يعود اللقاء الأجمل كرويًا بين المنتخبات للعب مرة أخرى. هناك من يسمونه بلقاء السوبر كلاسيكو الحقيقي أو كلاسيكو الأرض. حيث يجمع بين أكثر منتخبين حملا المتعة الكروية لكوكب الأرض، البرازيل أمام الأرجنتين.
مرة أخرى نحن على موعد مع قمة ملتهبة ممتعة مثيرة. وعلى لقب كذلك وهو بطولة كوبا أمريكا 2020. عندما يتواجه راقصو السامبا مع التانجو فجر يوم الأحد المقبل في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو وعلى ملعب “ماراكانا” الأسطوري.
وما يميز هذا اللقاء أنه سيجمع بين أغلى لاعب في العالم، النجم البرازيلي نيمار. والأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي أسطورة برشلونة وزميله السابق. الذي يحلم بتحقيق أول لقب دولي له مع منتخب التانجو قبل أن تشارف مسيرته مع منتخب بلاده على الانتهاء.
وسيكون لهذا اللقاء نكهة مميزة كذلك لأنه رابع نهائي يجمع بين المنتخبين في بطولة كوبا أميركا، والثاني على الإطلاق في بطولة رسمية بعد أن تواجها في المباراة النهائية لكأس القارات في العام 2005 والتي أقيمت في ألمانيا، ووقتها فاز منتخب السامبا على التانجو بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
إحصائيات وأرقام مذهلة لكلاسيكو الأرض
وبحسب الإحصائيات تواجه المنتخبان اللذان تجمعهما عداوة شديد على صعيد كرة القدم في 108 لقاء. حيث فازت البرازيل في 43 مباراة، بينما حققت الأرجنتين 39 انتصارا في الكلاسيكو الأشهر عالميا. في حين ساد التعادل 26 مباراة.
وتمكن منتخب “مارادونا وميسي” من هز شباك “منتخب بيليه ونيمار” 161 مرة. بينما سجل المنتخب الأصفر والأزرق 165 هدفًا في مرمى الفريق الأبيض والسماوي.
وكان أول كلاسيكو جمع بين الفريقين في عام 1914. وانتهت وقتها تلك المباراة الودية بفوز كبير لمنتخب الأرجنتين بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. وكذلك آخر لقاء جمعهما في عام 2019 انتهى بانتصار راقصي التانجو بهدف وحيد. أما أكبر فوز حققه منتخب الأرجنتين على غريمه اللدود فكان في عام 1940 عندما التقيا ببطولة “كأس روخو” وانتهت بنتيجة 6-1.
وبعد خمس أعوام في عام 1945 حقق راقصو السامبا أكبر فوز لهم على الأرجنتين حتى الآن وبنتيجة 6-2، ولكنها كانت مباراة ودية.
حظوظ الأرجنتين وفرصة أخيرة للملك
يعود منتخب الأرجنتين لخوض نهائي كوبا أمريكا أمام البرازيل بعد 14 عامًا من النهائي الذي خسره الألبيسيليستي في 15 يوليو 2007 بملعب خوسيه إنكارناسيون روميرو في ماراكايبو بفنزويلا.
وبعد الفوز المضني على كولومبيا بركلات الترجيح، إثر التعادل 1-1 في الوقت الأصلي، يتواجه المنتخبان البرازيلي والأرجنتيني فجر الأحد المقبل بملعب ماراكانا في نهائي كوبا أمريكا.
وكان منتخب الأرجنتين هو المبادر بالتقدم بملعب ماني جارينشا عن طريق لاوتارو مارتينيز في الدقيقة السابعة، إلا أن لويس دياز أدرك التعادل للكولومبيين في الدقيقة 61، وتألق الحارس إيميليانو مارتينيز في ركلات الترجيح ليتصدى لثلاث ضربات ويساهم في فوز راقصي التانجو 3-2.
