تعتمد وزارة الصحة في مصر 4 بروتوكلات لقاحات للتعامل مع فيروس كورونا. وتلك البروتوكولات جرى اعتمادها من قبل منظمة الصحة العالمية، وفقا لما أعلنته الوزارة.
لقاحات الفيروسات المعطلة أو الضعيفة
هذا اللقاح يتكون من جزيئات فيروسية أو بكتيرية أو غيرها من مسببات الأمراض التي نمت في مزرعةٍ. ثُم قُتلت بهدف إبطال قدرتها على إحداث المرض. وتعمل تلك اللقاحات على عكس اللقاحات الحيّة، التي تستخدم مسببات الأمراض الحيّة فتُزرع مسببات الأمراض في اللقاحات المعَطَّلة في ظروفٍ منضبطة وتُقتل كوسيلةٍ لتقليل العدوى. وبالتالي منع حدوث العدوى من اللقاح.
وينطبق هذا الأمر، على اللقاحات التي تصنعها شركة سينوفاك بيوتيك ومقرها بكين، وشركة سينوفارم المملوكة للدولة. والتي تستخدم فيروسات معطّلة (مثبطة) لتحفيز إنتاج الأجسام المضادة التي تقاوم فيروس كورونا.
وتعمل تلك اللقاحات، وفقا لتقرير نشره بي بي سي من خلال 3 مراحل، الأولى استخلاص العينات وتعطيل فاعليتها. والمرحلة الثانية احتواء الفيروس من خلال خلايا متخصصة. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فتنتج بها الأجسام المضادة.
في تجربة ضخمة أجريت في البرازيل، كان لجرعتين من لقاح سينوفاك، فعالية بنسبة 51% ضد أعراض كوفيد-19. وفي تجارب أجريت في بلدان متعددة، كانت نتائج فعالية لقاح سينوفارم أعلى إذ سجل نسبة 79%.
ويتميز اللقاحان بإمكانية تخزينهما في درجة حرارة الثلاجة العادية، مما يسهل استخدامهما بالبلدان الفقيرة التي ليس لديها مرافق التخزين المتخصصة. ويستخدم كلاهما في ما يقرب من 100 دولة في آسيا وأمريكا الجنوبية وأجزاء من أفريقيا. كما أعلنت مصر والمغرب مؤخرا أنهما سيكونان أول دولتين في أفريقيا تبدآن تصنيع اللقاحات.
لقاحات الحمض النووي
نجح العلماء اليوم في صناعة لقاحات باستخدام الأحماض النووية وتوسيع انتشارها وتوظيفها تجارياً. معظمها من صناعة شركتي “فايزر – بيونتيك”، و”موديرنا”، اللتين استخدمتا الحمض النووي الريبوزي المرسال في تطوير لقاحيهما.
تصنع لقاحات الحمض النووي من خلال وضعِ تسلسلٍ لجينوم الفيروس. ثم تحديد أي من بروتينات الفيروس هو الأهمّ والأكثر ألفةً بالنسبة للجهاز المناعي البشري. لتأتي خطوة تصنيع الحمض النووي، وتُحقن هذه المادّة الجينية في الجسم. فتأخذها الخلايا القريبة وتبدأ تنفيذ تعليماتها الجديدة لصناعة البروتين الفيروسي.
أظهر كلا اللقاحين، فايزر وموديرنا، فاعلية وصلت إلى 95% ضدّ فيروس كورونا المستجد. وتتيح تركيبة اللقاحين تعديلهما بسهولة بما يتيح لهما استهداف متحوّرات جديدة من الفيروس. فضلاً عن أنّ إنتاجهما لا يعتمد على عناصر تصعب صناعتها بسرعة وبكميات كبيرة.
تقدّم اللقاحات المصنوعة بالحمض النووي الفوائد نفسها التي تقدّمها تلك المصنوعة بالحمض الريبوزي المرسال. غير أنّها لا تسبّب أيّ عوارض جانبية، ولا تتطلّب تخزينها في ظروف جليدية. كما أنّ هذه الفوائد الإضافية ستجعل من لقاحات الحمض النووي بمثابة النعمة للمناطق النائية وقليلة المصادر.
اللقاحات القائمة على البروتين
تعمل تلك اللقاحات من خلال جزء من بروتين فيروس كورونا، والذي يحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة ضد الفيروس.
ووجدت دراسة جديدة أن اللقاحات الحديثة والقائمة على البروتين قد تكون آمنة للأطفال. وعلى الرغم من أن عدد الأطفال الذين أصيبوا بالمرض أثناء جائحة الفيروس التاجي كان أقل مقارنة بالبالغين، لكن لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن جميع الأطفال في مأمن من كورونا.
