بالبطولة العاشرة الحلم في تشامبيونز ليج القارة السمراء.
كان أبرز تلك التجارب وأكثرها ألمًا نهائي دوري الأبطال عام 2007 أمام النجم الساحلي التونسي على استاد القاهرة والخسارة بثلاثية مقابل هدف. بعدما كان متعادلاً سلبيًا في الذهاب بتونس. وفقدان اللقب بعد انتصاره عامين متتالين، وأيضًا نهائي البطولة أمام الترجي قبل 3 أعوام ولكن كانت القصة معكوسة عندما فاز الأهلي ذهابًا بالقاهرة بثلاثية لهدف. ثم خسر الإياب في تونس بثلاثية نظيفة وخسر اللقب.
أما في مرحلة المجموعات حدثت أكثر من مناسبة فخسر من أورلاندو بيراتس بثلاثية نظيفة في الجونة عام 2013. ومن المريخ السوداني في الخرطوم إيابًا عام 2002 وبترو أتليتكو الأنجولي 4-2 في القاهرة عام 2001.