قدم المنتخب المصري أداء هزيلا ومتوقعا في آن واحد في مباراته الافتتاحية بتصفيات كأس العالم أمام أنجولا، التي انتهت بفوزه بهدف يتيم عن طريق ركلة جزاء، حيث توقع الجميع أن يكمل المنتخب سلسلة عروضه المتواقعة تحت قيادة المدرب الوطني حسام البدري.
أسباب كثيرة تقف وراء هذا الأداء المخيب للفراعنة، أولها بكل تأكيد غياب الحلول الفنية عند البدري، الذي بدا أنه بلا ظهير إعلامي أو شعبي، إلى جانب ظهور عدد من اللاعبين بعيدين عن مستواهم بشكل كبير حتى هدف اللقاء الوحيد جاء من ركلة جزاء، هنا نعرض أسباب هذا الأداء وتأثيره على مشوار مصر في تصفيات المونديال وكذلك بطولة الأمم الأفريقية مطلع العام المقبل.
البدري خارج الخدمة
بكل تأكيد المدير الفني هو من يتحمل سوء النتائج والأداء في المقام الأول، فهو صاحب الاختيارات والتشكيل والتغييرات وإدارة المباراة والتعامل نفسيًا وخططيًا مع اللاعبين وتجهيزهم الكامل للمباريات من كافة النواحي، وهو ما انعكس بالسلب ووضح جليًا على الفراعنة بالمباريات السابقة رفقة البدري وتحديدًا لقاء الأربعاء أمام أنجولا.
بداية من الاختيارات الغريبة في أغلبها وشابها المجاملات لنجوم لا تلعب في أنديتها وذهبت بمحض الصدفة للمنتخب مثل رمضان صبحي وعمر جابر وعلي جبر وأبو جبل وباهر المحمدي وكذلك عبدالله السعيد البعيد عن مستواه وغيرهم كثر، وترك نجوم متألقة بالدوري الممتاز ولم تذهب للمنتخب وحتى بعضهم ذهب ولم يشارك مثل مصطفى فتحي وغيره لم ينضم من الأساس، فتلك الاختيارات الغريبة والسيئة أحد أهم أسباب هذا الفشل بالمستوى والأداء رغم الفوز الصعب.
ثاني الأمور تعامل البدري مع اللاعبين من الواضح أن به مشكلة كبيرة، فعلى مدار الشهور الماضية والمباريات العدة التي قاد بها البدري الفراعنة وهذه المجموعة من اللاعبين لم يحدث أي تغيير أو تطور، سواء من الناحية الفنية أو الروح والمعنويات والقتال في الملعب، فنفس الشكل الباهت هو الثابت على منتخب مصر طيلة فترة البدري.
كما أن هناك تسريبات عن عدم رضا أغلب النجوم عليه فنيًا وعلى أسلوبه في إدارة الفريق والمعسكرات والتعامل معهم، وهو ما خرج على لسان محمد صلاح من بعض المقربين أنه بعيدًا كل البعد عن المستوى الفني لإدارة منتخب مصر.
الأمر الأخير هو تعامله الفني الكارثي مع التشكيل الذي يبدأ به دائمًا ثم يعدل أخطائه العديدة بالشوط الثاني بتغييرات أخرى تكلف المنتخب الكثير من الوقت وربما النقاط لولا ألطاف الله في بعض الأحيان، ثم تغييراته السيئة تمامًا بالشوط الثاني كما فعل أمس أمام أنجولا، باللعب بصانعي لعب في الملعب بنزول السعيد وأفشة ذهب على الجناح الأيمن رغم وجود مصطفى فتحي أحد أهم نجوم الدوري بهذا المركز وهدافيه هذا الموسم، كذلك إدخال رمضان البعيد تمامًا عن اللعب كلها علامات استفهام غريبة وتحفظات على البدري نفسه كمدير فني، ربما تودي به من منصبه قريبًا إذا ما استمر الوضع كما هو عليه الآن.
الإجهاد والإصابات لها دور أيضًا
كذلك الإجهاد يعد من أبرز الأسباب التي أثرت على أداء لاعبي منتخب مصر أمام أنجولا، خاصة وأن الموسم الكروي كان طويلاً وصعبًا في مصر، حيث انتهت بطولة الدوري قبل أيام قليلة وانضم بعدها اللاعبين مباشرة لمعسكر الفراعنة ولم يحصلوا على وقت كاف للراحة قبل بدء غمار التصفيات.
أيضًا الإصابات التي ضربت بعض نجوم المنتخب قبل مواجهة أنجولا سببت أزمة فنية، حيث تعرض عمر جابر لوعكة صحية وخرج من معسكر منتخب الفراعنة ولحق به أكرم توفيق بعدما تعرض للإصابة بكسر في عظمة الوجه في المران الأخير قبل مباراة المنتخب الأنجولي.
صلاح والنني وغياب مؤثر عن منتخب الفراعنة
أثر غياب بعض العناصر الأساسية عن تشكيل منتخب مصر على أداء الفريق أمام أنجولا وفي مقدمتهم اللاعبين المحترفين مثل محمد صلاح ومحمد النني، وذلك بسبب القائمة الحمراء في إنجلترا والتي تضم الدول المحظور السفر أو الحضور منها إلا بعد الخضوع للحجر الصحي ومنها مصر، بالإضافة لغياب مصطفى محمد بسبب تأخر حضوره للقاهرة عقب أزمة احترافه في بوردو الفرنسي من جالاتا سراي.
غياب النجم الأول في ليفربول وأحد أفضل نجوم العالم عن المنتخب يؤثر بشكل عظيم على مستواه، فلاعب بحجم وقيمة محمد صلاح يساهم غيابه في هبوط مستوى فريق كامل فبلا شك كان غيابه مؤثرًا للغاية لاسيما في الشق الهجومي مع الأناكوندا، وايضًا النني عن وسط الملعب فهو لاعب ذو إمكانات هائلة وقدرات عظيمة كذلك ويلعب في الدوري الإنجليزي القوي للغاية.
الضغط وغياب الانسجام
عانى لاعبو منتخب مصر من الضغط الإعلامي والجماهيري قبل مباراة أنجولا، حيث كان يترقب الجميع تحقيق الفراعنة انتصارًا كبيرًا في افتتاح مشواره بتصفيات كأس العالم، مما أصاب اللاعبين ببعض التوتر والاستعجال لتحقيق الفوز وحصد الثلاث نقاط.
كما غاب الانسجام بعض الشيء عن لاعبي المنتخب، وذلك لعدم تجمع اللاعبين منذ فترة طويلة وانضمام بعض العناصر الجديدة لمعسكر الفراعنة، والجو العام في المعسكر وعدم تهيئتهم للقاء بالشكل الأمثل من الجهاز الفني، الذي يعاني هو نفسه من غياب الإنسجام وظهرت عدة مشاكل سابقة فيه بين عناصره كطارق مصطفى والبدري الذي يميل لمعاونيه أحمد أيوب وسيد معوض أكثر.