على مدار تاريخه اعتاد مشجعو كرة القدم رؤية ليو ميسي في الملعب، سواء كان ذلك مع فريقه القديم برشلونة أو منتخب بلاده، فلا يجلس البرغوث على مقاعد البدلاء إلا في حالة عدم الجاهزية البدنية أو لإراحته في المباريات التي تنتهي نتيجتها مبكرا، لذا كان غريبا أن نراه يغادر العشب الأخضر قبل 15 دقيقة من انتهاء المباراة، لتحدث أزمة مبكرة بين النجم الأرجنتيني ومواطنه بوكيتينو في صفوف باريس سان جيرمان.
انفجر البرغوث برد قوي ومثير عند استبداله مساء أمس أمام ليون بالدوري الفرنسي، ولم يصافح مدربه وعامله بشكل جاف وظهر غضبه الكبير على مقاعد البدلاء في مشهد جذب كافة وسائل الإعلام العالمية حوله.
ازداد الضغط كثيرًا على المدرب بوكيتينو بموقف ميسي الأخير، وسط دعم كبير من الإدارة القطرية لنجوم الفريق ولاسيما ليونيل أحد أساطير كرة القدم عبر تاريخها، ليكون المدرب في موقف صعب لا يحسد عليه. خاصة أن ميسي استمر في غضبه أثناء المباراة وظهر جليًا بعد هدف إيكاردي القاتل في الدقائق الأخيرة، حيث قام بدلاء سان جيرمان بالقفز احتفالا بالهدف القاتل، وظل ميسي جالسًا دون أن يحرك ساكنًا ليرفض المشاركة في هذا الاحتفال الصاخب.
ميسي يظهر العين الحمراء والمدرب لا يريد تفاقم الأمور
المدير الفني للفريق الباريسي دافع عن قراره وكشف عن تفاصيل الحديث الذي دار بينه وبين ميسي قائلا:ً “بالنسبة لردة فعله سألته عنها وقال لي إنه بخير، هذا كل ما في الأمر”، وأكمل: “هذا كان تغييرنا، لا توجد أزمات”.
ولكن بعيداً عن الكلمات الدبلوماسية للمدير الفني لباريس، فإن الكاميرات أظهرت غضب ميسي الشديد أثناء جلوسه بديلاً عقب الخروج من أرض الملعب، وغضب ليو مرتبط بشكل كبير بحقيقة فشله في 3 مشاركات له مع باريس في تسجيل أو صناعة أي هدف في إجمالي 190 دقيقة خاضها، وهو أمر غير معتاد عليه اللاعب الحائز على 6 كرات ذهبية.
المدرب يبرر قراره الغريب
المدرب برر قراره خلال المؤتمر الصحفي عقب اللقاء، قائلاً: “علينا اتخاذ الخيارات من خلال التفكير في الأفضل للفريق ولكل لاعب، أحيانا تكون القرارات إيجابية وأحيانا لا، لكن هذا هو السبب في وجودي هنا كمدرب، لاتخاذ القرارات”.
وأضاف المدير الفني الأرجنتيني: “اتخذت قرار إخراج ليو ميسي لحمايته من الإصابات، لدينا مباريات مهمة قادمة ولهذا أريد حمايته”.
وأتم تصريحاته في هذا الصدد بقوله: “أعتقد أن الجميع يعلم أن لدينا الكثير من النجوم الجيدين، وعلينا أن نختار التشكيلة ونقوم بالتغيير فيها وفقا لسير المباراة”.
وكان ميسي لعب بديلا لمدة 24 دقيقة في الفوز (2-0) على ستراسبورج بالجولة الرابعة من الدوري الفرنسي، ثم اعتمد عليه بوكيتينو أساسيا في التعادل (1-1) مع كلوب بروج البلجيكي في الجولة الأولى من مجموعات دوري أبطال أوروبا، حيث لعب المباراة كاملة، وأخيراً لعب 76 دقيقة ضد ليون.
الغريب أن ميسي خرج من أرض الملعب وهو في حالة بدنية جيدة، بينما كانت النتيجة تشير للتعادل إيجابيا بهدف، أي أن الفريق بحاجة لدعم هجومي.
هل يطرد ميسي المدرب مثلما حدث مع توخيل؟
الموقف أثار الجدل حول تأثيره على مستقبل بوكيتينو، لا سيما بعد تغريدة نشرها خليفة بن حمد آل ثاني المُقرب من إدارة باريس سان جيرمان، والتي لمح فيها إلى رحيل المدرب الأرجنتيني خلال الفترة المقبلة.
وكتب في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مع صورة بوكيتينو: “لندن مدينة جميلة أنت تعرف ذلك جيداً”، في إشارة لإمكانية إقالة مدرب توتنهام هوتسبير السابق، بوكيتينو ظهر في التغريدة وهو يلوح بإشارة الوداع، في إشارة لإمكانية رحيله عن فريقه خلال منتصف الموسم.
ولن يكون بوكيتينو أول مدرب يقيله باريس سان جيرمان في منتصف الموسم، حيث سبقه إلى ذلك العديد الألماني توماس توخيل، المدير الفني الحالي لفريق تشيلسي الإنجليزي، وأقالت إدارة باريس سان جيرمان توخيل من تدريب الفريق في منتصف الموسم الماضي بسبب خلافات مع الإدارة، بالإضافة إلى بعض الخلافات مع بعض اللاعبين مثل كيليان مبابي.
وتعرض باريس سان جيرمان لانتقادات حادة لإقالة توخيل في منتصف الموسم الماضي، رغم قيادته الفريق للقب الدوري الفرنسي ونهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة بتاريخ النادي، وزادت حدة الانتقادات بعدما فشل بوكيتينو في قيادة الفريق للتتويج بلقب الدوري الفرنسي في الموسم الماضي، في الوقت الذي حقق فيه توخيل لقب دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي، فريقه الحالي الذي يتصدر الدوري الإنجليزي الممتاز.
يذكر أن بوكيتينو هو المدير الفني الثالث لفريق باريس سان جيرمان خلال السنوات الـ5 الأخيرة، حيث تولى أوناي إيمري المسؤولية في الفترة بين عامي 2016 و2018، قبل أن يخلفه توخيل حتى إقالته وتعيين المدرب الأرجنتيني.