جدد تتويج القطري مصري الأصل، فارس حسونة، بميدالية ذهبية في منافسات رفع الأثقال للرجال لوزن 96 كغم باسم قطر في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بطوكيو، الجدل حول هروب المواهب الرياضية من مصر وتوجهها إلى عروض التجنيس القطرية، في وقت تشهد نتائج المصريين في الأولمبياد تراجعا كبيرا، باستثناء ما حصدته هداية ملاك واللاعب سيف عيسى.
فارس حسونة ليس المصري الأول ويبدو أنه لن يكون الأخير في قائمة الهروب بسبب استمرار أسلوب العشوائية و”حالة البخل الرياضي” التي تسيطر على اتحادات الألعاب الفردية منذ فترة طويلة.
فارس وآخرون.. مصريون في الأولمبياد لدول أخرى
إلى جانب حسونة، تشهد أولمبياد طوكيو 2020 مشاركة ثلاثة لاعبين آخرين في من أصل مصري وهم أشرف الصيفي لاعب العاب القوي وقرر مغادرة مصر والسفر إلى قطر، ليبدأ طريقة ويتم تجنيسه بقطر عام 2011.
أحمد عبد الواحد في إيطاليا وتحديدا في مدينة روما، لأبوين من مصر مهاجرين منذ سنوات عديدة، وبدأ مشواره باللعب بالزانة ألعاب القوى ثم انتقل لمنافسات العدو والقفز على الحواجز. حصل منذ ست سنوات على الجنسية الإنجليزية، ليحقق لها العديد من الإنجازات والميداليات.
شادي النحاس لاعب الجودة، من أصول مصرية حيث، ولد في مصر وتحديدا مدينة الإسكندرية، وبعد وصوله إلى سن 11 عاما هاجر إلى كندا برفقة والديه، واتجه لعبه الجودة حتى قرر احترفها وحصوله على الجنسية الكندية ونجح في الحصول على تسعة ميداليات متنوعة في مختلف البطولات. كما حصل شادي علي المركز الرابع في لعبة الجودو في أولمبياد طوكيو الحالية المقامة في اليابان.
اقرأ أيضا:
فساد وأزمات إدارية وراء ظهور مصر الباهت بأولمبياد طوكيو
عفوا.. لا نريد أبطال
فسر حسونة الأب، وهو أحد الأبطال السابقين في لعبة رفع الأثقال، رحيله عن مصر، بسبب عدم حاجة المسؤولين لمجهوداته، متهما المسؤولين عن اللعبة بتعيين المدربين بالمجاملات وليس الكفاءة، مشددا على أنه لم يتم الاستعانة به رغم أنه أخرج لمصر العديد من الأبطال.
هذا عن الأب، أما الابن فلم يسبق له تمثيل منتخب مصر أو يرفع الشعار المصري من قبل بحكم تواجده في قطر طوال فترة عمل والده، وهذا عذر للابن، لكن يظل السؤال مفتوحا: لماذا أختار الوالد بلدا آخر لابنه؟
يجيب حسونه أنه يفتخر بمصريته، لكنه لا يشعر بالاهتمام في وطنه، كما لا يثق في قدرة الاتحادات الرياضية على صناعة بطل أوليمبي.
تبدو الإجابة كافية ولا تحتاج إلى إضافات، فاللعبة في مصر تعيش أسوأ فتراتها منذ إنشاء اتحاد رفع الأثقال، والدليل على ذلك عدم العقوبة الوقعة على الاتحاد المصري بعدم المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الحالية. نتيجة حالات المنشطات التى تم اكتشافها فى دورة الألعاب الأفريقية.
كان الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، حمل المسؤولية لمن كان يدير اتحاد رفع الأثقال في الفترة التي سافر فيها اللاعب فارس حسونة. مؤكدًا أن هذه الظاهرة لم تحدث منذ عام 2015، متعهدا بعدم تكررها مرة أخرى.
