مرتدية الحجاب، كاشفة فقط عن عينيها. مرت المطربة الأفغانية إريانا سعيد وخطيبها حسيب سعيد بخمس نقاط تفتيش تابعة لـ”طالبان” في طريقهما إلى المطار. مصطحبين معهما ابن عم سعيد الأصغر ليتظاهروا أنهم أسرة تتجول في الشارع لعدم الإفصاح عن هوية المغنية الشهيرة.
إريانا ولدت في كابول و ترعرعت في سويسرا. وقبل سبع سنوات عادت إلى أفغانستان لتغني باللغة الفارسية والباشتو. لكي تساهم في زيادة الوعي حول القضايا الاجتماعية وحقوق المرأة.
وعلى الرغم من الانتقادات الضخمة التي عانت منها من المحافظين والمتشددين دينياً. إلا أنها تعد حالياً من أشهر نجوم البوب والأشخاص المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. ليس فقط داخل أفغانستان. بل حتى عند الجالية الأفغانية الموجودة في مختلف أرجاء العالم.
المطربة التي استغلت شهرتها طوال السنوات الماضية في الدعوة لتمكين المرأة وإقرار حقوقها. ودفعها نشاطها إلى الحصول على جائزة المجلس الأطلنطي للحريات لعام 2018. اضطرت لارتداء حجابا شاملا غطت فيه جميع جسدها في محاولة الفرار من بلدها.
رحلة الهروب
كتبت إريانا البالغة من العمر 36 عاما، عبر حسابها على إنستجرام:”أنا على قيد الحياة وبصحة جيدة، وبعد ليلتين لا أستطيع نسيانهما، وصلت إلى قطر. وأنتظر حاليا رحلتي التي سأستقر بها في اسطنبول”. ثم نشرت في وقت لاحق لمتابعيها الذين وصلوا إلى 1.3 مليون متابع، أنها وصلت بسلام إلى تركيا.
أعلنت إريانا عبر صفحتها على السوشيال ميديا أيضا. أنها ستنشر العديد من القصص التي تدور حول الأشياء التي رأتها في رحلة هروبها من أفغانستان. ولكن بعدما تذهب عنها الصدمة مما جرى في بلادها.
تعتبر إريانا أحد أكبر الداعمين للجيش الأفغاني. حيث تحدثت مرات عديدة في لقاءات تليفزيونية وصحفية سابقة عن دعمها للجيش الأفغاني في مواجهة طالبان. واعتقد جمهورها أن خطوة هربها من البلاد موفقة. لأنه من المرجح أن طالبان كانت ستقوم بإعدامها.
وقالت في تصريح لـ”رويترز” إنها حجزت رحلة لمغادرة البلاد يوم 15 أغسطس الجاري مع خطيبها حسيب سعيد بعد أن تلقت مكالمة هاتفية تحذرها من سيطرة طالبان على البلاد”.
قيود وحشية
وأضافت أن: طالبان فرضت قيودا وحشية على البلاد فترة سيطرتهم السابقة قبل عشرين عاما، حيث منعوا المرأة من التعليم أو الخروج للشارع، بحجة اتباع الشريعة الإسلامية”.
“رحلتنا التي كانت مقررة الأسبوع الماضي لم تقلع في وقتها حيث كان نفس اليوم الذي سيطرت فيه طالبان على المطار”. بهذه الكلمات تحدث حسيب عن الساعات المرعبة التي عاشها مع إريانا وسط القصف وإطلاق الأعيرة النارية في كل مكان.
وقال حسيب: كنا مرعوبين أثناء المرور بينما أوقف أحدهم سيارتنا لكنه فور رؤيته الصبي الصغير اعتقد أننا أسرة تاهت في الطريق فقال لنا اذهبوا بسرعة قبل أن يقبض عليكم”.
وتابع: فور وصولنا إلى المطار كانت القوات الأمريكية لا تزال تسيطر على بعض أجزائه، فشاهدنا رجلا كنديا وصاح في الجنود الأمريكيين، وقال: دعوه يمر فهو خطيب مغنية مشهورة وإذا تعرفت عليه طالبان سيقتلوهما فورا.. وبالفعل سمحوا لنا بالدخول لحمايتنا.
وبعد يومين متواصلين، استطاع الثنائي مغادرة كابول على متن طائرة عسكرية أمريكية هبطت بهما في قطر. ليستعدا لإكمال رحلتهما إلى تركيا..