شهد البرلمان التونسي واقعة عنف من جانب أحد الأعضاء المقربين من حزب النهضة الإسلامي على النائبة المثيرة للجدل عبير موسى. ما تسبب في حالة من الصدمة والجدل على مواقع التواصل الاجتماعي والمنظمات والأحزاب السياسية.
وكان النائب المستقل في البرلمان التونسي الصبحى صمارة المقرب من حركة النهضة، اعتدى بالضرب على زميلته رئيس كتلة الحزب الدستورى الحر النائبة عبير موسي. ما تسبب في حالة من الغضب والفوضى تحت قبة مجلس نواب التونسى.
ويبرز مقطع فيديو النائب، صمارة وهو يصفع عبير موسى لأكثر من مرة قبل أن يتدخل عدد من النواب التونسيين ويحاولون توقيفه. كما دخل طبيب المجلس لإسعاف النائبة.
النائب الصبحى صمارة نائب مستقل، سبق أن كان ضمن ائتلاف “الكرامة” المقرب من حركة النهضة الإخوانية والداعم للحكومة التونسية قبل إعلانه استقالته منه فى سبتمبر من العام الماضي.
وفي الصباح من اليوم ذاته نشبت مشادة كلامية بين نواب من “ائتلاف الكرامة” والنائبة عبير موسي في البرلمان التونسي في حضور وزيرة المرأة, ولوح رئيس كتلة ائتلاف الكرامة سيف الدين مخلوف، بعملات نقدية في وجه عبير موسى، قائلاً: “أنتِ تتباع وتتشرى كيف الغنم” وانضم إلى المشادة النائب العفاس الذي وصف موسي بـ”الرخيصة”، فيما وجه لها نائب آخر قبلات في الهواء ، الأمر الذي اعتبرته موسى تحرشًا بالمحصنات”.
كما نشرت النائبة التونسية، مقطع فيديو للواقعة عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”.
ويسيطر التوتر على أعمال البرلمان بسبب اعتصام نواب الحزب الدستوري الحر احتجاجًا على تمرير اتفاقية تسمح بفتح مقر لصندوق قطر للتنمية بتونس وتعطيلهم أكثر من مرة الجلسات العامة.
إدانات واسعة للاعتداء على عبير موسى
من جانبها، قالت النائبة في تدوينة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” : “هذا وجههم الحقيقي..عنف.. احتقار للمرأة.. قذف المحصنات.. تغول.. مغالبة”.
في المقابل، دانت الحكومة التونسية الاعتداء الذي تعرضت له رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي تحت قبة البرلمان.
وأكدت الحكومة أن العنف اللفظي والمادي مرفوض مهما كانت أسبابه ومهما كان مصدره، داعية للابتعاد عن هذه الممارسات.
واعتبر نشطاء، وسياسيون أن الحادثة يمكن وصفها بالعنف ضد المرأة داخل البرلمان، تحت مرأى وزيرة المرأة بينما كانت النائبة الأولى لرئيس البرلمان سميرة الشواشي هي من تدير الجلسة.
فيما طالبت القاضية والناشطة كلثوم كنو التي ترشحت للانتخابات الرئاسية في 2019 بإيقاف الصحبي صمارة لثبوت اعتدائه على زميلته.
دعوات لمحاسبة صمارة
وقالت النائبة سامية عبو عن الكتلة الديمقراطية: ما حدث اليوم في البرلمان من عنف مادي واعتداء همجي من النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسي فضيحة وعار ولا يجب أن يمر دون عقاب لمرتكبيه.
وأضافت سامية عبو التي كانت أيضا ضحية أعمال عنف سابقة في البرلمان “الحصانة لا تعطي للنائب مرتبة فوق القانون”.
ولم يصدر تعليق على الفور من النائب الصحبي صمارة الذي ترشح للبرلمان في قائمة مستقلة ولكنه انتمى لكتلة “ائتلاف الكرامة” المحسوبة على اليمين الديني قبل أن يستقيل منها.
وقال مساعد رئيس البرلمان المكلف بالإعلام، ماهر مذيوب، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي ندد بأشد عبارات الاستهجان بأي اعتداء على المرأة التونسية وعلى المرأة عموما.
وأضاف مذيوب: الغنوشي وصف ما قام به النائب الصحبي سمارة ضد النائبة عبير موسي بالمشين والمدان وبأنه لا يقبل أي تأويل.
وقبيل واقعة الاعتداء الثانية، قالت عبير موسى في مقابلة تلفزيونية، إن رئيس البرلمان راشد الغنوشي جند أشخاصا لمنعي من دخول البرلمان التونسي، ووصفته برأس الأفعى. كما أبدت تصميمها على مواصلة عملها رغم الاعتداء عليها في البرلمان، مؤكدة أن الغنوشي يحرك خيوط اللعبة في تونس.
واتهمت موسى القضاء التونسي بالتقاعس، قائلة، إنه لا يحرك ساكنا بشأن واقعة الاعتداء عليها، مضيفة أن تونس أصبحت رسميا دولة راعية للإرهاب والعنف.
ولفتت موسى إلى أن زعيم حركة النهضة يستغل الوضع الوبائي، موضحة أن الوضع الوبائي في تونس صعب للغاية ما يمنع الشعب من النزول إلى الشوارع.
