في فيلم “يوم للستات” للمخرجة كاملة أبو زكري. لعبت النجمة إلهام شاهين دور شامية. وهي سيدة في الأربعينيات يتهمهت سكان المنطقة بالانحلال الأخلاقي. لأنها تعمل عارضة رسم لطلاب الفنون الجميلة. وعلى مدى الأحداث تحاول شامية أن تتخلص من الصورة النمطية التي رسمها لهن سكان المنطقة الصورة المصغرة “للمجتمع”.
في هذا السياق يعاني عالم العارضات “الموديلز” في مصر من عدم وجود جهة محددة يمكن الرجوع لها للمطالبة بحقوقهن. خاصة في ظل بيئة عمل لا تخلو من الانتهاكات في كثير من الأحيان. لذلك نجد ظهور عدد كبير من الحالات التي تشكو من سوء المعاملة والاضطهاد المهني والتحرش، فضلًا عن تعرض أغلبهن لسوء السمعة نظرًا للإشاعات المتكررة.
يتم تصنف الموديل في مصر عدة تصنيفات. فهناك فتيات “موديل ميك آب”. و”موديل فساتين سواريه وزفاف”. وهناك “موديل فاشون كاجوال”. و”موديل عبايات”. وطبعًا موديل الملابس الداخلية والمنزلية.
في 2020 أطلقت مصريتان مبادرة افتراضية تحمل اسم “وجه” عبر موقع «إنستجرام». يتم من خلالها تقديم قصص نجاح عارضات ومصممات الأزياء في مصر والمنطقة العربية للمساعدة في تمكينهن في هذا المجال ما يساعدهن على الانطلاق إلى العالمية. إضافة إلى نشر ثقافة الأناقة في المجتمع.
كشفنا من خلالها عن أبرز المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا المجال في الداخل والخارج، مثل ضرورة إعادة النظر في مفاهيم الهوية والجمال ومقاييس الجاذبية داخل النساء، وأن أي امرأة يمكنها أن تكون صاحبة جمال وجاذبية مختلفين.
العالم الخفي للموديل لا يمكن أن يتوقعه أحد فنحن لا نحظى بحياة من المرح والسفر كما يعتقد البعض وإنما يتم إهانتنا باستمرار وكأننا لسنا بشر ولنا حقوق، فقط علينا السمع والطاعة.
موديل إعلانات
أمل -اسم مستعار- 27 عامًا تعمل في إحدى الشركات الدعاية كموديل إعلانات. تقول لمصر 360: العالم الخفي للموديل لا يمكن أن يتوقعه أحد فنحن لا نحظى بحياة من المرح والسفر كما يعتقد البعض وإنما يتم إهانتنا باستمرار وكأننا لسنا بشر ولنا حقوق، فقط علينا السمع والطاعة.
وتضيف: إذا لم توضح الموديل شروطها من البداية وتصر عليها فيما يتعلق بالملبس والمقابل المادي. يتم استغلالها خاصة من المخرجين. فضلاً عن الفكرة النمطية لدى الرجال بأن الموديل سهلة ومتاحة. وأسلوب التعامل دائمًا ما يكون كذلك.
المهنة تحتاج بشكل كبير إلى مهارات يجب توافرها مثل المظهر والمحافظة المستمرة على تناسق جسدها، بمعايير الاختيار المتعارف عليها. ولكل فتاة تعمل في هذا المجال ما يميزها سواء شعرها بشرتها طولها وهكذا. بحانب القدر على اتخاذ ردود الفعل الملائمة للقطات في التصوير.
وتشير أمل إلى أنها كثيرًا ما تتعرض للمضايقات والتلميحات الجنسية من قبل إحدى الشركات التي تعاملت معها وداخل مواقع التصوير.
وفي هذه الحالات تلجأ لإخبار المخرج الخاص بالعمل. إذ لم يكن هو الشخص المتحرش من الأصل وفي بعض الحالات يتم اتخاذ إجراء ضده.
تضيف أمل، أن الجميع ينظرون أليهن باعتبارهن فتيات يبعن أجسادهن. وليست فتيات تمتلكن مهارات في الأداء والتمثيل والحركة. وأن هناك بعض الفتيات اللواتي يتعاملن مع المخرجين بشكل مبتذل. ويحصلن على الدور في الإعلان مقابل بعض التنازلات، ما يضر بباقي الفتيات.
