مثّلت البداية الجيدة للمنتخب الأوليمبي جرعة تفاؤل لدى المصريين للذهاب بعيدًا في دورة الألعاب الأوليمبية “طوكيو 2020” باليابان. التعادل سلبيًا مع منتخب إسبانيا بطل أوروبا في الجولة الأولى لحقته خسارة مخيبة للآمال في الجولة الثانية أمام الأرجنتين. وذلك بهدف نظيف في مباراة كان العقم الهجومي والأداء عامة فيها من منتخب شوقي غريب ضعيف ومتواضع للغاية.
الأمر الذي عرّض الفريق وجهازه لوابل من الانتقادات اللاذعة، نظرًا للمستوى والنتيجة السيئة التي حدثت أمام التانجو الذي ظهر بعيدًا كل البعد عن مستواه. لتتعقد حساباتنا في المجموعة الصعبة قبل مباراتنا الأخيرة أمام أستراليا التي ستحسم كل شيء بالمجموعة.
ولذلك نستعرض في النقاط التالية أسباب هزيمتنا المحبطة أمام الأرجنتين. ثم فرص مصر في الصعود للدور المقبل من تلك المجموعة من عدمها، خاصة مع تواضع أداء البعثة المصرية كاملة المشاركة في أولمبياد طوكيو وخروج أغلب المتنافسين. وحتى الآن لم نحرز أية ميداليات بالحدث العالمي المقام باليابان.
فرص ضائعة بالجملة
بدأ منتخب مصر مباراة الأرجنتين بنفس طريقة لعب مباراة إسبانيا “4-2-3-1”. لكن المدرب شوقي غريب أجرى تعديلين على تشكيل المباراة الأولى. بعدما أشرك عمار حمدي وصلاح محسن بشكل أساسي بدلا من طاهر محمد طاهر وإمام عاشور، وهو ما أعطى شكلا هجوميا أفضل للمنتخب المصري.
وبدأ الشوط الأول بسيطرة تامة للأرجنتين، وفي الدقيقة الخامسة أطلق مهاجم “التانجو” أدلفو جايش تسديدة اصطدمت بالقائم الأيمن. وذلك في أول وأخطر فرص الأرجنتين، واستمرت سيطرة “التانجو” حتى الدقيقة العاشرة.
الدقيقة 13 شهدت التهديد الهجومي الأول لمصر من هجمة مرتدة سريعة. وصلت لرمضان صبحي داخل منطقة الجزاء، وسدد الكرة في المرمى بعد مراوغة المدافع. لكنها كانت في نفس مكان تمركز حارس التانجو جيريمياس ليدزما. بعد هذه الفرصة سيطر منتخب مصر على المباراة بعد امتصاص حماس لاعبي الأرجنتين في بداية المباراة.
وفي الدقيقة 16، جاءت فرصة خطيرة لمنتخب مصر عندما سدد أحمد ياسر ريان كرة داخل منطقة الجزاء اصطدمت بالدفاع الأرجنتين. وفي الدقيقة 22 سدد ريان كرة جديدة بعد تمريرة من رمضان صبحي لكنها كانت خارج المرمى. ومع الدقيقة 30 استعاد منتخب الأرجنتين السيطرة على المباراة، واستمر منتخب مصر في الاعتماد على الهجمة المرتدة. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي رغم ما حمله من هجمات كثيرة للفراعنة ولكن أضاع نجومه كل الفرص المتاحة بغرابة شديدة.
شوقي غريب والخوف سبب الهزيمة
يتحمل شوقي غريب مدرب المنتخب مسؤولية الخسارة بلا شك، خاصة تعامله مع اللقاء بالشوط الثاني. وتسبب خوفه الشديد من الخسارة في تعامل سيئ للغاية مع اللقاء. وهو ما أدى لخسارة محبطة للفراعنة أمام الأرجنتين، حيث قام بتبديل الظهير الأيمن كريم العراقي ونزول كريم فؤاد بدلا منه.
ومن ثم سيطر منتخب الأرجنتين على بداية الشوط، حتى أحرز الهدف الأول في الدقيقة 52 عن طريق المدافع فاكوندو ميدينا. بعد كرة مرتدة من القائم وسط ارتباك دفاعي لمصر.
ومع الدقيقة 60 حاول مدرب مصر تنشيط الهجوم، بعدما قرر الدفع بطاهر محمد طاهر وإبراهيم عادل. وذلك بدلا من عمار حمدي وصلاح محسن في تغييرات سيئة للغاية، لم تجدي نفعًا ولم تؤت بأي ثمار داخل الملعب. ثم مع الدقيقة 80 قرر غريب المجازفة أكثر بإدخال ناصر ماهر صانع الألعاب بدلا من المدافع أسامة جلال. ولم يحدث المراد حتى بتعادل مع التانجو.
وطوال الشوط الثاني لم يشكل منتخب مصر أي خطورة على مرمى الأرجنتين حتى الدقيقة 86. عندما تعرض رمضان صبحي لعرقلة من خارج منطقة الجزاء، ظن لاعبو منتخب مصر أنها ركلة جزاء. ومن كرة عرضية خطيرة كاد أحمد ياسر ريان أن يسجل هدف التعادل لكن الكرة مرت من أمامه.
وبعدها بدقيقة سنحت لمصر مخالفة جديدة من خارج منطقة الجزاء سددها رمضان صبحي بين يدي حارس الأرجنتين. وحاول منتخب مصر التعادل في الدقائق الأخيرة، لكنه لم يستطيع العودة لينتهي اللقاء بفوز الأرجنتين 1-0. وستواجه مصر في الجولة الأخيرة من دور المجموعات أستراليا ظهر يوم الأربعاء، وستواجه الأرجنتين إسبانيا.
حسابات معقدة في المجموعة
يتأهل عن كل مجموعة في أولمبياد طوكيو المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني. ويتم ترتيب المنتخبات وفقًا للمعايير الآتية: النقاط – فارق الأهداف – عدد الأهداف التي سجلها كل فريق. ثم النقاط التي حققها كل فريق في مواجهة المتساوي معه في النقاط. ثم فارق الأهداف في مباريات المنتخبات المتساوية في النقاط. وأخيرًا عدد الأهداف التي سجلها كل منتخب في مباريات المتساوي معهم في النقاط.
ويمتلك منتخب مصر الأولمبي نقطة واحدة فقط حصل عليها من التعادل مع إسبانيا في الجولة الأولى. وتوقف رصيده عندها بعد الخسارة من الأرجنتين في الجولة الثانية.
الشرط الرئيسي للحفاظ على حظوظ مصر في التأهل هو الفوز على أستراليا. وأى نتيجة أخرى فتعني خروج مصر رسمياً من البطولة دون النظر لنتائج باقي المباريات.
فوز مصر بفارق هدف والصعود للدور التالي يتوقف على هزيمة المنتخب الأرجنتيني من الإسباني وعندها يصعد المنتخب مع الفائز.
أما فوز المنتخب بفارق هدف وتعادل الأرجنتين وإسبانيا يعني وصول الثلاثة منتخبات إلي 4 نقاط. وعندها يصعد منتخب مصر مع إسبانيا لتفوق مصر بفارق هدف على الأرجنتين.
حال نجح منتخب الأرجنتين في تحقيق الفوز على إسبانيا، يضمن التأهل مباشرة متصدراً برصيد (6 نقاط). في تلك الحالة يجب أن يكون هناك فارق أهداف لصالح مصر (4 نقاط) أمام أستراليا من أجل تجاوز إسبانيا والتأهل وصيفاً للأرجنتين دون النظر لباقي قواعد التأهل.