في المقابل، قال الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن قضية تجنيس الرياضيين المصريين موجودة منذ وقت طويل، خاصة في دولة قطر، والتي تستهدف إغراء الرياضيين بالمبالغ المالية الضخمة فضلًا عن تقديم العديد من الامتيازات، مؤكدًا أن الاتحادات الرياضية في مصر مطالبة بتوفير الدعم لهؤلاء الرياضيين.
النائب السابق محمد فرج عامر، كان واحدا ممن طالبوا بإعادة النظر في أوضاع الاتحاد الرياضية حينما كان يدير لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، مؤكدا أن السبب الرئيس في هروب النجوم هو تجاهل الاتحادات والحكومة للأبطال وركهم صيدا سهلا للدول الأخرى، قائلا: “حرام نترك مثل هؤلاء الأبطال ولا نهتم بهم لتستفيد مصر منهم”.
لائحة طويلة.. تجنيس لاعبين مصريين
قبل ذلك تصدرت قضية اللاعب معاذ محمد صابر صراع التجنيس الرياضي بين مصر وقطر، حيث قال الإعلام المصري إن محمد وهو طالب في مدرسة الموهوبين التابعة لوزارة الشباب والرياضة قد هرب إلى قطر من دون الحصول على الإذن المطلوب، فكانت ضغوط كبيرة لمنع قطر من منحه ما يريد.
ووصلت القضية إلى أعلى مستويات التصعيد، خصوصاً أن محمد لم يكن الأول، فقد سبقه كل من أحمد بدير وأشرف أمجد وأحمد أمجد بتمثيل القميص العنابي في ألعاب القوى المختلفة.
تجاهل رياضي
أما الجانب المصري، فقام متمثلًا في الاتحاد المصري لألعاب القوى في أغسطس 2015 باتخاذ قرارا بشطب المدرب عبد الحميد خميس من سجلات الاتحاد، وذلك بتهمة “العمل لصالح قطر وتسهيل تجنيس اللاعبين المصريين، وامتد هذا القرار ليشمل شطب أربعة لاعبين آخرين وصفوا بالهاربين إلى قطر، وهم أشرف أمجد محمد رجب، وأحمد أمجد محمد رجب، وأحمد أحمد بدير أحمد، ومعاذ محمد صابر محمد.
بينما تفاجأ الجميع بقرار طارق عبد السلام لاعب منتخب المصارعة بالموافقة على التجنس واللعب باسم بلغاريا فى البطولات الدولية بعد أن ترك مصر العام 2016 واتجه إلى العمل فى أحد محلات الشاورما هناك، وسط صمت مسؤولى الاتحاد المصرى.
و تجاهل اتحاد المصارعة المصري قرار اللاعب بترك مصر قبل انطلاق معسكر البطولة الأفريقية التى أقيمت بالإسكندرية.
وفي 2018 ترك لاعب نادي غزل المحلة الذي كان ضمن صفوف منتخب مصر للشباب، فريقه لصالح نادي المحرق البحريني، فضلًا عن لعبه لمنتخب الشباب البحريني بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم للشباب.
كما تم تجنيس اللاعب أحمد عبد المقصود وهو لاعب مصري، احترف فى نادي بدولة الكويت، ثم لعب للنادي الأهلي المصري، ثم انتقل للأهلي القطري، ومن ثم حصل على الجنسية القطرية واللعب للمنتخب القطري، كذلك الحال بالنسبة للاعب محمد السيد نادي سموحة وشوقي عبد الحميد فريق الأوليمبي تحت 17 عامًا ومصطفى عصام ومحمد أسامة وأحمد عباس من الإتحاد السكندري 16 عامًا.
يرجع الخبراء السبب إلى ضعف المردود الاقتصادي وانخفاض عقود الرعاية من قبِل الدولة لأصحاب الألعاب الفردية مثل كرة اليد والسلة، أكبر الأسباب التي تقتل مبدأ “الانتماء” لدى أي لاعب. فضلًا عن أن الإعلام المصري لا يهتم كثيرًا إلا بكرة القدم المصرية ونجومها ومقصر فى حق اللاعبين والرياضيين.