موديل تصوير
سناء 27 عاما خريجة تربيه نوعيه قسم فنون تروي: بدأت منذ 4 سنوات في هذا المجال كعارضة تصوير وكانت محاولة من إحدى صديقاتي لإعادة ثقتي بنفسي مرة أخرى. وبعد انتشار الصور كنت سعيدة برد فعل الناس عليها ومن حينها بدأت كموديل تصوير مع عملاء ومصورين.
وتتابع: دائمًا ما يكون هناك صعوبة في العمل لدى أي شركة أخرى لأن شروط الشركات أشبه بالعبودية. الملبس على اختيارهم والتصوير في أيّ وقت يرغبون فيها. والزوايا الملائمة لوجهة نظرهم وأنا ونصيبي ربما يكون الفريق كله متحرشين، ولا مجال للرفض لأن الشركة تأخذ فلوس وأنتٍ لعبة”.
وتوضح أن المجال أصبح مليء بالعروض المشبوه وعروض مثل “تعالي أصورك في أوضة بيتي” أو ” نصور بهدوم خفيفة عشان السيشن يولع” وهكذا وكلما زاد رفضك لمثل هذه العروض كلما قلت فرص ظهورك وانتشارك.
تقول سناء أن رؤية المجتمع للفتاة العاملة في مجال “الموديل” أن أغلبهن عادى بمعنى أنه يمكنها القلع والسهر وإذا حدث عكس ذلك فهي شخص غريب ودخيل على المجال ومعقد. وحتى أن عدد من العارضين الذكور يعانون النظرة ذاتها ولكن باتهامات في ميولهم الجنسية وغيرها.
وعن حقوق الموديل في مصر بشكل عام تؤكد أنه لا يوجد من يتم اللجوء له في حالة انتهاك حقوقهن. وأنهن يعتمدن على التكاتف. معًا وتبليغ بعضهن البعض بالشركات والأشخاص أصحاب السمعة السيئة، فضلًا عن الأشخاص المعروفين ولا يمكن المساس بهم لأننا لا نزال موديل صغار في بداية الطريق كما يقال.
حقوق مهدرة
وعن الحقوق المهدرة. تشير إلى أن الناس لابد أن تنظر للموديل كأيّ شغل آخر. خاصة أنه عمل يتطلب الحفاظ على المظهر والوزن والنفسية. هناك تصوير يمكن أن يستمر لأكثر من 20 ساعة. فضلًا عن المذاكرة والكورسات المستمرة للتطوير.
سمر واحدة من الفتيات العاملات في مجال عروض الأزياء منذ عام 2017 تقول: نعاني من عدة ضغوط خاصة في الأيام السابقة للعرض. من اختبارات ومقاسات واختيار أزياء ملائمة وبروفات متكررة منذ الصباح الباكر وحتى قبل الصعود على خشبة العرض. في المقابل يتم احتكار حقوقنا من قبل الشركات الراعية وعدم الحصول على عقود عمل رسمية.
وتتابع سمر أن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم وجود مدربين ذو خبرة كسابق العهد والمهنة أصبحت (سبوبة) لمعظم الفتيات والشباب مشيرة إلى وجود مدارس عرض أزياء فى مصر، وعلى الرغم من تدهورها فى الفترة الأخيرة، ما زالت تحتفظ برونقها الخاص، وتقدم فقط من تستحق أن تكون «موديل».
وفى إطار الوجه الآخر للمهنة أيضًا. تظهر نظرة المجتمع لمهنة عارضة الأزياء. وفق سمر ذات الـ 30 عام فتقول: “قلة الوعي وانعدام الثقافة هو العائق الأساسي في كل ما تتعرض له عارضات الأزياء حتى المحجبات منهن، ولا يعلم المجتمع أننا في كثير من الأحيان تحصل على كورسات في التمثيل، الذى يمثل جزءًا مهمًا من المهنة، لتقمص دور معين يتماشى مع الحالة الموجودة، لكون التصميم حكاية تُبرز من خلال عارضته”.
وتضيف بعد فترة أصبح المجال يفتقد إلى المعايير السليمة، واختيار العارضات يتم بعشوائية، فضلًا عن أن الرقابة عليهم منعدمة، والمهنة مشوهة بسبب سلوك “وكالات غير مسؤولة”، التي تستقطب بعض الفتيات تحت حلم الشهرة.