وبدأت شركة فايزر اختبار لقاح فيروس كورونا على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاما. بهدف تمديد الحماية من عدوى فيروس كورونا لكل الفئات العمرية. بعدما نجحت شركة فايزر فى توفير لقاحات فيروس كورونا للفئة العمرية من سن 12 إلى 15 عاما. وذلك طبقًا لما نشرته وكالة بلومبرج.
لقاحات النواقل الفيروسية
في هذا البروتوكول يستخدم فيروس تم تصميمه معمليًا لا يسبب المرض. ولكنه ينتج بروتينات فيروس كورونا، والتي تحفز استجابة جهاز المناعة.
وأوضح العلماء أن نواقل الفيروسات تعد آمنة تماماً، والأكثر ملائمة للتحوير الجيني. كما أنه الناقل لفيروس نزع منه جين التكاثر، ولذلك فهو لا يمثل خطراً على الجسم من ناحية العدوى. ويستخدم العلماء النواقل من أجل إيصال المادة الجينية من فيروس آخر إلى الخلية، وهو الفيروس الذي يطور ضده اللقاح.
أشارت الوزارة إلى أن لقاح استرازينيكا من نوع النواقل الفيروسية. والفرق بين الجرعتين 3 شهور، وكل اللقاحات فعالة ودرجة الفعالية تصل لأكثر من 86%.
لماذا نحتاج اللقاح؟
قبل الإجابة عن الفروق بين أنواع اللقاحات، يجب الإجابة على السؤال الذي يبحث عنه العدد من المواطنين، لماذا نحتاج أخذ اللقاح. وهنا أكد الأطباء أن اللقاحات تعلم أجسادنا على كيفية مكافحة العدوى عن طريق منعها من استقبال الفيروس وأن تكون حاضنة له فينمو في داخلها. أو على الأقل تجعل الفيروس أقل فتكاً.
ليأتي السؤال التالي، وهو: هل يحمي اللقاح الجميع؟. يشير التاريخ إلى أن أي لقاح قد يكون أقل نجاحاً لدى المسنين؛ لأن الجهاز المناعي الذي بات يعاني من الشيخوخة لديهم لا يستجيب للقاح أيضاً. كما يحدث عند تلقيحهم بلقاح الإنفلونزا السنوي. لكن البيانات حتى الآن تشير إلى أن هذا قد لا يمثل مشكلة في بعض لقاحات فيروس كورونا.
الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، قال إن فعالية أي لقاح تعتمد على أمرين. الحماية من الوفاة والدخول للعناية المركزة، والأمر الثاني هو الحماية من الأعراض الخفيفة والمتوسطة. وأشار إلى أن كل لقاح يختلف عن الثاني في نسبة الوقاية التي يحققها، فلقاح سينوفاك مثلا يحمي بنسبة 50% من الأعراض الخفيفة. وهذا يعني 50% من الذين يحصلون على اللقاح قد تحدث لهم أعراض خفيفة عندما يصابون بالفيروس، وفقا لعنان.
وأضاف أن هناك بعض الحالات القليلة التي تستوجب الحصول على لقاح معين. وهم المصابون بأمراض الضغط أو السكري. وهنا على المريض أن يأخذ فحوصاته معه إلى المركز الطبي قبل الحصول على اللقاح. والطبيب هو من يحدد نوعية اللقاح المقرر أن يحصل عليه الشخص.
البحث عن الأفضل من خلال المقارنة
الفرق بين اللقاحات، ومدى الفاعلية، أمر يبحث عنه المواطنون جميعًا. وهو ما دفع وزارة الصحة لإصدار العديد من البيانات التي تطمئن المواطنين من عملية التلقيح. وتطمئنهم أيضا من كافة البروتوكولات المستخدمة.
وقالت الوزارة، في بيان، إن لقاحات كورونا في مصر آمنة وفعالة، وأن الأعراض الجانبية لا تستدعى الخوف. وهي رد فعل طبيعي للجسم عندما يدخله أي لقاح، وليس لقاح كورونا فقط. وأوضحت أن الفرق بين لقاحي سينوفارم، استرازينيكا هو في المدة الزمنية بين اللقاحين.
وأوضحت الوزارة أنّ لقاح سينوفارم يؤخذ لكل الفئات عدا الأطفال حتى سن الـ18 عاما. وكذلك السيدات الحوامل والمرضعات، فالتجارب السريرية لم تجرى عليهم، ولتجنب أي مضاعفات، يمنع على هذه الفئات الحصول على أي لقاح لفيروس كورونا. وفيما يتعلق بلقاح استرازينيكا، فلن يعطى للفئة العمرية فوق الـ65 عام، إذ لم تجرى عليهم التجارب السريرية.