حاول الناشط السياسي عبد الرحمن طارق الشهير بموكا، الانتحار في محبسه في سجن طرة تحقيق. وتم نقله إلى مستشفى السجن، لتكون تلك المحاولة هي الثانية خلال أيام قليلة. بعد محاولة المدون محمد أكسجين الانتحار أيضا داخل محبسه.
سارة شقيقة موكا قالت: منذ أيام كنا في زيارة لموكا ولم يسمحوا بدخول ما حملناه من مأكولات وبعض احتياجات أخي، بسبب شاحن الراديو الذي يشبه شاحن الهاتف. الضابط اعتبر أننا نهرب شاحن لهاتف وألقي بالزيارة والطعام على الأرض. وعرفنا بعده أن نقل لغرفة التأديب لمدة 24 ساعة”.
محاولة انتحار موكا
وتابعت: فوجئت بخبر محاولة انتحاره. ونقله إلى المستشفى. أخي حاول الانتحار ليتخلص من حياته وسجنه. لا أتخيل أنني كان من الممكن أن لا أراه مرة أخرى. حتى أبسط طلباته ممنوعة. هناك تعنت. ولا أعرف كيف أخبر أمي بمحاولة انتحاره وهي من ظلت طوال اليوم تبكي بعدما عدنا بالزيارة ولم تدخل لموكا. لأنه لن يأكل من الطعام الذي أعدته. إلى متى سيظل أخي في هذا الوضع. أريد تهمة واضحة تستحق أن يعاقب بهذا الشكل حتى أبسط حقوقه لا يحصل عليها”.
تخشى سارة على حياة شقيقها. خاصة بعد إقدامه من قبل على الدخول في إضراب كلي عن الطعام استمر أكثر من 50 يوما. وكاد أن يفقد حياته وفقا لوصفها، ما يزيد قلقها بأن تلك المحاولات قد تتكرر مرة أخرى، وتفقد شقيقها داخل السجن.
إضراب سابق عن الطعام
أعلن موكا العضو السابق في حركة شباب 6 أبريل. في بداية شهر ديسمبر الماضي. إضرابه عن الطعام، أثناء احتجازه في قسم عابدين بعد ضمه على ذمة القضية رقم 1056 لسنة 2020. بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية. وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب.
بدأت معاناة موكا مع التدوير، عقب اعتقاله أول مرة، في 9 سبتمبر 2019، أثناء قضائه فترة المراقبة الشرطية تنفيذا للحكم الصادر ضده في قضية ”أحداث مجلس الشورى”. حيث اختفى وقتها من محيط قسم قصر النيل. حتى ظهر على ذمة القضية 1331 لسنة 2019. لتبدأ رحلته مع التدوير، من قضية لأخرى. وبنفس الطريقة إخلاء سبيل ثم اختفاء حتى ظهوره على ذمة قضية جديدة.
وفي 10 مارس الماضي. حصل على إخلاء سبيل بتدابير احترازية في القضية 1331 لسنة 2019. لكن لم يتم تنفيذ القرار وظل محبوسا لأكثر من شهر. ليتم تدويره للمرة الثانية على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020.
وبحسب صفحة (الحرية لعبد الرحمن طارق موكا). فإن”موكا” مدافع عن حقوق الإنسان. حيث يعمل مع مركز نضال للحقوق والحريات. الذي تشمل أعماله الدفاع عن الحق في حرية التعبير وحقوق السجناء. خاصة في حالات الاختفاء القسري.
وقبل إتمامه عاما في الحبس الاحتياطي. حصل على إخلاء سبيل لكن هذه المرة أيضا لم تكتمل فرحته بالقرار. ليظل مختفيا رغم تقديم أسرته بلاغات تلغراف للنائب العام والجهات المختصة، تفيد باختفائه لكن دون جدوى. لينتهي الأمر بظهوره على ذمة القضية الأخيرة رقم 1056 لسنة 2020.
محاولة انتحار محمد أكسجين
وتأتي تلك الواقعة بعد أيام قليلة من محاولة انتحار المدون محمد إبراهيم الشهير بأكسجين داخل زنزانته. وفقا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. بسبب ما وصفته بالإجراءات التعسفية ومنع الزيارة عنه.
كما أدانت الشبكة ما يتعرض له أكسجين في سجن طرة، من تنكيل وإجراءات تعسفية تسببت في وصوله لحالة من اليأس دفعته لمحاولة الانتحار داخل محبسه. قبل أن يتم إنقاذه في اللحظات الأخيرة.
وذكرت الشبكة أن موكلها يتعرض لـ”معاملة قاسية” بالسجن وهو “أمر شاذ على العدالة”. وأن محاولاتها لم تنجح في الحصول على تصريح من نيابة أمن الدولة لتمكين المحامين من زيارة أكسجين. للوقوف على مدى سلامته الجسدية والذهنية والنفسية.
وقال شقيقه إن الزيارة ممنوعة عن محمد منذ شهر فبراير الماضي. ولا يمكن للأسرة إلا توصيل الملابس والطعام له. كما أن إدارة السجن تتعنت في تسلم أي أموال يتم وضعها لنجلهم في “كانتين” السجن. وتعلم الأسرة أخبار نجلها من جلسات التجديد لباقي المحبوسين. كما علمت بمحاولة انتحاره من خلال المحامين.
في أبريل 2018، اعتقلت قوات الأمن أكسجين من منـزله في حي المعادي بالقاهرة. ونقلوه إلى مكان مجهول. وتزامن القبض على المدون في العام الذي جرى حجب فيه أكثر من 497 موقعًا إلكترونيًا حينها. وأعربت حينها منظمة “فرونت لاين” عن قلقها إزاء احتجاز المدون محمد إبراهيم، وقلقها بشدة بشأن أمنه وسلامته البدنية.
صدر قرار بإخلاء سبيل أكسجين، بتدابير احترازية في القضية رقم 1356 لسنة 2019. الذي كان يواجه فيها تُهم الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، أيضًا صدر قرار بإخلاء سبيله في القضية رقم 621 لسنة 2019، ولم يتم تنفيذ القرار، وتم التحقيق معه في القضية الحالية 855. والتي يواجه بها نفس التهم السابقة.