يعيش الملك المصري محمد صلاح مهاجم ليفربول الإنجليزي أوقاتًا رائعة مع انطلاقة الموسم الجديد من الدوري الإنجليزي الممتاز. حيث نجح في تسجيل هدف وصنع اثنين آخرين خلال فوز فريقه على نوريتش سيتي في الجولة الأولى من البريميرليج مساء السبت الماضي. هذه الانطلاقة تجعل صلاح أمام تحديات وإنجازات كثيرة قادمة. فكيف يستثمر هذا الموسم للخروج منه فائزًا بكل شيء ممكن جماعيا وفرديا؟، وتحقيق موسم قياسي جديد بعد عامه الأروع 2018.
وكما جرت العادة يسجل صلاح هدفًا على الأقل في المباراة الافتتاحية لفريقه بالدوري الانجليزي، منذ انتقاله إلى ليفربول في صيف 2017. قادما من روما الإيطالي للعام الخامس على التوالي وهو رقم قياسي مذهل للفرعون الصغير. أكد على قدراته الكبيرة وأنه من طينة النجوم العالميين بالفعل حول العالم. ولكن ما الذي ينتظره في بقية هذا الموسم الذي يبدو أنه سيكون استثنائيًا لفخر العرب كما يلقبه الجماهير؟
لقب الدوري الانجليزي
يأمل صلاح في قيادة رفاقه لتعويض إخفاق الموسم الماضي مع ليفربول، واستعادة اللقب الذي توج به مانشستر سيتي بينما حل “الريدز” بالمركز الرابع. ورغم صعوبة المهمة بالنظر لندرة تعاقدات ليفربول هذا الصيف مقارنة بالأندية المنافسة وعلى رأسها مان سيتي وتشيلسي. إلا أن الألماني يورجن كلوب مدرب “الريدز” قلل من أهمية الأمر.
واعتبر كلوب أن الكتيبة الحالية للفريق بقيادة صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، قادرة على التتويج باللقب. وأكد على ثقته الكبيرة بهم وانهم من صفوة نجوم العالم، ومازال لديهم الكثير لتقديمه خاصة مع عودة الجماهير بكثافة للمدرجات ستشحن بطارياتهم دائمًا للتألق والفوز. ومن ثم استعادة لقب الدوري الممتاز بعد عام واحد فقط في الظل بموسم بدا مخيبًا للآمال. رغم إنهائه بشكل رائع باحتلال المركز الثالث المؤهل لدوري أبطال أوروبا.
هداف البريميرليج للمرة الثالثة
خسر صلاح لقب هداف الدوري الإنجليزي خلال آخر موسمين، لحساب جيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي وهاري كين قائد توتنهام على الترتيب.
جاء ذلك بعد تتويج “مو” بالحذاء الذهبي خلال أول موسمين له مع ليفربول بالمسابقة. ويطمح في الفوز بها للمرة الثالثة هذا الموسم مع زيادة غلته التهديفية في كل جولة.
هذا اللقب سيدخله تاريخ ليفربول والبطولة الإنجليزية العريقة، كونه سيكون ثالث لاعب يحقق هذا الإنجاز بعد الأسطورة آلان شيرار لنيوكاسل. والأمير هاري مع توتنهام بتفوقه على صلاح بفارق هدف بالموسم الماضي فقط. إذًا يبقى الفرعون على موعد مع التاريخ في حالة تحقيق هذا اللقب بنهاية الموسم الحالي الذي بدأ فيه بقوة كبيرة.
الهداف التاريخي للأفارقة
لا يفصل محمد صلاح عن المئوية التهديفية الأولى له في الدوري الإنجليزي، سوى هدفين فقط. وهو إنجاز على الأغلب سيتحقق خلال المباريات المقبلة لليفربول.
ويتربع الإيفواري ديديه دروجبا أسطورة تشيلسي السابق، على صدارة اللاعبين الأفارقة الأكثر تسجيلا في تاريخ البريميرليج برصيد 104 أهداف. ويبدو أن صلاح يسير بخطى ثابتة نحو معادلة ثم تحطيم رقمه.
هذا الرقم سيدخل صلاح موسوعة الأرقام القياسية من الباب الكبير، حيث سيمكنه من تحقيق وتحطيم كل الأرقام للعرب والأفارقة ببلاد الضباب وبأكبر دوريات العالم. وسيجعله من أساطير تلك المسابقة بالفعل، خاصة داخل القارة السمراء والوطن العربي.
أفضل لاعب في أفريقيا
تألق صلاح خلال النصف الأول من الموسم الحالي تحديدًا، سيعزز فرصه في الفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في أفريقيا لعام 2021.
وبالتأكيد سيجد صلاح منافسة قوية من الجزائري رياض محرز جناح مانشستر سيتي، الذي توج بلقب الدوري الإنجليزي 2020-2021 مع فريقه. كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا.
وكان الفرعون قد نال تلك الجائزة لعامين متتاليين، قبل أن يخطفها منه زميله السنغالي بالفريق ساديو ماني. ويهدف صلاح لاستغلال أرقامه التهديفية الفردية بالعام كاملاً مع الفترة القادمة. لتحقيق أفضلية على محرز، الذي توج بلقب واحد جماعي رفقة مان سيتي. لكن صلاح كان وصيفًا لهدافي البريميرليج خلف كين بالعام الماضي، وإذا ما حقق عديد الأهداف بالمباريات القادمة وكسر تلك الأرقام السابق ذكرها. سيعزز من حظوظه بشكل كبير للتتويج بتلك الجائزة للمرة الثالثة في تاريخه ليكتب اسمه بحروف من ذهب.
وسيرفع بذلك رصيده لثلاثة جوائز كأفضل لاعب في أفريقيا، ليتساوى مع الأسطورتين عبيدي بيليه من غانا وجورج ويا من ليبيريا. ويفصله لقب واحد عن الرقم القياسي بأربعة ألقاب المسجل باسم الثنائي صامويل إيتو ويايا توريه.