تفاقمت معاناة أعداد من المصريين في الخارج بعد أن خسروا أموالهم ووظائفهم بسبب الإجراءات الاحترازية التي تُتخذ في كثير من الدول لمنع انتشار فيروس كورونا. وتتقطع السبل بالكثير منهم في الفنادق. مع إجراءات منع الدخول وتوقف حركة الطيران.
عدد كبير من المصريين العالقين في الإمارات إثر قرار السعودية بوقف الطيران مع دولة الإمارات. ناشدوا الحكومة المصرية لإيجاد حل للأزمة القائمة. خاصة أن الأمر لم يكن متوقعا. وأنهم اتبعوا الطرق المشروعة للبحث عن لقمة العيش بعد وقف حال دام لأكثر من 6 أشهر نتيجة الإجراءات الاحترازية لعدد من الدول.
لم يجد المصريون العالقون حل لمعاناتهم من ضيق المعيشة. وقلة فرص العمل خاصة أن أغلبهم عمل لسنوات بالخارج. لتأتي جائحة كورونا وتطيح بأعمالهم وأحلامهم. ولمدة كبيرة أغلق المجال الجوي بين الدول للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
إلى أن وجدوا بصيص أمل من خلال تجارب سابقة لهم وهي السفر إلى دولة الإمارات “دولة ترانزيت” واتباع عدد كبير من الإجراءات في حجوزات الطيران والفنادق وعمل عدد محدد من المسحات الخاصة بفيروس كورونا. بعد قضاء 14 يومًا في فنادق الإمارات السفر إلى السعودية بحجز جديد وفندق جديد يقيمون فيه “حجر صحي”. ومن ثم يبدأون في مباشرة أعمالهم.
ورغم التكلفة المالية الكبيرة إلا أنهم وافقوا بحثًا عن الرزق. وبالفعل سافر عدد منهم بعد قضاء الـ 14 يوم إلى السعودية.
ليفاجئ الباقون الذين لم يكملوا المدة المحددة في فنادق الإمارات بعد بقرار المملكة العربية السعودية بقرار وقف استقبال غير مواطنيها من الإمارات. دون تقديم حلول حقيقة للمصريين العالقين عن سفرهم للعمل أو رد أموالهم المدفوعة مسبقًا للحجوزات في السعودية. وبالتالي خسائر لا يمكنهم تحملها.
مصريون فقدوا أموالهم
الأتربي محمد الأتربي أحد العالقين في الإمارات ابن محافظة كفر الشيخ قال لـ مصر 360 إنه تحمل تكلفة مالية كبيرة على أمل العمل، لكن خاب أمله بسبب هذه الأزمة.
دفع 32 ألف جنيه لشركة السياحة متمثلة في 13800 تكلفة السفر لدولة الإمارات. و4300 ريال سعودي “19300 جنيه مصري. إلا أنه بعد كل ذلك أتى قرار السعودية بمنع السفر بين الدولتين ليواجه هو ومن معه مشكلة مالية كبيرة جدًا.
أبو أحمد، وهو مصري آخر ضمن العالقين في الإمارات يقول: “أنا مغترب وليس لي دخل إلا السفر وبقيت عالقا لمدة 6 شهور في مصر دون دخل أو مصدر معيشة ولم يكن أمامي إلا العودة للعمل. وبمجرد ما علمت بإمكانية السفر إلى السعودية عن طريق الإمارات وإن كانت أكثر تكلفة عن الدول الأخرى اتبعت كل الطرق الشرعية والإجراءات وحجزت للإمارات مع حجز المكوث في فندق إماراتي لمدة 14 يوما. والخضوع لعدد كبير من المسحات الخاصة بفيروس كورونا بتكلفة 150 درهم للمسحة.
حجز أبو أحمد تذكرة للسعودية وفندقا للحجر مع مسحة دخول للبلد، احتراما لقوانين البلاد. لا يتخيل الرجل ما حدث خصوصا أن جميع العالقين أنفقوا نحو 60 ألف جنيه فقط لتأمين فرص عملهم بالخليج.
يستكمل لـ مصر 360: لم نكمل الـ 14 يوما وتم غلق الطيران بين الدولتين ولم نعد نعلم ماذا نفعل؟ علينا تحمل مسئولية أنفسنا دون أن يمنحنا أحد معلومة مفيدة عن وضعنا وحقوقنا.
لا يعرف أبو أحمد عدد العالقين، لأنهم ليسوا جميعًا في مكان واحد. مؤكدا أن جميع العالقين يعلمون في شركات ولديهم إقامات رسمية في السعودية.
مطالب العالقين
أبو أحمد، أكد أن مطالب العالقين تتمثل في تدخل السلطات المصرية لمساعدتهم في استعادة أموالهم التي دفعوها، والتدخل لدى نظيرتها السعودية لاستثناء المصريين العالقين من القرار.
وزارة الهجرة
وزارة الهجرة كانت أعانت أنها تعكف على حل أزمة المصريين العالقين في الإمارات الذين كانوا متوجهين إلى السعودية. بعد غلق المملكة العربية السعودية مجالها الجوي، وفقا للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وأكدت أن السعودية لم تقرر حتى الآن موعد فتح المجال الجوي. لذلك ستعمل وزارة الهجرة بالتعاون مع وزارة السياحة. على عودة المصريين مرة أخرى إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة. خاصة بعد تلقى استغاثات كثيرة من المصريين، وصل عددها 900 مصري يطلبون العودة.
ووجهت دعوة للمصريين العالقين: من يريد العودة إلى الوطن يسجل بياناته على الاستمارة الموجودة على الموقع الإلكتروني لوزارة الهجرة. لمساعدته في العودة بداية من اليوم الخميس سيكون هناك جسر جوي لعودة الراغبين من المصريين العالقين بدولة الإمارات إلى أرض الوطن.
الجدير بالذكر أن عدد كبير من العاملين العالقين انتهت فترة إقامتهم لقضاء فترة الحجر الصحي في فنادق الإمارات، وهم من العمال المسافرين للعمل بالسعودية وليست لديهم أموال كافية لتمديد فترة الإقامة لحين عودة حركة الطيران بين الإمارات والسعودية. خاصة وأن فترة تعليق الرحلات غير محددة المدة. كما أن العالقين ليست لديهم القدرة المالية للسفر من الإمارات لدول أخرى مسموح منها السفر للسعودية.
ليست المرة الأولى
ليست هذه المرة الأولى التي يجد فيها عاملون مصريون أنفسهم عالقين في الإمارات. ففي فبراير الماضي، أعلنت وزيرة الهجرة إعادة 255 عاملًا إلى مصر. بعدما علقوا بالإمارات وهم في طريقهم إلى الكويت. وذلك بعد إيقاف الطيران المباشر بين مصر والكويت.