بات الغموض يحيط بمستقبل العام الدراسي الجديد، في ظل انتشار متحور دلتا سريع الانتقال مع توقعات بموجة رابعة لفيروس كورونا. والأزمات التي تجوب العالم حاليًا بما فيها التغيرات المناخية رفعت معدل القلق حول إمكانية القدرة على مواصلة العام الدراسي الجديد.
وزارة التعليم التي اكتفت بإعلان موعد العام الدراسي الجديد فقط، أعادت التمسك بجملة من الإجراءات الاحترازية. فيما ترك الوزير طارق شوقي معالم العام الدراسي إلى مستقبل المتغيرات الوبائية، ومن ثمّ تحديد شكل العملية التعليمية.
ملامح العام الدراسي الجديد
لم توضّح وزارة التعليم، حتى الآن، معالم العام الدراسي الجديد والطريقة التي سيحصل بها الطلبة دروسهم. لكنها قالت إن العام الدراسي سيكون نظاميًا، إلا في حال ظهور مستجدات صحية، تجعل التعليم عن بعد أحد الحل الأمثل.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم عن بدء الدراسة بالمدارس الرسمية والخاصة في 9 أكتوبر المقبل. ومن المقرر أن تستمر الدراسة لنحو 34 أسبوعًا وينتهي في 16 يونيو المقبل. وأن المدارس تستعد لاستقبال الطلاب بكامل الإجراءات الاحترازية.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، طارق شوقي، أن هناك متغيرات وبائية تطرأ على الساحة من وقت لآخر. لذلك لفت إلى أن معالم العام الدراسي الجديد ستكون أكثر وضوحًا في الأسبوع الأخير من سبتمبر المقبل، لتقييم الوضع الوبائي في مصر، ومن ثم تحديد أسلوب التحصيل والتعامل.
منها تطعيم المدرسين.. إجراءات احترازية
وأكد الوزير طارق شوقي أن الوزارة تتعاون مع وزارة الصحة لتطعيم المعلمين والإداريين بلقاح كورونا قبل بدء العام الدراسي.
كما تقوم إدارات المدارس بعدد من الإجراءات، من بينها التعقيم والتطهير الكامل والدوري مع التباعد الاجتماعي أثناء العملية التعليمية. بالاضافة للمتابعة الدورية للطلبة على مدار اليوم، وقياس درجات الحرارة، وعدم دخول الطلبة المصابين بمؤشرات البرد، وإن كان طبيعيًا.
كما بدأت عدد من المدارس سلسلة من الاجتماعات لمناقشة التدريبات التوعوية التي سيتم تقديمها للطلبة خلال العملية التعليمية. ولكن الجميع لا زال ينتظر حلول شهر سبتمبر لقياس حجم وخطورة الوباء، ومن ثم التعرف على مصير العملية التعليمية.
مخاوف أولياء الأمور
تباينت تصورات أولياء الأمور في التعامل مع العام الدراسي الجديد، حيث سيطر الخوف على البعض وقرروا عدم الانتظام في الحضور. بينما رأى آخرون أن العودة للمدارس حل صائب؛ كون النتائج متشابهة سواء ما يتعلق بمخاطر الوباء أو سلبيات الدراسة المنزلية.
سلمى جمال، ولية أمر طفلين في مرحلتين تعليميتين مختلفتين، أكدت أنها “مرعوبة” على أطفالها ولن تنتظم في الذهاب إلى المدارس في حال صدور قرار بذلك. وبررت قررارها إلى أن أن الوقت الحالي “كارثي” نظرا لقرب موجة جديدة من فيروس كورونا. فضلاً عن إعلان وزارة الصحة وجود نسبي لبعض الأمراض الأخرى. وأكدت أنها لا تتحمل المغامرة بذهاب أطفالها للمدرسة، وقد تكون بعض الأسر غير مهتمة بالإجراءات أو الحماية من الفيروس.
وأضافت سلمى في حديث لـ”مصر 360″ أنّ الأطفال يصعب إلى حد كبير السيطرة عليهم. وبالتالي لا يمكن أن يتم التعويل على دور المدرسين والإدارة في التعامل معهم.
وتابعت: “أنا فعلاً خايفة على الأولاد ومش عارفة إزاى أتعامل. أكيد كل تعليماتي ملهاش قيمة دول أطفال وطبعًا هيلعبوا ويختلطوا ويمسكوا مقتنيات بعض ولو كنا في موجة رابعة أكيد هنبقى في كارثة”.
محمد حامد، ولي أمر لثلاثة أطفال في مراحل تعليمية مختلفة، اعتبر أن الأطفال في حاجة للعودة مرة أخرى لمدارسهم. ويرر موقفه بأن “المنع عن الدراسة أو تقليصها لم يعوض استكمال ما نقص في الدروس الخصوصية.
وتابع: “لست قلقا على أطفالي فهم بالفعل معرضين لمختلف المخاطر خارج المدرسة. فنحن نخرج ونذهب للنادي ونقوم ببعض الرياضات، فضلا عن الذهاب للدروس. ولا أرغب على الإطلاق في تعطيل الدراسة مرة أخرى”.
وأكد حامد في حديث لـ”مصر 360″ أنّ المعاناة الأكبر ستحدث في حال تقليل مدة الانتظام بالدراسة. وأردف: “نحن كأولياء أمور نبحث عن بدائل للتحصيل سواء كانت إلكترونية أو من خلال مدرسين خارج المنظومة ونتحمل التبعات المالية”.
وأشار إلى أن أسعار الدروس تضاعفت خلال فترة الجائحة و”كأنه استغلال واضح للأمر الواقع. لذلك يرى أن “الانتظام في الدراسة مع اتباع الإجراءات الاحترازية هو الأهم خلال الفترة المقبلة”.
من واقع نقاشات مجموعات “الماميز”.. هذه هي البدائل
حالة من الجدل دارت خلال الفترة القليلة الماضية على تجماعات أولياء الأمور، خاصة “الماميز” حول التعامل مع العام الدراسي الجديد. ورأت بعض الأمهات أن تدريب الطفل على التعامل مع مقتنيات الغير أمر ضروري للغاية، سواء بسبب أزمة كورونا. أو من باب تكريس التأقلم على النظافة الشخصية مستقبلاً.
تحالفت بعض الأمهات لتشكيل رقابة وإشراف من أولياء الأمور على إجراءات الحماية ووسائل الأمان المدرسية بمتابعة دورية للمدارس
ورأت أخريات أنّ للمدرسين دورا كبيرا، سواء في تدريب الأطفال وتوعيتهم أو من خلال متابعة تصرفاتهم وتقويمها من وقت لآخر. بينما تحالفت بعضهن لتشكيل رقابة وإشراف من أولياء الأمور على إجراءات الحماية ووسائل الأمان المدرسية بمتابعة دورية للمدارس.
فيما كتب بعض أولياء الأمور قائمة بمقتنيات الطفل وضرورة ألا تخلو شنطته المدرسية من الكحول والمناديل مع تدريبه على ارتداء الكمامة باستمرار. ونصحت بعض الأمهات بعمل تدريب من خلال استخدام العرائس والألعاب للأطفال لحثهم على ارتداء الكمامة واستخدام المطهرات وطريقة التعامل بالحمامات.