شهد ملف سد النهضة هدوءًا نسبيًا خلال الأسبوع المنقضي، مع غياب التعليقات الرسمية، أو التحركات الدولية الساعية لإيجاد حل للأزمة المتوقفة عن نقطة تعنت إثيوبيا حيال عمليات الملء والتشغيل للسد.
عبد المجيد تبون يضع مبادرة الجزائر في الواجهة
رغم الهدوء الذي يسيطر على مواقف الدول الثلاث المعنية بأزمة سد النهضة، أطلق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تصريحات اعتبرت إحياءً لمبادرة بلاده الساعية لإيجاد حل بخصوص الأزمة.
وبدأت الجزائر جهودًا دبلوماسية حثيثة خلال الأيام الماضية، اتضحت معالمها في أعقاب تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون بأن بلاده لديها مبادرة لحل أزمة سد النهضة، وأن الجهود الجزائرية لقيت تجاوباً كبيراً من كل الأطراف المعنية.
وأبدى الرئيس الجزائري ثقة كبيرة في إمكانية نجاح وساطة بلاده في حلحلة الأزمة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة. كما أكد أن المبادرة “جزائرية خالصة لم تملها علينا أية جهة”. وتابع: “طالبنا بعدم وصول الأشقاء بسبب نزاع سد النهضة إلى أمور ساخنة”.
الرئيس الجزائري أكد تلقيه ردود فعل إيجابية من دولتي مصر والسودان، مضيفاً أنه “لا بد من تحكيم العقل والمنطق حتى تنعم أفريقيا بالاستقرار وتعود للمحافل الدولية، خاصة أن مجلس الأمن لم يفصل في القضية وأعادها إلى الاتحاد الإفريقي”.
وأكد تبون أن “الوساطة الجزائرية في ملف سد النهضة لن تتوقف إلى أن تحل”، وأن بلاده ليس لديها في القضية “لا ناقة ولا جمل إلا المسعى في تقريب وجهات النظر”.
مصدر: المفاوضات متوقفة بشكل نهائي.. والجزائر غير ملمة بالتفاصيل
هذا الأسبوع أيضًا، نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصادر قولها إن مفاوضات سد النهضة متوقفة بشكل نهائي، وأنه لا يوجد جديد للإفصاح عنه. وأشار إلى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي حول إعادة المفاوضات سوف تكون عبر وساطة دولية أو باتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف.
وقال المصدر إن الجزائر اتخذت بعض الخطوات المهمة دبلوماسيًّا للوجود في المحيط الأفريقي، مشيرًا إلى أن الجزائر لم يكن لديها كل التفاصيل الصغيرة حول السد ونقاط الخلاف.
وتابع أن “القاهرة رحَّبت بمشاركة الجزائر كمبادرة للتهدئة بين الأطراف المتنازعة وليس كمبادرة تضع حلولًا لنقاط الخلاف، وتم بالفعل لقاء المسؤولين بالجزائر وشرح نقاط الخلاف والتخوفات من استمرار أعمال البناء والملء بشكل أحادي”.
ولفت المصدر إلى أن الخلاف يكمن في محاولة إثيوبيا الانفراد بإدارة السد، مشددًا على وجوب الوصول إلى اتفاق ملزم معها، مؤكدًا أن “مشكلة السد الأساسية ستكون في فترة الجفاف”.
أردوغان يثير ملف سد النهضة مع البرهان
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده قلقة من التوتر الحاصل بين الخرطوم وأديس أبابا بشأن ملف “سد النهضة”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
وقال الرئيس التركي: “تناولنا أنا وضيفي البرهان القضايا الإقليمية والثنائية، ونعبر عن أهمية للعلاقات مع ما يسمى بلدان القرن الإفريقي، كما نعبر عن قلقنا بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي”. وأضاف: “نشدد على ضرورة الحوار للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف”.
دخان كثيف فوق سد النهضة.. ما حقيقته؟
تداول عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأدخنة كثيفة تتصاعد من سد النهضة الإثيوبي، وتظهره وكأنه يتعرض لحريق كبير.
وتحققت خدمة تقصي الأخبار التابعة لوكالة “فرانس برس” من تلك الصور المتداولة، وأوضحت أن هذه الصورة ليست حقيقة ومزيفة تماما.
وأشارت إلى أن تلك الصورة من الأساس لا تخص سد النهضة، وهي صورة للضباب فوق سد “الممرات الثلاثة” في الصين، تم نشرها في وكالة “شينخوا” الصينية في عام 2020.
السودان يطلب شراء المزيد من الكهرباء الإثيوبية
كشفت السلطات الإثيوبية أن السودان طلب منها شراء 1000 ميغاواط من الكهرباء.
وأوضح المدير التنفيذي للتخطيط في هيئة الطاقة الكهربائية الإثيوبية، أندوالم سيي، أن هناك دولا أفريقية عديدة عبرت عن رغبتها في شراء الكهرباء من إثيوبيا، من ضمنها السودان، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
وأشار إلى أن خبراء من الهيئة زاروا العاصمة السودانية الخرطوم في شهر يوليو الماضي، بينما سيصل الخبراء السودانيون إلى إثيوبيا لاستئناف المحادثات قريبا.
ولفت أندوالم سيي إلى أن جنوب السودان أبدى رغبته كذلك في شراء الطاقة الكهربائية من إثيوبيا، وأن فريقا من الخبراء سوف يذهب إليه من أجل إجراء دراسة بشأن بناء خط الطاقة الكهربائية.
وأضاف أن “سد النهضة الإثيوبي لن يفيد إثيوبيا فحسب، وإنما إفريقيا أيضا”، مشيرا إلى أن “الطلب الحالي للكهرباء من هذه الدول الصديقة يوضح توقعاتهم العظيمة من فوائد السد”.