يتعرض بعض اللاعبين الإلكترونيين للإهانة والعنصرية في بعض الألعاب، نظرًا لتعرضهم لثقافات مختلفة. ويتم إلقاء الإهانات دون قيود، وكذلك ممارسة التنمر، والعنصرية وكراهية النساء ورهاب المثلية الجنسية ورهاب المتحولين جنسياً، وغير ذلك.
يروي أدم بهريز أحد أكثر اللاعبين الإلكترونيين شهرة موقفًا أصابه بالاكتئاب الشديد. حيث تعرّض للتنمر من قبل أعضاء فريقه أثناء اللعب. وذلك بسبب صعوبة النطق، وأجبروه على الصمت التام، ثم قاموا بطرده من اللعبة. وبهريز مصاب بمرض HSAN، وهو ما يجعل منه “أصم وأعمى”.
في عام 2017، سجلت نيكول سميث، إحدى مغامرات منصة Twitch، الإساءة اللفظية التي تعرضت لها أثناء ممارسة لعبة Overwatch. ووجه أحد زملائها إهانة قائلاً: “عودي إلى المطبخ، إلى جانب العديد من الإساءات التي تعبر عن كراهية المرأة”.
وعانت أغلبية النساء داخل الألعاب لمضايقات مختلفة لأسابيع، وأشهر. وفي بعض الحالات لسنوات من المضايقات، بما في ذلك تهديدات بالقتل، والشعوذة، والمطاردة.
في نهاية الأمر، أدى ذلك إلى تغييرات في استجابة صناعة الألعاب للمضايقات عبر الإنترنت. مع قيام بعض مطوري الألعاب والناشرين بطرح مبادراتهم الخاصة لمكافحة العنصرية داخل اللعبة.
معدل الإساءات داخل الألعاب
كشف استطلاع رأي أجرته رابطة مكافحة التشهير عام 2020، أن 81% من البالغين الأمريكيين تعرضوا للمضايقات في الألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت. وذلك مقارنة بـ 74% في عام 2019.
كما جرى إطلاق أسماء مسيئة بنسبة 70% في ألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت. فيما كان 60% أهدافًا للتصيد المتعمد ومحاولات الاستفزاز.
بشكل عام، كانت هناك زيادة بنسبة 7% منذ عام 2019 إلى عام 2020. وعام 2019، وجد استطلاع آخر لـ ADL أنّ 22% من البالغين الأمريكيين الذين تعرضوا للمضايقة في ألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت توقفوا عن لعب ألعاب معينة تمامًا، بسبب تلك المضايقات.
وفي عام 2017 شكَّلت شركات Activision Blizzard وEpic وIntel وMicrosoft وTwitch وأكثر من 200 شركة أخرى، تحالف اللعب النظيف.
وفي عام 2018، قامت Blizzard بحظر 180 لاعبًا في لعبة Overwatch بسبب السلوك السيئ الذي يضر بالآخرين.
أما في عام 2019، أصدرت شركة يوبي سوفت حظرًا فوريًا لمدة نصف ساعة للاعبي Rainbow Six Siege. بعدما اكتشفت الشركة تجاوزات في الدردشة النصية.
شركة Riot تغير سياساتها
تعمل شركة Riot Games، على معالجة بعض الألعاب الخاصة بها، والتي ظهر خلالها بعض العبارات والممارسات العنصرية.
وفي عام 2012، أدخلت نظام المحكمة في League of Legends. حيث تلقى اللاعبون حظراً مؤقتاً بناءً على أفعالهم وجرائمهم التي اعتبرها اللاعبون الآخرون عنصرية.
وعلاوة على ذلك، غيّرت Riot في أبريل 2021 سياسة الخصوصية الخاصة بها. وذلك من أجل السماح لها بالاستماع وتقييم الاتصالات الصوتية للاعبين عند تقديم تقرير حول سلوكهم. وذلك بهدف تقليل السلوك السيئ أو ممارسة أي عنصرية في الاتصالات الصوتية، وكذلك في الدردشة.
يقول ويس هارت، رئيس ديناميكيات اللاعبين في شركة Riot: إن هدفهم هو تقليل المضايقات التي يتعرض لها اللاعبون. حيث يجب أن يكون هناك حد أدنى من الإزعاج لدى اللاعبين ليكونوا قادرين على التركيز فقط على اللعبة.
حلول الذكاء الاصطناعي
في مؤتمر مطوري الألعاب 2021 الشهر الماضي، كشفت إنتل النقاب عن Bleep. وهو برنامج تم تصميمه مزود بتقنية التعرف على الكلمات، بهدف محاربة العنصرية والمضايقات داخل اللعبة.
وتعمل “إنتل” على تلك الخاصية الجديدة بالتعاون مع شركة Spirit AI، المتخصصة في التعرف على الكلام عبر الذكاء الاصطناعي. ولكن أكثر تقنيات التعرف على الكلام تعقيدًا يمكن أن تفشل في التقاط بعض العبارات المسيئة في سياق غير مباشر. وعلى الرغم من قدرتها على تحديد الإهانات المباشرة، فإن إساءة استخدام الصوت ليست مجرد كلمات سيئة.
ولكن المشكلة مع Bleep هي أنه يركز بشكل كبير على منصات محددة، ولن يكون متاحًا في غالبية المنصات. إذ إن البرنامج عندما يكون متاحًا في وقت لاحق. من المحتمل أن يعمل فقط على الأنظمة التي تعمل بنظام إنتل، والتي لا تمثل غالبية الأنظمة الأساسية التي يلعب اللاعبون عليها ألعاب الفيديو.