بلا شك تعد صفقة انتقال الجوهرة الفرنسية كيليان مبابي “المحتملة” إلى ريال مدريد هي ألمع صفقات الميركاتو الصيفي الحالي التاريخي، الذي شهد انتقالات مفاجئة للجميع وعلى رأسها وأهمها الثنائي الأهم منذ بداية الألفية الجديدة، الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة الذي انتقل لباريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، والبرتغالي كريستيانو رونالدو أسطورة مانشستر يونايتد وريال مدريد الذي عاد مرة أخرى لفريقه الأحمر العريق بعد أن كان على مقربة من غريمه الأزلي مان سيتي.
لكن تظل صفقة ذهاب مبابي من بي إس جي إلى الملكي هي الألمع، كونه أحد أفضل لاعبي العالم حاليًا خلف ميسي ورونالدو، ودليه فرصة الاستمرارية لـ10 سنوات مقبلة بحكم سنه الصغيرة، وإمكانيات هائلة جعلته يتوج بكل البطولات مع ناديه ومنتخب بلاده باستثناء دوري أبطال أوروبا واليورو والذي حل بهما وصيفًا في 2016 و2020 على الترتيب، بالإضافة لأنها ستكون الصفقة الأعلى في تاريخ الساحرة المستديرة بعد انتقال نيمار القياسي من برشلونة لباريس مقابل 220 مليون يورو قبل 4 أعوام مضت.
حيث من المتوقع أن تكلف الصفقة فريق ريال مدريد أكثر من 180 مليون يورو للاعب الذي ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي، ويستطيع التوقيع لأي فريق في يناير المقبل والانتقال له بالصيف القادم بشكل مجاني، خاصة مع رفضه التام لتجديد عقده مع فريق العاصمة الفرنسية ورغبته الواضحة والتي يصر عليها بشدة في الذهاب لعملاق إسبانيا وأوروبا الكبير الريال.
هنا نستعرض أبرز المزايا التي سيقدمها انتقال مبابي إلى الميرينجي على كل المستويات، الفنية والتسويقية والجماهيرية، وقدرته على إعادة الهيبة لريال مدريد من جديد وإرجاعه إلى الواجهة بعد فترة خفوت منذ رحيل رونالدو عنه إلى يوفنتوس صيف 2018، وكذلك للدوري الإسباني الذي فقد أهم نجمين لديه بالسنوات الماضية ليونيل ميسي هذا الصيف للدوري الفرنسي بعد ذهاب كريستيانو من قبل للكالتشيو.
نجم كبير يعوض رحيل رونالدو وميسي
متوقع لمبابي أن يكون هو النجم الأول في العالم خلال العقد المقبل رفقة النرويجي الهداف القاتل إيرلينج هالاند مهاجم بروسيا دورتموند الألماني، فبعد فترة طويلة سيطر عليها لمعان نجمين مثل ميسي ورونالدو على كل الساحة والألقاب الجماعية والفردية وبمستويات خيالية على واقع الأرقام والأهداف وكل شيء، يبدو أن عصرهما بدأ في الغروب وستشرق شمس نجوم شباب جدد وعلى رأسهم بكل تأكيد بطل كأس العالم مبابي.
لذلك صفقة بحجم انتقال الجوهرة الفرنسية لريال مدريد هي بمثابة خير تعويض عن رحيل رونالدو، الذي فشل البلجيكي إيدين هازارد في ملء الفراغ الذي تركه رغم مجيئه بصفقة كبيرة وسط توقعات بتألقه، لكن مستواه الضعيف وإصاباته العديدة ساهمت في جعلها واحدة من أسوأ الصفقات للملكي والليجا بالسنوات الماضية، مثلما الحال في برشلونة بصفقة الفرنسي أنطوان جريزمان الذي لم يقدم شيء يذكر بعد للتألق سواء في وجود ميسي أو بعد رحيله لملء فراغه هو الآخر.
مبابي بحجم قدراته الفنية والبدنية والتسويقية والجماهيرية، قادر على تعويض هذا المستوى من اللاعبين وأن يصبح النجم الأول في الفريق والدوري والعالم في أسرع وقت ممكن بالسنوات القادمة ولمدة طويلة، علمًا بأنه لم يتخطى حاجز الـ23 عامًا حتى هذه اللحظة، فهي صفقة هائلة وعظيمة من كل الجوانب للفريق الأبيض العريق.