ويسعى منتخب الأرجنتين للظفر بأول لقب منذ 28 عامًا، حيث فازت بكوبا أمريكا 14 مرة وكانت وصيفة البطل في 14 مناسبة أخرى، لكن آخر مرة حصل فيها الأرجنتينيون على كوبا أمريكا كانت نسخة 1993 التي أقيمت في الإكوادور، ومنذ ذلك الحين بلغت النهائي أربع مرات لم تحسم أي منها لصالحها في أعوام 2004 و2007 و2015 و2016.
وخسرت الأرجنتين مع نجمها الأسطوري ليونيل ميسي أربعة نهائيات، منها ثلاثة لكوبا أمريكا في 2007 و2015 و2016 إضافة لنهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل، وتطمح الأرجنتين إلى الثأر من البرازيل التي أقصتها من آخر نسخة في كوبا أمريكا 2019 من الدور نصف النهائي حينما تغلبت عليها 2-0 في مباراة شهدت جدلاً تحكيميًا واسعًا.
تصريحات ميسي
وتسببت تصريحات من ليونيل ميسي عقب اللقاء آنذاك عن سيطرة البرازيل على الكونميبول وفق تعبيره إلى إيقافه وتغريمه. ولذلك فالمباراة تكتسي بأهمية كبيرة في ضوء سعي ميسي نفسه إلى إحراز اللقب الأول له برفقة منتخب الأرجنتين.
وتمتلك الأرجنتين فرصة التتويج بلقب جديد لإنهاء السنوات العجاف بتحقيق لقب غائب منذ 1993. فمنذ كوبا أميركا 1993 خسرت الأرجنتين نهائي كوبا أميركا في 4 مناسبات ونهائي كأس العالم ضد ألمانيا في 2014 على الأراضي البرازيلية، كما وصل ميسي للنهائي الخامس له مع الأرجنتين ولم يفز بأي من نهائي سابق، إذ خسر نهائي كوبا أميركا 2007 و2015 و2016 وكأس العالم 2014.
نيمار أمل السامبا الكبير
بينما تبحث البرازيل صاحبة الأرض عن الاحتفاظ بلقبها لكوبا أمريكا الذي أحرزته أيضا على أرضها في 2019. ويسعى راقصو السامبا للفوز بلقبهم العاشر في كوبا أمريكا والثاني على التوالي، حيث تعتبر البرازيل ثالث أكثر المنتخبات تتويجًا باللقب بـ9 ألقاب بعد أوروجواي “15 لقباً” والأرجنتين “14 لقبا”.
وبعيداً عن البطولات التي تم حسمها بدون مباراة نهائية. لعبت البرازيل نهائي كوبا أمريكا 12 مرة فازت خلالهم باللقب 8 مرات مقابل الخسارة 4 مرات. وفازت البرازيل بآخر 5 مباريات نهائية خاضتها في كوبا أمريكا.
ويعد أكبر فوز للبرازيل في نهائي كوبا أمريكا حققته عام 1949 على حساب باراجواي بنتيجة (7-0). وواجهت البرازيل 5 منتخبات من قبل في نهائي كوبا أمريكا هي أوروجواي، باراجواي، الأرجنتين، بيرو وبوليفيا.
ولجأت السامبا إلى ركلات الجزاء مرتين في نهائي كوبا أمريكا انتصرت خلالهما مرة وخسرت مرة.
وتعتمد في مساعيها تلك بشكل أساسي على نجمها الأبرز نيمار دا سيلفا مهاجم باريس سان جيرمان، المتوهج بالبطولة الحالية، حيث كان عنصرًا أساسيًا في صعود البرازيل للمباراة النهائية بتألقه في دور المجموعات ثم أمام تشيلي وبيرو في ربع ونصف النهائي على التوالي، ويمثل نيمار أكثر من 70% من حظوظ السامبا في الفوز باللقب كونه النجم الأهم.
مثله مثل ما يمثله ميسي للأرجنتيني في الجهة المقابلة. وهما زملاء سابقين في برشلونة وتجمعهما علاقة جيدة. عطفًا على تصريحات بها مودة متبادلة بين الثنائي. ورغبتهما في اللعب ثانية في فريق واحد، فسنرى من يرجح كفة منتخب بلاده بالنهائي الكبير؟.