بات اسم الفنانة “المعتزلة” حلا شيحة في السنوات الأخيرة مرتبطا بقضايا كبرى تخطت حجم نجوميتها في مجال التمثيل نفسه، قضايا متعلقة بالحريات الشخصية والتدين وأحيانا التطرف، وقيمة الفن نفسه، وهو ما كشفته أزمتها مع الفنان تامر حسني بخصوص مشاهدها في فيلمهما الأحدث” مش أنا”.
الفنانة المعتزلة شنت هجوما حادا على حسني على خلفية نشره فيديو كليب يتضمن عددا من مشاهد فيلم “مش أنا“، مشاهد صورتها شيحة برغبتها لكنها رفضت خروجها للنور بعد تغيير حالتها الاجتماعية من مطلقة إلى متزوجة، ولاسيما أن الزوج هذه المرة مرتبط بالفن والوعظ الديني، هو الداعية والمنتج السينمائي معز مسعود.
وقالت شيحة في تدوينة لها عبر حسابها على موقع انستجرام: أنا اتفاجئت جدا بنزول كليب يجمع فيه مشاهد متفرقة من الفيلم. وخصوصا بعد آخر بوست نزلته، واتفاجئت أكتر خصوصا بعد وعد تامر حسني ليا. وتأكيده انه هیحترم رغبتي. وبعض الطلبات اللي طلبتها منه بكل احترام وود الصيف اللي فات.
مقاييس النجاح
وأضافت شيحة: إحنا يمكن نجحنا بمقايس الدنيا بس صدقوني بمقایس ربنا احنا لم ولن ننجح. أنا عارفة ومتأكدة إن زملائي جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الأمور صح بتكلم من قلبي الكليب ده ميرضيش ربنا وأنا عيطت لاني شفت نفسي في المشاهد دي. دي كانت زلة نتيجة ظروف مريت بيها وكلنا بنغلط. ولازم نغلط علشان إحنا بشر بس المصيبة اننا بنغفل وبننسی.
وتابعت: أنا مش حتكسف من حد أنا توبت من المشاهد دي، وهي لا تصح. وأنا غلطت و بصلح وأهم حاجة إن ربنا يرضى عني لأن في الاخر ده اللي حينفعنا مش الشهرة ولا النجاح. لا هو مش نجاح أصلا علشان النجاح الحقيقي حاجة تانية خالص. إحنا أغلبنا ناسينها إلا القليلين منا. الفن لو بيخلينا نبعد عن منهج ربنا ومنبقاش قدوة لولادنا يبقي باطل و ميبقاش فن.
وواصلت شيحة تفنيد أسباب رفضها للكليب: إحنا كلنا عندنا امتحان في الدنيا دي. وحابة أفكرك بالفيديو ده یا تامر اللي قولت فيه أنا مش بتمني أموت وأنا مطرب انا دايما خايف کده. كلام أكيد قولته في لحظة صدق جواك وجوانا كلنا. يمكن يفكرك أن جواك اكيد في صراع وأنا وكلنا بنغلط بس المهم في الأخر نتدارك الغلط و نصلح. إلا من تاب وأمن عمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما. الله على كلام الله وجماله يا سلام لو أصواتنا ومواهبنا كلها نستعملها في الخير عشان يبقى فن بجد.
تقلبات حلا شيحة
مثل عام 1999 نقطة الانطلاق لـ«حلا شيحة». حيث شاركت في مسلسل كلمات بطولة حسين فهمي. ليمثل بوابة دخولها إلى عالم الفن. وتبدأ بعدها طريق طويل من الشهرة وصل إلى حد تتويجها بأدوار البطولة.
كان النقاد وكبار الفنانين يتوقعون مستقبل واعد لـ«حلا». فهي تمتلك الحضور والقبول والجمال والتمكن أمام الكاميرا، لا ينقصها شيء لتصبح نجمة شباك. إلا أن حلا ذاتها كان لها رأيا آخر.
في عام 2003 سيطرت التقلبات المزاجية على تصرفات الفنانة الواعدة. بدأ الأمر بإعلانها اعتزامها ارتداء الحجاب، وخوضها عالم التمثيل حيث شاركت في فيلم «كامل الأوصاف» الذي عرض في عام 2006 وهي مرتدية الحجاب وبملابس فضفاضة. إلا أنها فجأة دون مقدمات أعلنت اعتزالها الفن وكرست وقتها وجهدها لدعوة زميلاتها للحجاب وترك المعاصي على حد وصفها.
الزواج من كندي
تزوجت النجمة الشابة من شاب كندي مسلم يغلب عليه الالتزام الديني. وسافرا سويا إلى كندا ليمكثا هناك نحو 12 عاما. وسط تكتم كامل على حياتها. وبعد ذلك أعلنت ارتداءها النقاب بشكل كامل. في ذلك الوقت قيل أنها تعد نفسها لأن تكون داعية إسلامية.
بدأت تطرح الفتاوى وأحكام الإسلام. وكذلك تدعوا البنات إلى ارتداء الحجاب ووصفه بأنه ركن أساسي لا يمكن التنازل عنها أو التهاون فيه. وبعد فترة وجيزة لم تكمل العامين. بدا أنها تراجعت خطوات للخلف.
الطلاق والعودة إلى مصر
فجأة ودون مقدمات. أعلنت شيحة عودتها إلى مصر. واستعدادها للعمل في الفن من جديد. وقالت عبر حسابها الشخصي: تيقنت أن البعد عن الحياة من أجل شيء بعينه مبدأ خاطئ. فمن الممكن أن أعيش حياة أحبها وفي ونفس الوقت لا أغضب الله، وهذا لا يعني عدم إمكانية التفكير في ارتدائه مجددا، وحاليا لا أفكر في الأمر مطلقا.