وكانت النائبة موسى اتهمت لأكثر من مرة في وقت مناسب، رئيس البرلمان الغنوشي، بتسهيل عملية اغتيالها بطريقة أو أخرى، وأضافت عبير موسى أن رئيس البرلمان أعطى تعليمات بعدم دخول المرافقة الأمنية معها إلى قاعة البرلمان، وأن هذا الإجراء يستهدف أن تكون بمعزل عن الحراسة الأمنية، “ما يعني تسهيل أى عملية اعتداء وتصفيتى جسديا”، وفق قولها.
عبير موسى المحسوبة على الإمارات
من المعروف عن موسى أنها من مناهضي حزب النهضة، ولكنها في الوقت نفسه لا تحسب على الثوار، حيث أنها ابنة حزب “التجمع الدستوري” المنحل الذي يرجع إلى الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وتؤكد عبير موسى دومًا أمام مؤيديها أنها لن تعترف «بثورة 14 يناير 2011، وأن الدساترة عائدون بقوة للساحة السياسية لإنقاذ البلاد من الإرهاب، وأنها لا تعترف بالدستور المنبثق عن المجلس التأسيسي، وأن حزبها بصدد إعداد دستور مغاير».
وتستغل عبير الظروف الاقتصادية المتردية في البلاد لطرح خطاب الثورة المضادة، بشكل شعبوي يجذب بعض الجمهور إليها، كما أنها متهمة بالتعاون مع النظام الاماراتي، الذي يعادي الثورة التونسية من جهة، وحزب النهضة الذي يرجع لجماعة الاخوان المسلمين من جهة أخرى.
وكان الحزب الذي ترأسه موسى قد عقد في 2019 ندوة صحفية، توسط حضورها السفير الإماراتي بتونس، راشد محمد جمعة المنصوري، وهو اللقاء الذي أحدث جدلا واسعا إذ أن حضور السفير لندوة صحافية عمومية لحزب هو مخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية، وثانيهما أن من استضاف السفير هي رئيسة الحزب التي طالما هاجمت «حزب حركة النهضة»، متهمةً إياها “بالعلاقات المشبوهة مع دول أجنبية”.
كما ورد اسم موسى في وثيقة سرية كشفت عن سعى الإمارات لإعادة رموز نظام المخلوع زين العابدين بن علي إلى الواجهة ـ في المشهد التونسي ضمن خطة كاملة تقودها جهات معادية لثورات الربيع العربي؛ لضرب المسار الانتقالي في تونس.
واقعة عبير موسى.. العنف ضد المرأة
بمعزل عن الاختلاف حول نوايا عبير السياسية، فإن حقيقة الاعتداء باعتباره انتهاك ضد المرأة، هو ما أثار الضجة بين النشطاء، إذ يتم النظر إليه باعتباره ارتدادا عن ماحققته البلاد من خطوات جريئة في ذلك الشأن بين نظيراتها العربية.
وأقر البرلمان التونسي في عام 2017 قانونا طموحا لمكافحة العنف ضد المرأة، ودعمه سياسيون ومنظمات من المجتمع المدني تعمل على أن تكون “المرأة التونسية” تقدمية ومتحرّرة من كل القيود الاجتماعية.
وأقر البرلمان التونسي في عام 2017 قانونا طموحا لمكافحة العنف ضد المرأة، ودعمه سياسيون ومنظمات من المجتمع المدني تعمل على أن تكون “المرأة التونسية” تقدمية ومتحرّرة من كل القيود الاجتماعية.
وللتكفل بالنساء الباحثات عن حماية الشرطة، أنشأت وزارة الداخلية التونسية 130 فرقة متخصصة في هذا المجال منذ العام 2018.
وكُلّف المئات من عناصر الشرطة المدرّبين خصيصا لهذه المهمات، من بينهم نساء، التحقيق في حالات العنف الأسري وتنفيذ الأوامر القضائية لإبعاد الخطر عن الضحايا.
ومع ذلك ومع بروز واقعة عبير موسى تجدد الحديث حول جدوى مثل هذه القوانين، ومدى مطابقتها للواقع، أحد الناشطات المحسوبة على مجتمع الميم اعتبرت أن النائب الصحبي لم يعتدي على موسى من منطلق أنها محسوبة على النظام البائد، أو نتيجة تعاملها مع الامارات، ولكن بشكل أساسي وفقا لحسابات ذكورية.
وقالت على الفيسبوك: تصوير الموضوع انه عدم احترام الاختلاف، هو اصلا خارج الموضوع، او لأنه بسبب التطبيع مع الجلاد اختلاف، ولا العنف الي صار صار عالاختلاف” مضيفا: “السيد ضربها خاطرها مرا ، مرا تصيح ، مرا “مفحجة عالرجال” ، مرا “ماقدرتش الرجال” و مرا “لازمها راجل يلمها.
وتابعت: الي صار عنف ذكوري ، نابع من ذكورة سامة و هشة، والضحية اليوم ماهيش ضحية من أجل اختلافها، هي ضحية فقط خاطرها مرا.”
بينما قال مواطن تونسي آخر: أنا ضد عبير موسى وضد الغنوشي والله لا عاجبني حتى حد ولا ننتمي لحتى حزب أما الي ضرب إمرأة مستانس يضرب في أمه والا مرته والا اخته والا بنته ما هوش راجل.