رغم خسارة منتخب مصر الأوليمبي من الأرجنتين في ثاني مباريات المجموعة بأولمبياد طوكيو 2020 باليابان بهدف نظيف. لكنه تمكن من الإطاحة به خارج الدورة الأوليمبية بعد فوزه على أستراليا بهدفين نظيفين ظهر أمس الأربعاء، مستغلاً تعادل التانجو مع إسبانيا بهدف لكل فريق. ليصعد الفراعنة على حسابه لربع النهائي بفارق الأهداف، إلا أن القدر لم يكن رحيمًا بمنتخب الساجدين الصغار. حيث وضعه في مواجهة عصيبة أخرى أمام البرازيل حامل لقب الدورة الأوليمبية بالميدالية الذهبية في أولمبياد ريو عام 2016.
وعادة ما تكون مواجهات منتخبات وأندية مصر أمام منتخبات وفرق أمريكا الجنوبية التي تجيد المهارات واللعب الممتع والاستعراضي صعبة. حيث أننا نشبه تلك المدرسة إلى حد كبير في الأسلوب والفكر، ولكن بإمكانيات وتطوير وحداثة أقل ككرة قدم بطبيعة الحال. هذا الأمر يجعل مواجهتهم أصعب، عكس فرق تميل للعب بالأسلوب البدني أو بكرات طولية، مثلما حدث أمام أستراليا.
إضافة على ذلك، فإن منتخب البرازيل حامل لقب الدورة الماضية، ولديه نجوم كبيرة ويقدم بطولة حتى الآن قوية. وهو ما يجعل الحسابات معقدة للمنتخب المصري، رغم الفوز عليه وديًا بهدفين لهدف ضمن تحضيراتنا للبطولة الأوليمبية. ورغم حالة الإرهاق لتوالي المباريات في وقت ضيق دون الحصول على راحة كافية للاستشفاء. بالإضافة لرحلة سفر طويلة تمتد لخمس ساعات بالقطار قطعها أفراد بعثة المنتخب المصري صباح اليوم الخميس إلى العاصمة طوكيو. وذلك من مدينة سايتاما، حيث كانت تقام منافسات المجموعة الثالثة، لمواجهة السامبا ظهر يوم السبت المقبل في ربع النهائي.
فكيف يحقق الفراعنة الصغار نتيجة إيجابية أمام حامل اللقب والمنتخب المدجج دائمًا بأفضل نجوم العالم في الساحرة المستديرة عبر العصور؟. هذا ما نعرضه في النقاط الآتية.
الحفاظ على الأسلوب وتطوير هجوم المنتخب
يلعب منتخب مصر منذ بداية البطولة بطريقة متحفظة دفاعيًا إلى حد ما، ويعتمد على المرتدات في العمليات الهجومية لتحقيق أهداف. هذا الأسلوب نجح أمام إسبانيا بطل أوروبا في اللقاء الافتتاحي وخرج المنتخب متعادلاً بنقطة ثمينة. لكنه فشل تمامًا أمام الأرجنتين وظهرنا بصورة سيئة للغاية وخسرنا بهدف. قبل أن نتحسن هجومًا كثيرًا أمام أستراليا، رغم لعبنا بنفس طريقة اللعب، ولكن تحررنا أكثر هجوميًا. وأحرزنا أول هدفين في البطولة وحجزنا بطاقة الصعود.
وعند ملاقاة منتخب قوي وشرس هجوميًا مثل البرازيل، يلعب بمهاجمين صريحين وجناحين هجومين مع صعود ظهيري الجنب كذلك للأمام كثيرًا. فعليك الحفاظ على نفس أسلوبك الدفاعي باللعب بثلاثي خلفي وأمامهم أكرم توفيق وعمار حمدي لاعبي ارتكاز. ثم ظهيرين جنب العراقي وفتوح مع تطوير الشق الهجومي عن لقاء إسبانيا والأرجنتين باعتماد ثلاثي هجومي للمرتدات وبشكل فعال أكثر. وذلك لضمان التصدي لهجوم البرازيل بكفاءة ثم ضربه بالمرتدات لخطف هدف وتحقيق الفوز.
هذا الشكل التكتيكي هو الأمثل لمواجهة فريق بحجم وقدرات البرازيل في هذا الدور المتقدم والحساس من البطولة. وغلق المساحات أمام هجومهم واللعب على المرتدات، واستغلال أخطاء دفاعهم لخطف هدف يمنحنا بطاقة الصعود لنصف النهائي لأول مرة بتاريخنا.
وسيقوم شوقي غريب بإجراء تغيير في تشكيل الفراعنة أمام البرازيل بإعادة صلاح محسن إلى دكة البدلاء. والدفع بعمار حمدي في وسط الملعب؛ من أجل تضييق المساحات على نجوم السامبا.
وينتظر أن يلعب بالتشكيل التالي:
حراسة المرمى: محمد الشناوي
الدفاع: أسامة جلال، وأحمد حجازي، ومحمود حمدي الونش
الوسط: كريم العراقي، وأكرم توفيق، وعمار حمدي، وأحمد أبو الفتوح
الهجوم: طاهر محمد طاهر، ورمضان صبحي، وأحمد ياسر ريان
إيقاف أبرز نقاط قوة منتخب البرازيل
من تابع البرازيل بالبطولة يدرك جيدًا قيمة هجوم السامبا، حيث واجه في المجموعة الرابعة منتخب ألمانيا وفاز عليه بنتيجة 4-2. وتعادل سلبيًا مع منتخب كوت ديفوار، ثم فاز على المنتخب السعودي 3-1، ليصعد كأول المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط. وسجل 7 أهداف في 3 لقاءات بمعدل هدفين وتلت بالمباراة الواحدة وهو رقم كبير جدًا.
