قدمت بطولة كأس الأمم الأوروبية مساء أمس الإثنين واحدًا من أمتع أيامها كرويًا وإثارة عبر تاريخ اليورو العريق. وشهد أمس مباراتين قويتين من حيث الأداء والأهداف والسيناريوهات المثيرة وربما المجنونة، انتهتى بمفاجأة سقوط بطل العالم المنتخب الفرنسي أمام نظيره السويسري.
خسارة بطل كأس العالم الأخير ووصيف اليورو الأخير كذلك، جاءت بشكل دراماتيكي بعد اللجوء لركلات الترجيح. وبذلك تصبح ثاني مفاجآت البطولة بعد يوم واحد من خروج حامل اللقب البرتغال أمام بلجيكا بهدف نظيف.
وسبق تلك المباراة نجاة منتخب إسبانيا بطل كأس الأمم قبل الماضية من تلك المقصلة عندما فاز بشق الأنفس في الأشواط الإضافية على منتخب كرواتيا العنيد بنتيجة 5-3 بعد نهاية الوقت الأصلي بثلاثية لكل فريق.
هذا اليوم الكروي المثير شهد ظواهر جديدة وأرقام مميزة وسيناريوهات مجنونة بالمباراتين. جعلت الجميع يجلس أمام التلفاز لمشاهدة المباريات عن كثب دون إضاعة أي دقيقة منها بشغف عشاق الساحرة المستديرة حول العالم.
نستعرض لكم أبرز ما جاء في هذا اليوم الكروي الممتع بكأس أمم أوروبا في الآتي.
غزارة تهديفية غير مسبوقة وأرقام مميزة
بحصيلة بلغت 14 هدفًا في مباراتين فقط، أصبح هذا هو ثاني أكثر يوم يشهد أهدافًا في بطولة يورو 2020. والتي انطلقت في 11 يونيو الحالي، إذ كان أكثر الأيام التهديفية هو اليوم الأخير من الجولة الثالثة. وذلك حين جرى تسجيل 18 هدفًا، موزعين على 4 مباريات.
ولكن هذا اليوم ينفرد بالرقم القياسي لأكثر يوم شهد أهدافًا بمباريات أقل، حيث لعبت مباراتين فقط. وشهدت الأولى 8 أهداف كاملة والثانية 6 أهداف، قبل الاحتكام لركلات الترجيح في النهاية لتحديد المتأهل. والتي أضاع من خلالها كيليان مبابي نجم الديوك وباريس سان جيرمان الركلة الحاسمة للزرق.
والمفارقة أن الطرفين المتأهلين “إسبانيا – سويسرا” سيلتقيان في الدور ربع النهائي يوم الجمعة المقبل، في ملعب سان بطرسبورج بروسيا.
فيما باتت مباراة إسبانيا وكرواتيا ثاني أكثر مباراة في تاريخ أمم أوروبا تشهد أهدافًا، بواقع 8 أهداف. حيث يعد انتصار يوغوسلافيا على فرنسا في نصف نهائي النسخة الأولى عام 1960 بنتيجة 5-4، هو الأكبر من حيث عدد الأهداف المسجلة في مباراة واحدة بالبطولة.
كذلك أصبح منتخب إسبانيا أول فريق في تاريخ أمم أوروبا يسجل 5 أهداف في مباراتين متتاليتين بالبطولة. حيث أحرز نفس عدد الأهداف خلال انتصاره بخماسية دون رد على سلوفاكيا في ختام دور المجموعات.
وأصبح ألفارو موراتا الذي سجل هدف إسبانيا الرابع في المباراة، الهداف التاريخي لـ”لاروخا” في البطولة. وذلك بواقع 5 أهداف متساويًا مع فرناندو توريس. وشهد اللقاء أيضًا أول هدف يسجله المدافع المخضرم سيزار أزبيليكويتا في تاريخه مع إسبانيا، بعمر 31 عامًا و304 أيام.
وبات بيدري لاعب إسبانيا الشاب، أصغر لاعب يشارك أساسيًا في تاريخ المراحل الإقصائية ببطولة أمم أوروبا. وذلك عن عمر 18 عامًا و 215 يومًا؛ محطمًا الرقم المسجل باسم الإنجليزي واين روني، في يورو 2004 بـ18 عامًا و 244 يومًا.
اللاعب نفسه، بات الأول في تاريخ منتخب بلاده الذي يسجل هدفًا عكسيًا خلال منافسات كأس أمم أوروبا. علمًا بأن الهدف في البداية احتسب على زميله الحارس أوناي سيمون. وأصبحت كرواتيا أصبح أول فريق يسجل 3 أهداف في شباك إسبانيا منذ هزيمة الأخيرة أمام فرنسا 1-3 بكأس العالم 2006.
إسبانيا تنجو بأعجوبة
كان يوم الإثنين مجنونًا بمعنى الكلمة في مباريات بطولة اليورو 2020. إذ إن منتخب إسبانيا ظل متقدمًا بنتيجة 3-2 قبل أن يباغته منتخب كرواتيا بهدف التعادل في الدقيقة 92. ليلجأ المنتخبان إلى الوقت الإضافي الذي شهد تسجيل “لاروخا” هدفين حسم بهما بطاقة الصعود.
المباراة شهدت عدة سيناريوهات وتقلبات مثيرة. إذ افتتح المنتخب الكرواتي التسجيل عن طريق هدف ذاتي سجله بيدري في مرماه. وذلك قبل أن يرد الإسبان بثلاثية سجلها بابلو سارابيا وسيزار أزبيليكويتا وفيران توريس.
بعد ذلك أحرزت كرواتيا هدفين عن طريق ميسلاف أورشيتش وماريو باساليتش. قبل أن يسجل ألفارو موراتا وميكيل أويرزابال ثنائية “لاروخا” في الشوط الإضافي الأول.
بطل العالم يترنح ويسقط
كذلك، فإن منتخب سويسرا فرض التعادل على نظيره الفرنسي بهدف قاتل في الدقيقة 90 لتصبح النتيجة 3-3 في الوقت الأصلي. في سيناريو لا يقل إثارة عما حدث في مباراة إسبانيا وكرواتيا.
وافتتح المنتخب السويسري التسجيل عن طريق هاريس سيفيروفيتش، وجاء الرد بثلاثية فرنسية من توقيع كريم بنزيما (هدفين) وبول بوجبا. قبل أن يضيف سيفيروفيتش هدفًا ثانيًا له ولفريقه، ثم أحرز ماريو جافرانوفيتش هدف التعادل القاتل. كما أهدر منتخب سويسرا ركلة جزاء في الشوط الثاني بعدما تصدى الحارس هوجو لوريس لتسديدة ريكاردو رودريجيز.
وفي الركلات الترجيحية، استفاد منتخب سويسرا من تسجيل كافة ركلاته الـ5 بنجاح. فيما أهدر كيليان مبابي الركلة الأخيرة لمنتخب فرنسا ليحصد فريق المدرب فلاديمير بيتكوفيتش بطاقة التأهل إلى ربع النهائي. وذلك للمرة الأولى في بطولة كبرى منذ كأس العالم 1954.