إضافة هائلة لهجوم الريال “ماكينة أهداف”
على الجانب الفني فحدث ولا حرج، أنت لديك واحد من أفضل لاعبي العالم في الهجوم والأجنحة، فمبابي يصنف بأنه من الخمسة لاعبين الأهم والأبرز في العالم رفقة الثنائي العملاق ميسي ورونالدو والهدافين روبرت ليفاندوفيسكي وهالاند.
ماكينة الأهداف الفرنسية الشابة الذي يمثل المستقبل كذلك للريال مع الحاضر، لا يتوقف عن تسجيل الأهداف من كل المراكز والزوايا والأماكن بالملعب، بالإضافة لسرعته الخارقة، ما يمنحه أفضلية عن أي لاعب آخر.
كما أن مبابي يمتلك حس تهديفي عالٍ ويجيد اللعب بكلتا قدميه بقوة كبيرة، ومميز بضربات الرأس تطور بها كثيرًا بالفترة الماضية، ولا يستطيع أحد إيقاف مراوغاته المهارية سواء بالكرة أو بالسرعة عندما يقذف الكرة للأمام ويركض فيسبق الجميع لديها، أيضًا رغم صغر سنه اكتسب خبرات عملاقة من النجوم الكبيرة التي لعب معها والمدربين الذين قاموا تدريبه، وحدث له تطور فني وتكتيكي هائل بالسنوات القليلة الماضية، خاصة مع فوزه بلقب كأس العالم ووصافته لدوري الأبطال واليورو.
النجم الفرنسي لديه شراكة ناجحة مع كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد المخضرم، ستسهل عليه كل شيء في التأقلم والانسجام داخل الفريق الملكي سريعًا، حيث لعبا سويًا بكأس أمم أوروبا بالأشهر الماضية وقدما ثنائية رائعة رغم الخروج المبكر من ثمن النهائي للديوك أمام سويسرا بركلات الترجيح وأضاع مبابي نفسه الركلة الأخيرة للزرق، كل هذه العوامل الفنية ستجعله مع بنزيما وباقي نجوم الريال يقدمون هجومًا مدمرًا لكل الخصوم بالليجا وأبطال أوروبا كذلك ويستطيع الملكي الوصول به لأبعد مدى ممكن بكل البطولات.
نجاح لبيريز وعوائد ضخمة للملكي
بعد رحيل رونالدو الجميع وضع فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد تحت ضغط كبير، لتفريطه فيه وعدم ضم البديل المناسب، تزامنًا مع تعرض الريال لعدة محن والخروج خالي الوفاض من الألقاب في موسمين وموسم فاز بلقب الدوري فقط خلاله رفقة المدرب زيدان، ولكن مع صفقة مبابي سيعود بيريز ملكًا متوجًا مرة أخرى في عيون الجماهير البيضاء والإعلام العالمي.
وسيتذكر الكل له قدرته على ضم كبار النجوم وسلاسل الجلاكتيكوس الشهيرة بضم أهم نجوم العالم كل فترة في فريق أحلام واحد، وهذا مكسب كبير للرئيس سيعيد هيبته من جديد والاستقرار للوس بلانكوس واستعادة الريادة مجددًا في سوق الانتقالات كما كان سابقًا رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في ظل تداعيات اجتياح فيروس كورونا للعالم أجمع فيحسب له هذه الصفقة القياسية رغم كل ذلك.
أما على الجانب التسويقي والعوائد المادية والرعاية، فسيعود ريال مدريد للقمة من جديد بهذه الصفقة العملاقة وسيستحوذ على أعلى العوائد مرة أخرى مثلما حدث معه في صفقات مثلها قياسية من قبل، كزيدان ورونالدو وبيل وغيرهم كثر من أكبر نجوم العالم عبر كل العصور، وهذا جزء من نجاح وريادة ريال مدريد العالمية في كل الكوكب من أقصى الشرق للغرب ولذلك هو النادي الأكبر جماهيرية وشهرة وألقاب في العالم وأغنى الأندية كذلك وأعلاها قيمة تسويقية وفنية دائمًا.