كما يمتلك منتخب السامبا هجوما مدمرا بالثنائي ماتيوس كونها والنجم ريتشارليسون وصيف كوبا أمريكا الأخيرة. ومهاجم إيفرتون الإنجليزي وهو لاعب فوق السن، الذي نجح في تسجيل 5 أهداف بدور المجموعات حتى الآن خلال 3 مباريات. ليتصدر ترتيب هدافي البطولة وينضم لقائمة اللاعبين البرازيليين الذين نجحوا في تسجيل أكثر من 5 أهداف في دوري أولمبية واحدة. وهو مسجل حوالي 80% من أهداف السامبا بالدورة حتى الآن.
كما يلعب المدرب أندري جاردين بطريقة هجومية ومباشرة جدًا على دفاعات الخصوم 4-4-2. وذلك من خلال اعتماد ثنائي هجومي صريح “كونها وريتشارليسون” وجناحين مدمران هجوميًا أنتوني وكلاودينيو. كما أن بدلائهم لا يقلان خطورة عنهما، وهما الثنائي مالكوم نجم برشلونة السابق، وباولينيو السريع لاعب ليفركوزن الألماني. مع صعود القائد والظهير الأيمن الهجومي المعروف داني ألفيس وفي اليسار اللاعب أرانا، واعتماد لاعبي ارتكاز رائعين جيماريش صاحب الواجبات الدفاعية أكثر من دوجلاس لويز نجم أستون فيلا صاحب الأدوار الهجومية الكبيرة كذلك.
كل هذه الإمكانيات تحتم على شوقي غريب وجهاز الحفاظ على أسلوبهم الدفاعي، لكن بتطوير هجومي جيد عكس أول مباراتين بالدورة. إذا ما أرادوا الفوز على البرازيل ومعانقة المجد بالوصول لنصف النهائي. وغلق كافة المساحات أمام هجوم البرازيل، وخط وسطه القوي، مع اللعب على المرتدات لمباغتة الدفاع. وذلك من أجل خطف هدف هو الطريقة المثلى لمجاراة السامبا والخروج أمامها بنتيجة إيجابية وربما الفوز بكل تأكيد.
استغلال أبرز نقاط ضعف منتخب السامبا
من خلال متابعة البرازيل بالدورة الحالية، نرى بوضوح أكبر نقاط ضعف منتخب السامبا والمتمثلة في ثنائي قلب الدفاع نينو ودييجو كارلوس وحارس مرماه سانتوس. إذ تلقى 3 أهداف في 3 مباريات، اثنان منهم كرات رأسية بين قلبي الدفاع اللذان يتحلان بالبطء الشديد. وضعف الارتقاء واللعب بالرأس بشكل جيد والتصدي لرأسيات الخصوم في منطقة الجزاء.
الهدف الأول بالرأس كانا أمام ألمانيا في المباراة الأولى والثاني أمام السعودية من كرة ثابتة بالمباراة الأخيرة. بينما الهدف الثالث جاء من خطأ ساذج لحارس المرمى ينم عن ضعف مستواه وقدراته. وكان في لقاء ألمانيا كذلك من تصويبة بعيدة المدى غالطته وعانقت الشباك.
ومن هنا نستشف أن اللعب على قلبي دفاع البرازيل وحارس مرماهم هو الخيار الأمثل للمنتخب المصري، لزيارة شباك السامبا. فعلينا إرسال كرات عرضية كثيرة من العراقي وفتوح واستغلال قدرة أحمد ريان الجيدة في الضربات الرأسية وتمركزه الجيد بين المدافعين. وفي منطقة الجزاء لإحراز أهداف بتلك المباراة حيث تمثل ثغرة واضحة للبرازيل. كذلك علينا اعتماد سلاح التسديد من خارج المنطقة كثيرًا لضعف الحارس البرازيلي وإمكانياته المتواضعة وخبراته القليلة لخطف هدف.
وعلى شوقي غريب وجهازه أن يعمل خلال الحصة التدريبية يوم الجمعة مع لاعبيه على استغلال نقاط الضعف تلك بالبرازيل. ويدرب لاعبيه على العرضيات الكثيرة وضربات الرأس والكرات الثابتة نستغلها جيدًا في عمق دفاع السامبا وتحديدًا بين قلبي دفاعهم. وأيضًا التسديد من خارج المنطقة وتدريب أكرم وعمار وكذلك طاهر ورمضان على هذا السلاح لمباغتة الحارس سانتوس المتواضع.
تاريخ مواجهات متساوٍ بين المنتخبين
تعد هذه المواجهة هي الثالثة بين المنتخبين خلال مشاركتهما في الألعاب الأولمبية عامة. حيث جاءت المواجهة الأولى يوم 12 أكتوبر 1964 بالعاصمة اليابانية طوكيو أيضًا، وشهدت تعادل المنتخبين بهدف لمثله. تقدمت السامبا عن طريق روبيرتو بينما سجل هدف مصر خليل شاهين الشهير بشنن.
أما المواجهة الثانية يتذكرها الجميع وكانت في أولمبياد لندن 2012. حيث تلقى أحفاد الفراعنة الهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، سجلهما حينها محمد صلاح ومحمد أبو تريكة. وخرجت مصر من دور الـ16 أمام اليابان. بينما خسرت البرازيل النهائي من المكسيك وسط حسرة شديدة للسيليساو.