وبدأت بالفعل تطل على الجمهور من جديد من خلال مسلسل «زلزال» مع الفنان محمد رمضان. بعد غياب عن الشاشة لمدة تزيد عن 15 عاما.
على الرغم من اختلاف الجمهور على مواقفها المتناقضة. إلا أنها نجحت في أن تستعيد لياقتها الفنية. وأظهرت الجانب المحبب للجمهور من شخصيتها. وعمدت إلى إنشاء حساب على موقع انستجرام وبدأت تحظى بالمعجبين من هنا وهناك. ونسي أو تناسي الجمهور مواقفها السابقة.
زواجها من معز مسعود
وأعلنت حلا مشاركتها في عمل فني مع المطرب تامر حسني «مش أنا»، معربة عن فرحها للمشاركة في بطولة فيلم سيحقق نجاحا وحضور بشكل قوي.
خلال تلك الفترة دارت شائعات حول ارتباط حلا بالداعية الإسلامي معز مسعود. المعروف عنه كثرة زيجاته من الوسط الفني خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى قدر ما أثار هذا الزواج من زوبعة إلا أن الأمر سرعان ما عاد للهدوء من جديد.
لكن يبدو أن حلا معتادة على تفجير المواقف في وجه الجمهور. إذ أعلنت دون سابق إنذار أيضا اعتزالها الفن مرة أخرى. وعودتها إلى الحجاب من جديد. لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أعلنت تبرأها من فيلمها الجديد. وعمدت إلى حذف الصور التي تم نشرها على حسابها أثناء عملها في الفيلم.
الموقف الأخير للفنانة المعتزلة للمرة الثانية حلا شيحة. فتح باب الاتهامات حول استخدامها للجمهور من أجل تحقيق مكاسب مالية. وعبر بعض متابعيها عن انزعاجهم. وكتب أحدهم: «ترتدي الحجاب هذأ شأنها. تعود للفن وتعتزل حسبما أرادت. شأننا ألا نتقبلها مرة أخرى».
الشعراوي والفنانات المعتزلات
اعتزال الفنانات الفن. يتضمن قائمة طويلة من الأسماء، بعضهن عاد من جديد والبعض الآخر التزم الاعتزال.
الفنانة شمس البارودي واحدة من أشهر الفنانات في هذه القائمة. إذ أعلنت اعتزالها الفن بعد أن أدت فريضة العمرة. وعادت لترتدي الحجاب ومن ثم توجهت وقتها لزيارة الشيخ محمد متولي الشعراوي لتعلن بعد عدة لقاءات اعتزالها الفن نهائيا ورفضها العودة إليه مرة أخرى مهما كانت الإغراءات.
https://www.youtube.com/watch?v=BNh2v_cfynU
المثال الثاني «شادية» صحبة الحضور الفني والصوت العذب. كانت مثالا ومرجعا للفنانات التأئبات المعتزلات. إذ أعلنت اعتزالها الفن وارتداء الحجاب. وكانت أخر أغانيها «خد بإيدي» التي لم تكن سوى مناجاة لله.
ولما كان الشيخ الشعراوي هو أكثر الشيوخ حضورا في تلك الحقبة، توجهت هي الآخرى لزيارته، وخرجت من اللقاء لتعلن توبتها واعتزالها الفن نهائيا.
كانت آخر أعمال الفنانة شادية مسرحية «ريا وسكينة» التي شاركتها في بطولتها الفنانة سهير البابلي. إلا أن الأخيرة فضلت البقاء في المجال الفني رافضة أن تعلن اعتزالها. إلا أن نجلتها التي بدأت رحلتها نحو التدين في سن مبكرة نحو 15 عاما دفعتها لأن تفكر في طريق الاعتزال.
وبعد سنوات من الحيرة والتساؤلات والزيارات المتتالية للشيخ محمد متولي الشعراوي. خرجت البابلي عام 1993 لتعلن اعتزالها الفن وارتداء الحجاب، لإيمانها بحرمانية الفن.
اعتزال أمل حجازي
لم يكن اعتزال الفنانات قاصرا على الجيل القديم من رائدات السينما. إنما في الوقت القريب أعلن عدد من الفنانات اعتزالهن الفن.
ورغم من النجاح الباهر الذي حققته الفنانة أمل حجازي. إلا أنها أعلنت فجأة ارتداءها الحجاب وإعتزالها الفن.
وبعد ما يقرب من عام أو أكثر من إعلان الاعتزال خرجت الشائعات عن عودتها للفن من جديد وخلع الحجاب. إلا أنها خرجت في تصريح أكدت خلاله تمسكها بارتداء الحجاب.
ونفت أي حديث عن نيتها العودة للفن أو خلع الحجاب. وقالت وقتها: «لا يمر يوم إلا وأشكر الله على نعمة الهداية، توضيح لكل المواقع وكل اللي قال خلعت الحجاب وأعود للفن حجابي سر سعادتي».
حنان ترك الأكثر إثارة للجدل
«قررت بفضل الله اعتزالي التمثيل.. دي الخطوة اللي كنت أتمناها من الله سبحانه وتعالى، يعني (أخت تريز) المسلسل الأخير ليّا في التمثيل»، بهذه الكلمات فاجأت الفنانة المعتزلة حنان ترك جمهورها بتركها المجال الفني.
قررت الفنانة حنان ترك صاحبة المسيرة المثيرة للجدل، ترك كل نجاحاتها خلفها. وارتداء الحجاب واعتزال التمثيل إلا أنها لم تغب كثيرا عن المشهد العام، إذ شاركت بالصوت في عدد من الأعمال الفنية.